أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عثمان أشقرا - رسالة عربية قصيرة في السياسة واللاهوت














المزيد.....


رسالة عربية قصيرة في السياسة واللاهوت


عثمان أشقرا

الحوار المتمدن-العدد: 2671 - 2009 / 6 / 8 - 07:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الاحد 7 حزيران (يونيو) 2009

------------------------------------
لقد عاش العرب مراحل "النهضة الناقصة" و"التنوير المجهض" و"الثورة المهزومة"، لأنّ بنية سياسية فكرية بعينها ظلت هي ثابت الدولة والمجتمع بغضّ النظر عن "التحوّلات" و"الانقلابات" التي عرفتها ـ سريعة كانت أو بطيئة ـ "الدول" و"المجتمعات" العربية. وهذه –من جهة- هي بنية الحكم الاستبدادي المقنع بليبرالية زائفة أو تقدّمية مغلوطة–ومن جهة أخرى- هي بنية الفكر السلفيّ الثاوي وراء الإيديولوجيات والشعارات. وعلى ما يبدو، فنحن لا نقول هنا جديدا قياسا إلى ما هو معروف ومتداول في الدراسات العربية السياسية والفكرية الجادة، ولكن نريد أن نضيف ونلفت النظر إلى ما يلي: لقد تجاوزت أوروبا مسألة شكل الحكم (ملكيا أم جمهوريا مثلا) لمّا تحوّل مصدر الحكم الحقيقيّ والمطلق إلى الشعب. وهذا هو التعريف البسيط والمباشر للديمقراطية. وفي العالم العربي تغيّرت أشكال الحكم ولم يتغيّر جوهره: الاستبداد الفرديّ المسنود بالعشيرة المالكة والنافذة عائليا أو حزبيا. لذا لا غرابة أن تبرز مسألة توريث الحكم الرئاسي الجمهوري باعتبارها أحد تجليات الانحطاط العربي الراهن. وبالتالي، يحدث التماثل العجيب بين سوريا "البعثية" ومصر "الناصرية" وليبيا "الجماهيرية" والملكيات العربية والأنظمة البدوية العشائرية النفطية، وتبرز "وحدة" سياسية عميقة الغور والجذور من خليج العالم العربي إلى محيطه. لقد حقّقت الأنظمة السياسية العربية الراهنة في الواقع أهداف المشروعين القوموي والإسلاموي بالمقلوب: وحدة الاستبداد سياسيا وتعميم حاكمية أولي الأمر لاهوتيا. وعليه: يكون المطلب الديمقراطي في هذه الحال هو أوّلا وقبل كلّ شيء تحرير الفرد العربي من الوصاية المفروضة عليه "سياسيا ولاهوتيا".

***

سنتجاوز النقاش النظري حول مفهوم الفرد وواقعة الفردانية وارتباطهما تاريخيا ببداية "الأزمنة الحديثة" في أوروبا، ومدى صدقية ومصداقية وإجرائية المقارنة في هذا الصدد مع التجربة العربية، ونقول –تجاوزا- بأنّ قرنا –على الأقل- من "التحديث" في العالم العربي (مع مراعاة الفروق والتمايزات بالطبع) أثمر فردانية معطوبة على غرار التحديث المنجز ذاته. ويتجلّى هذا العطب التاريخيّ في مسار التذرير atomisationالسلبي الذي انخرطت فيه المجتمعات العربية –وهو غير الفردانية الإيجابية – ونتج عنه عموما حال من الأنوميا anomie المعممة (والأنوميا هي تفكك شبكة القيم الموجهة للفرد والمجتمع وفقدان بوصلة التوجيه الراشد في هذا الصدد).

بتعبير آخر : تفكّكت –عموما- وحدة الجماعة الأصلية في العالم العربي ولم تبرز –بالمقابل- "وحدة" الفرد التي هي أسّ ونواة المجتمع الحديث المحقق لاندماجه الشامل الجديد. بقي الفرد العربي ذرّة فاقدة لتوجيهها الذاتي وقابلة للاحتواء والسحق في كل حين. نلاحظ هذا على مستوى السلوك المدني (حيث الغالب هو التحلل من الواجبات ومحاولة الالتفاف حولها)، وعلى مستوى العلاقة مع الذات: تبخيس الذات إزاء الآخر/الأقوى وتضخيمها إزاء الآخر/الأضعف. إنّ الفرد العربي في هذا المنظور هو مواطن غير كامل الأهلية. وعليه، فهو ما يزال في حاجة إلى فرض وصاية مزدوجة عليه: وصاية سياسية منطقها الزجر والقهر ووصاية لاهوتية منطقها تعطيل الإرادة والعقل.

لقد كافح المواطن العربي طويلا من أجل أن ترفع عن بلاده الوصايات والانتدابات المفروضة خارجيا بمقتضى معاهدات دولية جائرة، ولكنّ الأنكى ما يزال مستمرّا ومتغلغلا في نسيج المجتمع والذات العربيين: حبس الفرد العربي من تحقيق مواطنته كاملة وإعاقة العقل العربي عن إعلان رشده التام. والأشدّ نكاية هو سريان هذه الحال غير الطبيعية ولا الشرعية باعتبارها الحال الطبيعية والشرعية التي "لا يزيغ عنها إلا شقيّ أو هالك"!… وهنا تتوحد السياسة مع اللاهوت، والحصيلة هي "مواطن" عربي (ذكرا أم أنثى) ناقص حرية وناقص عقل.

عن موقع الأوان



#عثمان_أشقرا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...
- إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي ...
- ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد ...
- إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
- شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
- السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل ...
- الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين ...
- الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
- -حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عثمان أشقرا - رسالة عربية قصيرة في السياسة واللاهوت