أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسكندر حبش - بين ساراماغو وبرلسكوني














المزيد.....

بين ساراماغو وبرلسكوني


اسكندر حبش

الحوار المتمدن-العدد: 2671 - 2009 / 6 / 8 - 05:16
المحور: الادب والفن
    



هل هي مواجهة جديدة بين الأديب والسياسي، في زمن نظنّ فيه أن أشياء مماثلة لم تعد موجودة؟ نخطئ فيما لو ظننا ذلك. فالأمثلة التي نشهدها تباعا، لا تتوقف عن تذكيرنا كم أن السياسي يتغلب اليوم على الأديب، حتى لينفيه ويبعده عن «المدينة»، وعن «حضوره» فيها. وربما أكثر: يمنعه من نشر كتبه.
هذا ما تخبرنا به القضية المثيرة للجدل، الدائرة الآن، بين الروائي جوزيه ساراماغو (أشهر الكُتّاب البرتغاليين ربما، على الأقل بعد حيازته جائزة نوبل) وبين رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني. فالأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام ووكالاته، نقلا عن صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية أن دار نشر «إينودي» الشهيرة (وهي تابعة لإمبراطورية برلسكوني الإعلامية) قررت عدم نشر الكتاب الأخير لساراماغو وهو مجموعة من المقالات (التي كان قد نشرها على مدونته الخاصة) مخافة أن تتعرض للمحاكمة، إذ ثمة جملة، كتبها الروائي البرتغالي، قد تثير المتاعب. يقول ساراماغو في مقالته هذه: «في بلاد المافيا والكامورا، أيّ أهمية إذا ما تأكد أن رئيس الوزراء هو من ارتكب الجنحة بنفسه؟».
صحيح أنه يمكن اعتبار الجملة هذه بمثابة «قدح وذم» وهذا ما يطال عليه القانون، لكن لنتوقف قليلا ونفكر: هل المشكلة مع ساراماغو تكمن هنا؟ أي في اعتراضه فقط على رئيس الوزراء الإيطالي وعلى فساده؟
بدأت مشكلات ساراماغو مع مختلف الحكومات الأوروبية، بعيد حيازته نوبل. في البداية اعتراضه على الرقابة في بلاده التي كانت تركض خلف أقواله، ما دفعه إلى مغادرة البرتغال والإقامة في اسبانيا. هناك أيضا موقفه من الكنيسة الكاثوليكية التي وجد أنها تحاول القيام بدور الله على الأرض. يومها قامت القيامة عليه ولم تسكت. لكن الأهم من ذلك كلّه موقفه العام 2002 ممّا كان يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة حين شبّه ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية بحقّ الفلسطينيين وكأنه «أوشفيتز» آخر حيث كانت جملته الشهيرة «إن المحرقة لا تحتاج إلى غرف الغاز».
موقفه هذا، بالإضافة إلى موقفه من أحداث 11 أيلول، جاء ليثير القلائل حيث لم يتوقع أحد هذه «الصراحة» التي وصفها ساراماغو نفسه بأنها ضد «التابو وضد الديموقراطية الغربية والليبرالية التي تجتاح العالم».
إذاً هل نستطيع القول إنها قضية سياسية بالدرجة الأولى؟ ربما هي أبعد من «شتيمة» تفوّه بها الكاتب البرتغالي ضد رئيس وزراء. هي من دون شك عدم تقبل الحكومة الرسمية الأوروبية لهذا الخطاب المفـــارق الآتي من كاتب ضرب بعرض الحائط كل الأفكار المتوارثة.
في أي حال، ربما هناك اليوم العديد من الدور الإيطالية المعادية لبرلسكوني مستعدة لنشر الكتاب. وما كان على الكاتب إلا أن قال: «أشعر بالارتياح، فبذلك لا أكون مساهما في زيادة ثروة برلسكوني».





#اسكندر_حبش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد للشاعر الإيطالي ألفونسو غاتو
- هل هناك مكان بعدُ للثقافة «القومية» الصافية؟
- سميح القاسم : مع حبي لبيروت، سأبقى في الرامة !
- -في قلب هذا البلد- لكوتيزي «صاحب نوبل»: الكتابة بحد الشفرة


المزيد.....




- تصاعد رفض الخدمة العسكرية في إسرائيل مع استمرار الحرب على غز ...
- رحيل العلامة البلجيكي يحيى ميشو بعد حياة علمية حافلة
- بالصوت والصورة.. ماكرون يوجه رسالة باللغة العربية للسيسي وال ...
- من بيبرس إلى شهرزاد.. أبرز العروض العربية والآسيوية في ختام ...
- وفاة الفنانة الأردنية رناد ثلجي
- -حدث ذات مرة في الموصل- يحصل على جائزة MENA في مهرجان سينما ...
- الصين تسعى لحظر أفلام هوليوود الأمريكية ردا على رسوم ترامب ا ...
- زاخاروفا توضح موقف الغرب من النازية بصورة من عام 1948 لرسام ...
- المغرب: لبصير والعوادي ضمن 7 فائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب ...
- منع أم دعاية؟ الجدل يلاحق فيلم -استنساخ- قبل عرضه الرسمي


المزيد.....

- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسكندر حبش - بين ساراماغو وبرلسكوني