|
تلخيص وتعليق على خطاب اوباما
محمد زهير الخطيب
الحوار المتمدن-العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 - 09:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلام اوباما عام وفيه نفس ايجابي، غير أنه يذكرنا بانه لا قيمة للاقوال ان لم تصدقها الافعال، فقد تحدث عن بداية جديدة دون أن يتقدم بمبادرة جديدة، ولم يعرض مقترحات جديدة لدفع عملية السلام قدماً، كما لم يتحدث بشكل محدد عن الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الانسان في العالم العربي ودندن حولها بعموميات. كانت لفتة لطيفة منه ان يبدأ ب (السلام عليكم) وينتهي بها. وان يذكر بان الاستعمار ساهم خلال العصر الحديث في تغذية التوتر بسبب حرمان العديد من المسلمين من الحقوق والفرص كما ساهمت في ذلك الحرب الباردة التي عوملت فيها كثير من البلدان ذات الاغلبية المسلمة بلا حق كأنها لا يجب مراعاة تطلعاتها الخاصة وعلاوة على ذلك حدا التغيير الكاسح الذي رافقته الحداثة والعولمة بالعديد من المسلمين الى اعتبار الغرب معاديا لتقاليد الاسلام.
وقال بأن أمريكا والاسلام لا يعارضان بعضهما بعضاً، ولا داعي أبدا للتنافس فيما بينهما بل ولهما قواسم ومبادئ مشتركة يلتقيان عبرها ألا وهي مبادئ العدالة والتقدم والتسامح وكرامة كل انسان. وقال يجب أن يتم بذل جهود مستديمة للاستماع الى بعضنا البعض وللتعلم من بعضنا البعض والاحترام المتبادل والبحث عن أرضية مشتركة وينص القرآن الكريم على ما يلي "اتقوا الله وقولوا قولا سديدا"، وهذا ما سوف أحاول بما في وسعي أن أفعله... قال: انني مسيحي بينما كان والدي من أسرة كينية تشمل أجيالا من المسلمين، ولما كنت صبيا قضيت عدة سنوات في اندونيسيا واستمعت الى الاذان ساعات الفجر والمغرب ولما كنت شابا عملت في المجتمعات المحلية بمدينة شيكاغو، حيث وجد الكثير من المسلمين في عقيدتهم روح الكرامة والسلام. كما ذكر بان الحضارة مدينة للاسلام الذي حمل معه في أماكن مثل جامعة الازهر نور العلم عبر قرون عدة الامر الذي مهد الطريق أمام النهضة الاوروبية وعصر التنوير وذكر بعض الامثلة
وذكر أول مسلم أمريكي ينتخب الى الكونغرس الذي قام بأداء اليمين الدستورية مستخدما في ذلك نفس النسخة من القران الكريم التي احتفظ بها أحد ابائنا المؤسسين توماس جيفرسون في مكتبته الخاصة. وذكر بان المسلمين الأمريكان يحظون بدخل ومستوى للتعليم يعتبران أعلى مما يحظى به معدل السكان في اميركا.
علاوة على ذلك لا يمكن فصل الحرية في أمريكا عن حرية اقامة الشعائر الدينية كما أن ذلك السبب وراء وجود مسجد في كل ولاية من الولايات المتحدة ووجود أكثر من 1200 مسجد داخل حدودنا وأيضا السبب وراء خوض الحكومة الأمريكية اجراءات المقاضاة من أجل صون حق النساء والفتيات في ارتداء الحجاب ومعاقبة من يتجرأ على حرمانهن من ذلك الحق. ليس هناك أي شك من أن الاسلام هو جزء لا يتجزأ من أمريكا.
وقال إن أي نظام عالمي يعلي شعبا أو مجموعة من البشر فوق غيرهم سوف يبوء بالفشل لا محالة وبغض النظر عن أفكارنا حول أحداث الماضي فلا يجب أن نصبح أبدا سجناء لاحداث قد مضت انما يجب معالجة مشاكلنا بواسطة الشراكة كما يجب أن نحقق التقدم بصفة مشتركة.
وقال أن أحداث العراق قد ذكّرت أمريكا بضرورة استخدام الدبلوماسية لتسوية مشاكلنا كلما كان ذلك ممكنا وفي الحقيقة فاننا نستذكر كلمات أحد كبار رؤسائنا توماس جيفرسون الذي قال "انني أتمنى أن تنمو حكمتنا بقدر ما تنمو قوتنا وأن تعلمنا هذه الحكمة درسا مفاده أن القوة ستزداد عظمة كلما قل استخدامها".
سوف نحترم الاتفاق المبرم مع الحكومة العراقية المنتخبة بأسلوب ديمقراطي والذي يقتضي سحب القوات القتالية من المدن العراقية بحلول شهر يوليو وكذلك سحب جميع قواتنا بحلول عام 2012 سوف نساعد العراق على تدريب قواته الامنية وتنمية اقتصاده ولكننا سنقدم الدعم للعراق الامن والموحد بصفتنا شريكا له وليس بصفة الراعي.
وقال ان تنظيم حماس يحظى بالدعم من قبل بعض الفلسطينيين ولكنه يتحمل مسؤوليات كذلك ويتعين على تنظيم حماس حتى يؤدي دوره في تلبية طموحات الفلسطينيين وتوحيد الشعب الفلسطيني أن يضع حداً للعنف وأن يعترف بالاتفاقات السابقة وأن يعترف بحق اسرائيل في البقاء. وقال علينا العمل لتصبح الارض المقدسة التي نشأت فيها الاديان الثلاثة العظيمة مكانا للسلام الذي أراده الله لها وعندما تصبح مدينة القدس وطنا دائما لليهود والمسيحيين والمسلمين المكان الذي يستطيع فيه أبناء سيدنا ابراهيم عليه السلام أن يتعايشوا في سلام تماما كما ورد في قصة الاسراء عندما أقام الانبياء موسى وعيسى ومحمد سلام الله عليهم الصلاة معا.
واعترف بان الولايات المتحدة في ابان فترة الحرب الباردة لعبت دورا في الاطاحة بالحكومة الايرانية المنتخبة بأسلوب ديمقراطي. واكد مجددا وبشدة على التزام أمريكا بالسعي من أجل عدم امتلاك أي من الدول للاسلحة النووية وينبغي على أية دولة بما في ذلك ايران أن يكون لها حق الوصول الى الطاقة النووية السلمية اذا امتثلت لمسؤولياتها بموجب معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية وهذا الالتزام هو التزام جوهري في المعاهدة ويجب الحفاظ عليه من أجل جميع الملتزمين به.
ان أمريكا لا تفترض أنها تعلم ما هو أفضل شيء بالنسبة للجميع كما أننا لا نفترض أن تكون نتائج الانتخابات السلمية هي النتائج التي نختارها ومع ذلك يلازمني اعتقاد راسخ أن جميع البشر يتطلعون لامتلاك قدرة التعبير عن أفكارهم وارائهم في أسلوب الحكم المتبع في بلدهم ويتطلعون للشعور بالثقة في حكم القانون وفي الالتزام بالعدالة والمساواة في تطبيقه ويتطلعون كذلك لشفافية الحكومة وامتناعها عن نهب أموال الشعب ويتطلعون لحرية اختيار طريقهم في الحياة ان هذه الافكار ليست أفكارا أمريكية فحسب بل هي حقوق انسانية وهي لذلك الحقوق التي سوف ندعمها في كل مكان.
ان قمع الافكار لا ينجح أبدا في القضاء عليها. ان أمريكا تحترم حق جميع من يرفعون أصواتهم حول العالم للتعبير عن ارائهم بأسلوب سلمي يراعي القانون حتى لو كانت اراؤهم مخالفة لارائنا وسوف نرحب بجميع الحكومات السلمية المنتخبة شرط أن تحترم جميع أفراد الشعب في ممارستها للحكم.
ان التسامح تقليد عريق يفخر به الاسلام لقد شاهدت بنفسي هذا التسامح عندما كنت طفلا في أندونيسيا اذ كان المسيحيون في ذلك البلد الذي يشكل فيه المسلمون الغالبية يمارسون طقوسهم الدينية بحرية ان روح التسامح التي شاهدتها هناك هي ما نحتاجه اليوم... واكد اهمية أن تمتنع البلدان الغربية عن وضع العقبات أمام المواطنين المسلمين لمنعهم من التعبير عن دينهم على النحو الذي يعتبرونه مناسبا، فعلى سبيل المثال عن طريق فرض الثياب التي ينبغي على المرأة المسلمة أن ترتديها اننا ببساطة لا نستطيع التظاهر بالليبرالية عن طريق التستر على معاداة أي دين.
اننا نملك القدرة على تشكيل العالم الذي نسعى من أجله ولكن يتطلب ذلك منا أن نتحلى بالشجاعة اللازمة لاستحداث هذه البداية الجديدة اخذين بعين الاعتبار ما كتب في القران الكريم "يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا". ونقرأ في التلمود ما يلي "ان الغرض من النص الكامل للتوراة هو تعزيز السلام". ويقول لنا الكتاب المقدس"هنيئا لصانعي السلام لانهم أبناء الله يُدعونَ".
وانهى خطابه بقوله: باستطاعة شعوب العالم أن تعيش معا في سلام اننا نعلم أن هذه رؤية الرب وعلينا الان أن نعمل على الارض لتحقيق هذه الرؤية. شكرا لكم والسلام عليكم". وكتعليق على الخطاب وبالنسبة للقضية الفلسطينية رأى البعض ان اوباما يريد من نتنياهو أن يكون معتدلا مثل إيهود أولمرت وتسيبي ليفني (وهما مجرما حرب وعنصريان) وأن يوافق علي ما وافق عليه شارون (اي يريد من نتنياهو أن يكون شارون)، أوباما يريد من الحكومة الإسرائيلية أن توافق علي حل الدولتين ثم يريدها أن توقف المستوطنات غير الشرعية وكأن هناك مستوطنات شرعية!! ثم يعد بدولة فلسطينية مقطعة غير قابلة للحياة وبعد ثماني سنوات أي في آخر انتهاء ولايته!! وقد جاءت بعض ردود الفعل اليهودية سلبية على خطاب اوباما: فقد قال ميخائيل بن آري عضو الكنيست من حزب الاتحاد الوطني( إذاعة الجيش): الرؤيا الصهيونية أقوى من جميع الرؤساء والحكومات، فقد عاني اليهود من حكم فرعون، وهم اليوم سيجربون المعاناة في عهد أوباما، غير أن شعب إسرائيل سيصمد. وصف رئيس مجلس يشع الاستيطاني داني دايان في صفحة يشع الإلكترونية 4/6/2009 أوباما بأنه " إرهابي سياسي" يقود سياسة الإرهاب ضد إسرائيل، وأن تجاهل أوباما لتعهد بوش في إبريل 2004 بالمحافظة على منظومة الاستيطان، هو إرهاب سياسي . قال باروخ مارزيل المتطرف اليميني : سنستمر في استيطان أرض الميعاد سواء رغب أوباما أم لم يرغب، فعلى الأرض تتحدد المعركة. قال عضو الكنيست أريه إلداد من حزب الاتحاد الوطني: لقد صُدمت من مقارنة أوباما بين ما تعرض له اليهود من مجازر في أوربا ، وبين معاناة عرب إسرائيل. قال رئيس مجلس يشع في صحيفة يدعوت: إن اسم باراك أوباما الحقيقي هو [حسين] أكثر منه [باراك]. قال جاء في صحيفة هارتس: لقد منح أوباما الأولوية للأكاذيب العربية على حساب المصداقية اليهودية، وطالبت حركة يشع نتنياهو أن يسير على خطى بيغن وشامير، فيقف كيهودي فخور معتز بيهوديته، ويرفض افتراءات أوباما، كما أن خطابه خطابٌ ساذج، لا علاقة له بالحقائق! قال وزير الداخلية من حزب شاس إيلي يشاي في اجتماع له مع قادة المستوطنين في مكتبه في القدس في صحيفة جورسلم بوست: أعدكم بأن أسخر كل إمكانيات الوزارة وأستخدم صلاحيتي لتوسيع المستوطنات، وقد دعوتكم في الوقت نفسه الذي يتواجد فيه أوباما في المنطقة، لأن خطابه سيقوي حاجتنا إلى الوحدة والتضامن، ولن أتسامح مع إزالة أية بؤرة استيطانية في يهودا والسامرة، لماذا نقف مكتوفي الأيدي أمام سبعة وخمسين ألف بناء عربي غير قانوني في الضفة والقدس الشرقية والرملة، إننا نحترم أمريكا ونحرص على علاقتنا معها، لكن علينا أن نتشبث بمبادئنا، وألا نقبل التفريط، فالجماهير لا تسامح المفرطين. هذا تلخيص لخطاب اوباما مع بعض التعليقات، والايام ستكشف ان كانت الوعود والاقوال ستتحول إلى هباء أم إلى أفعال.
#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لمحة عن المعارضة السورية
-
الزنجبيل والذاكرة الحديدية
-
من كابول الى مقديشو الى غزة
-
المعارضة السورية وترحيل الديمقراطية
-
الرئيس وفلسفة الظلم
-
ثرثرة فوق السين
-
رحيل الدكتور حسن الهويدي
-
التمثيل النسبي للنساء
-
هل عام 2009 عام حاسم حقا؟
-
سبل القضاء على الغلاء التي نسيها الشيخ
-
جالاوي ومؤتمر القمة العربي
-
الوزير الفقير
-
المهمات التي تنتظرنا
-
خواطر غير سياسة من مؤتمر جبهة الخلاص في برلين
-
نعم لتركيا الديمقراطية كما يريد الشعب التركي لا كما يريد نضا
...
-
هل هناك شيء غير عادي في الانتخابات السورية؟
-
اربع اسئلة في الانتخابات السورية
-
الهذيان … وخلط حبش لاوراق البرلمان
-
النسخة الانجليزية من كتاب خمس دقائق وحسب
-
خيارات العطري في محاربة الفساد
المزيد.....
-
إعلان وصول الرهائن السبعة المفرج عنهم من خان يونس إلى إسرائي
...
-
إصابة شاب برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين واقتحامات غربي
...
-
ترامب يطرح سؤالا على برج مراقبة مطار ريغان
-
سماعات ذكية لمراقبة صحة القلب
-
جهاز للمساعدة في تحسين النوم والتغلب على الأرق
-
ماذا يعني حظر إسرائيل للأونروا بالنسبة لملايين الفلسطينيين؟
...
-
كيف يفكر دونالد ترامب في إعادة إعمار غزة؟
-
الإمارات تتسلم أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية في صفقة
...
-
ميركل تنتقد زعيم حزبها بسبب تمرير خطة اللجوء بأصوات -البديل-
...
-
الجيش الإسرائيلي يغتال أسيرا محررا في نابلس (صورة)
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|