أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - نظريات لا تغير في الوقائع.














المزيد.....

نظريات لا تغير في الوقائع.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2668 - 2009 / 6 / 5 - 02:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المراهنة على تحقيق أهداف سياسية سواء كانت ذات مصلحة ضيقة، أم عامة، أمر ملازم للفعل السياسي، وإلا لامعنى للعمل السياسي أصلا، والمراهنة هذه لا تعني بأي حال من الأحوال، أن ما تقوم عليه هذه المراهنة من وقائع هي صحيحة، ربما تبدو في النهاية سرابا، والوسائل المستخدمة لتحقيق هذه الآمال تتحول بفعل الصراع نفسه، إلى آليات هشة وسخيفة، ويتحول موضوع التغيير إلى مقولة سخيفة، وخاصة عندما تتبدل موازين القوى السياسية. وتبدل موازين القوى لا يعني أبدا ان كل القراءات للواقع المعني تكون خاطئة. بل ربما العكس هو الصحيح، وكمثال على ذلك، هل المعارضة السورية كانت قراءتها لواقع النظام في سورية خاطئة، أم أنها تعاملت مع هذه القراءة بأساليب خاطئة، وربما بهواجس لم تكن صحيحة، واستخدام وسائل قاصرة عن تحقيق أهداف المعارضة، أو ربما النظام وجد من يسانده ويحسن مواقعه، لاعتبارات لاعلاقة لها بالقراءات النظرية الصحيحة، وكمثال على ذلك" هل تغير موقف الأصدقاء في جماعة الأخوان المسلمين في سورية من النظام، له علاقة بقراءة نظرية خاطئة لواقع النظام، وهل تحول النظام بين ليلة وضحاها إلى نظام آخر مختلف عما كانت عليه القراءة السابقة لتغير موقف الجماعة؟
هنالك من الطبيعي جدا ألا تمنع القراءة الصحيحة للنظام السياسي، من أن تختلف قوى المعارضة بطريقة التعاطي مع هذه القراءات، ولنضرب مثالا على ذلك، كل قوى المعارضة بما فيها الأكثر قربا من السلطة مجتمعة مثلا سواء علنيا أم غير علني، على أن النظام بين طبيعة طائفية وذا سلوك طائفي، وهذه لاتغيرها نظريات لا أولى ولاثانية ولا ثالثة، ولكن اختلاف التعاطي السياسي مع الموضوع ربما يجعلها تتراجع في خطاب بعض المعارضة السياسي وتتقدم في خطاب معارضة أخرى.
في إعلان دمشق وجبهة الخلاص تراجع الحديث مثلا في الآونة الأخيرة عن التطرق لقضايا الطائفية في البلد، ولكن سلوك النظام تغير؟ رغم أنه خرق تقليدا كان والده الرئيس الراحل يتبعه، وهو أن وزير الدفاع عادة يكون من الواجهات السنية على سبيل المثال، والآن تغير الموضوع ليستكمل كل المناصب في الجيش والدولة لتكون حكرا على أبناء شعبنا من الطائفة العلوية؟ ما السبب، ربما هذه ردا على مبادرات المعارضة، سواء بتعليق نشاطها المعارض، أو بترحيبها بالانفتاح الأمريكي على النظام، كما هي أجواء إعلان دمشق الآن، وإصرار خطاب جبهة الخلاص على التقاطع قوميا مع خطاب النظام، سواء في حديثه عن القضية الفلسطينية، أو عن مقومات عملية السلام. أو تراجع الخطاب الليبرالي عند جبهة الخلاص وإعلان دمشق معا، نحو خطابات ذات طبيعة قومية اجتماعية!!! وعند الحركة الكردية، نحو مزيد من الانغلاق القومي في الخطاب السياسي. كنت في كتابات سابقة من جدل المعارضة، قد أكدت على أن ترك الباب مواربا مع النظام لا يعني أن نطلق خطابا يتحدث عن طبيعة غير حقيقية للنظام، كأن تقول أننا نتحاور مع النظام، لأنه كذا وكذا سواء في الخارج أو في الداخل، بل أننا يمكن ترك الباب مواربا مع نظام فاسد لمصلحة سورية، أو لمن يرى أن في ذلك مصلحة سورية. ولنأخذ أمثلة ربما نتعلم منها" النظام يحوز بواسطة التيارات الإسلامية على شعبية في الشارع العربي بحجة الممانعة، وبنفس الوقت تتعامل معه كثير من التيارات السياسية، في الأقليات المسيحية لكونه من يحمي الأقليات في المنطقة، لنلاحظ مثلا القوى المسيحية في حركة الرابع عشر من آذار في لبنان، فإنها تضع المعارضة والنظام في سورية في نفس السلة لا بل بعضها تعتبر أن المعارضة أخطر عليها من النظام. ولنلاحظ أيضا موقف الحزبيين الكرديين في كوردستان العراق! والأمثلة كثيرة، وعلاقتها الوثيقة مع النظام. واستقبالها لمعارضين أكراد سوريين لا يغير في واقع الحال شيئا. إننا في المعارضة عموما نتعرض لضغط الخطاب القومي بشقيه العربي والكردي، ونتعرض لضغط خطاب السلطة والإسلام السياسي علينا، ونحاول أن نكون ملكيين أكثر من الملك. جبهة الخلاص تخاف من مزايدات بعث السلطة والإسلام السياسي، وكذا الحال إعلان دمشق، والحركة الكردية دخلت نفق المزايدة القومية مع أطراف المعارضة العربية، ومع بعضها. وآخر البدع- النكتة أن أحد بيانات جمعية كردية تعتبر أن المعتقلين الكرد السوريين هم أسرى عند النظام!! وجبهة الخلاص تريد وتركز في خطابها على أن يتحول النظام إلى نظام ممانعة حقيقي وليس إدعاء وكنت قد رددت على هذه النقطة، وكأن خلاف الجبهة مع النظام بأنه ليس نظام ممانعة!
مع ذلك رغم هذه اللوحة الناقصة تحليليا، والتي تبدو مشتتة كمطلب ديمقراطي سوري موحد، إلا أن هذا لا يخفف أبدا من حجم التفاؤل النسبي، ولا يجعل المطلب الديمقراطي السوري مطلبا مؤجلا. يبقى أن نقول أن النظام مطالب أكثر من أي وقت مضى بإلغاء المادتين الثامنة والثالثة من الدستور السوري، والدعوة لانتخابات تنافسية حقيقية بإشراف دولي تنقذ سورية وشعبها.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما في السنة الأخيرة من ولايته.
- مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد-من وضع رجال دين أم رجال- ...
- مصر دولة قبل أن تكون نظاماً سياسياً
- المعارضة السورية، ملاحظات واقتراحات.
- سجلنا مواقف...وماذا بعد؟
- كيد المعارضون وضعف المعارضة- جبهة الخلاص كنموذج-
- وقفة مع ما يجري! واقع حالنا.
- نعم النظام السوري ممانع
- التغيير في الميزان السياسي
- لماذا وقع الإخوان المسلمون في الفخ؟
- الحوار لا يلغي التوافقات داخل المعارضة السورية
- التغيير بين سلطة الفكر وميزان السياسة.
- المعارضة السورية بين التعليق الفكري والسياسي لنشاطها.
- ما الجديد في المصالحة العربية؟
- قرار جلب البشير لايمس السودان
- الحوار مع النظام لا يؤسس على اتهام المعارضة.
- غزة على حدود نفاقنا!
- قضية الحذاء العراقي الخصاء المعرفي والقيمي ينتج التبجح
- المعارضة السورية والذكرى ال60 لحقوق الإنسان
- الحوار المتمدن وفسحة المعنى.


المزيد.....




- بكلفة مئات الملايين من الدولارات..ما أبرز اللحظات بحفل زفاف ...
- أردى بعضهم قتلى.. غموض بعد جريمة صادمة لأب أطلق النار على وا ...
- باكستان تعلن عن حصيلة القتلى والجرحى في الهجوم على مسجد بسلط ...
- Politico: نموذج السويد للتجنيد العسكري يجذب الدول الغربية وس ...
- يوم عاشوراء في مصر.. من المياتم والأحزان إلى البهجة وأطباق ا ...
- بايدن وترامب -مدمنان- على السلطة - صحيفة التايمز
- بيربوك تروج من السنغال للشراكة الأوروبية الأفريقية
- إعادة انتخاب المحافظة المالطية ميتسولا رئيسة للبرلمان الأورو ...
- لقطات من داخل سيارة -لادا أورا- يقودها بوتين أثناء تفقده طري ...
- حريق الغابات المميت يلتهم منطقة سياحية في إزمير غرب تركيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - نظريات لا تغير في الوقائع.