|
الكاريزما / في الفكر والفن والسياسة
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 2667 - 2009 / 6 / 4 - 09:06
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
1 – لم يكن عبد الناصر أعقل ولا أحكم ولا أثقف ولا أشجع ولا أنبل . زملائه الضباط التي استولوا علي السلطة عام 1952 .. كلا .. اذ كان " يوسف صديق " اشجع ، و " خالد محيي الدين " انبل وأشرف ، و " ثروت عكاشة " اثقف من عبد الناصر .. ولكنها كانت : الكاريزما .. هي التي تحجز لصاحبها مكان الزعامة .. ! وحال عبد الناصر . ينطبق علي صدام ، وعلي القذافي وآخرون مثلهم بالشرق الأوسط .، أو بأي مكان . – كاريزما -..
2 - لم يكن الملحن " بليغ حمدي " في عبقرية الفنان " كمال الطويل " . ولا في مثل فنيته العالية ، وانما كانت أغلب الحان " بليغ " في رأينا . تتسم بالنمطية . المتعددة التشكيل والتلوين من داخل نمط لحني واحد . وقد لا يتبينه الكثيرون !.. وكانت أغلب الحانه في مرحلته الفنية الاخيرة . شغل سوق .. لتلبية طلب السوق والمستهلك . نظرا لزيادة الطلب ..! – المنجذب نحو : الكاريزما ..- وبسبب الكاريزما .. فان شهرة بليغ . والأضواء التي نالها فاقت ما لقيه الفنان القدير جدا " كمال الطويل " .. حتي ولو تساوت . ففي ذلك ظلم لكمال الطويل ..
انها الكاريزما .. التي جعلت الاعلام يلتف حول جاذبية كاريزمية " بليغ " . وابواب الاذاعة والتليفزيون وحتي المسرح – تلحين مسرحي – تنجذب وتنفتح للكاريزما . ووصل الأمر الي حد التعاطف الاعلامي الناعم . معه عندما هرب من مصر ولبضعة سنوات خشية وقوعه تحت طائلة القانون بعد حدوث جريمة القتل الشهيرة بداخل مسكنه للمغربية " سميرة مليان " ..! . حتي تم احتواء القضية بشكل أثار ريبة الملك الحسن – ملك المغرب الراحل - فتدخل طالبا تحويل ملف القضية للقضاء المغربي . كل هذا كانت تقف وراءه قوة تأثير : " كاريزما " بليغ حمدي .. كان هذا رايي الشخصي في موسيقي بليغ حمدي . ومنذ حوالي عشرين سنة مضت . كتبته في مقال قديم . قد نعيد نشره -. لست ناقدا موسيقيا .متخصصا . ولكن اكد صحة هذا الرأي . ما كتبه الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب . في مذكراته . التي نشرت مؤخرا وكان قد أوصي بألا تنشر الا بعد مماته . اذ قال ان" بليغ حمدي" كان يقدم الحانا تجارية .. بعكس كمال الطويل . رغم أن كمال الطويل كان تاجرا في حياته الا انه كفنان . لم يقدم الحانا تجارية . مثلما فعل " بليغ " .. انها (( كاريزما )) . كانت لدي " بليغ حمدي" . ولم يكن مثلها لدي العبقري " كمال الطويل .. " !
3 – المفكر الراحل الكبير خليل عبد الكريم ، والمفكر الكبير المستشار محمد سعيد العشماوي ، والمفكر السعودي الكبير " عبد الله القصيمي " عطاء أي منهم ليس أقل ولا أدني من مفكرين وكتاب في نفس مجال كتاباتهم وحصلوا علي أضواء وشهرة أكبر..! . بل في رأينا أن المفكر الراحل " خليل عبد الكريم " هو في مقدمة كل من كتبوا في مجال التنوير – الكلاسيكي - . و" وخليل عبد الكريم " هو الأكثر اقداما .. بين كل مفكري هذا النوع من التنوير . ولكنها : الكاريزما .. ! وهناك أيضا : " كاريزما القلم " .. كما هناك " كاريزما الشخص " . ومن اللازم توفرهما معا . ومن لديه - أو لديها " كاريزما القلم " من الممكن أن ينقل فكرة ، نشرها صاحبها من أسبوع واحد فقط ، فيعيد قولها صاحب الكاريزما ، فيلمع بها ، وتلمع معه أكثر .. بكاريزما القلم .. وقد يقرأ القاريء الفكرة مرتين . لصاحبها في أول مرة . ولمن نقلها ولمعها . وقد لا يتذكر القاريء بعد ذك منسوبة لصاحبها الاصلي . بل منسوبة لمن أخذها ولمعها ب " كاريزما القلم .. " ! .
4 – صعلم – محمد النبي – ( عليه اثقل الخطايا والآثام ) لم يكن هو اطهر ولا أتقي ولا انقي ولا أحكم ولا اعقل ولا ارحم ولا الأفضل خلقا من بين رجال زمنه . في بلاده ... كلا كلا .. بل كان من حمل تلك الصفات حقا هو " امية بن أبي الصلت " – قد نكتب عنه مقالا خاصا . فيما بعد - . وكان " أمية " وهو شاعر مخضرم . له مكانته في الشعر العربي . هو الأقرب الي ان يصدق العرب انه نبي مرسل . وكاد الناس من حالهم أن يعتبرونه نبيا ..
ولكنها : الكاريزما .. كاريزمة محمد ، وليس سيفه وحده . فالكاريزما يجب ان تسبق السيف لتكون له الغلبة ، وتعقب جرائمه أيضا لتسوغها وتخدر الناس وتطوعهم وتسيرهم منساقين في كل الحالات ، أيا كانت النتائج . مع ، وأمام ، وخلف : الكاريزما .. !
5 – العبقرية الالمانية . التي قدمت للانسانية عباقرة في كافة المجالات .. لم تكن تفتقر الي عبقرية سياسية في عصر هتلر . لتقود ألمانيا لما هو افضل من الكارثة التي سببها هتلر .. ولكنها : الكاريزما .. ! التي كان هتلر يمتلكها .
6 – عرفت اناسا كثيرين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة ، او يعرفونها بالكاد . ولكنهم يمتلكون ال: كاريزما . ! فمنحتهم نفوذا هائلا ..! من بين هؤلاء رجل جاهل – الحاج علي - . لا يعرف القراءة ولا الكتابة . ولكن في موقف عصيب للغاية – حالة وفاة – لاحد معارفي . وبينما اهل المتوفي يتشاورون الراي في امر ما . فاذا بالحاج علي . يدلي برايه الخاطيء .. فاذعن الجميع للرأي الخاطيء ..! بالطبع استند الي حجة تبدو سليمة . وهم يعرفونها . ولم تكن في محلها حينئذ . ولكنه استخدم قوة وحسم وحزم : الكاريزما .. ! . وكثير من المواقف العصيبة لا تحتمل جدل ونقاش طويل . ويحبذ الناس الركون لاي راي حاسم . لتمرير الموقف دونما جدل لا يستحب في تلك الحالات . ما دام صاحب الراي قوي الكاريزما . ولو علي جهل ناصع .. ! والغريب هو أن " الحاج علي " . ذاك . بالاضافة لكونه أقل الموجودين علما ، كان ابعدهم صلة بالمتوفي . اذ وجد 7 سبعة رجال من أهل المتوفي - والده ، وأخوته، وخاله " مدير مدرسة " ابن عمه " طبيب " . أما " الحاج علي " فهو مجرد : جار .. من الجيران .. ! . الا ان تدخله الخاطيء وغير الجائز . كان هو النافذ ..! انها : الكاريزما ..
فان كان هذا ما يمكن ان تفعله " الكاريزما " عندما تكون تلك الموهبة في يد جاهل .. فما الذي يمكن أن تفعله " الكاريزما " عندما تكون في يد من هو من اعلم الناس ، وليس اعلمهم ، ولا أخلصهم ولا أعفهم ولا أكثرهم امانة ...؟! ماذا يمكن ان تفعل الكاريزما ؟؟! ***==***
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كتابات أعجبتنا – 4
-
ومضات - 12
-
ومضات - 11
-
الدين وكرة القدم
-
عن المرأة - 1
-
عن المرأة – من الكويت لاستراليا .
-
قراء الحوار المتمدن واتوبيس القاهرة العام .
-
من آداب الكتاب الكريم
-
القراء وأتوبيس القاهرة العام
-
ومضات - 10
-
ومضات – 9
-
من فضائل وشمائل نبي الرحمة
-
ومضات – 8
-
ثقافة عربية وحضارة اسلامية : في لبس النعال وخلعها !
-
ومضات - 7
-
كلية طب الدجل . جامعة بعيركو
-
ثقافة الكشري ..!
-
الميكنة لخدمة الانسان لا لتهميشه وتجويعه
-
كتاب - الشرق يعوي - – عن المثلية
-
الترتيب الصحيح لسور القرآن
المزيد.....
-
معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
-
ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
-
المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد
...
-
-كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر
...
-
نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
-
التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|