أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - إشهار الحزب














المزيد.....


إشهار الحزب


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 815 - 2004 / 4 / 25 - 09:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسرعت إلى باحة البيت فور سماعي صوت الجدة أم وحيد وهي تولول نادبةً حظها العثر الذي وضع الجد صاحب الكلكة في طريقها من بين عشرات الشباب في الضيعة الكبيرة ذاك الصيف قبل نحو سبعين سنة بالتمام والكمال.. وما إن رأتني حتى هدأت قليلاً وما لبثت أن قالت لي: ولك ضربان جدك جاءته الوشة وما ناوي يحترم شيبته..! وكالعادة طيِّبت خاطرها وأسرعت إلى الخمارة حيث يلتمّ الشمل كي أستكشف الخبر الذي أثار سخط الجدة..وما إن دخلت ملهوفاً حتى بادرني الجد قائلاً: ولك غشيم هل تعرف مندوبة إذاعة مونتي كارلو..؟ فأجبته: لا والله..طيب هل تعرف مندوبة إذاعة لندن..؟ لا والله..فصاح في وجهي: العمى ما بتعرف شئ وكنت ناوي انتخبك ناطق رسمي باسم الحزب..!؟ وقتها عرفت موضوع الوشة، والشيبة، وغضب الجدة.. لكن، لماذا تغضب وموضوع الحزب ليس أكثر من مزاح جرى ولا يزال منذ منعت الحكومة تقطير العرق بالكلكات وتوقف كلكة الجد عن العمل، حيث كان يجيب من يسأله عما سيفعله بعد ذلك قائلاً وهو يقهقه: سأعمل حزب جديد يكون اسمه: حزب الكلكة كي لا يتشتت زبائن الخمارة.. غير أنَّ أسئلة الجد عن مندوبي الإذاعة أضافت عنصراً جديداً جعلني أتوقف لأسأله عن سبب اهتمامه بمندوبي الإذاعات، وحينذاك فوجئت بنيِّته الجدية تشكيل حزب سياسي عن حق وحقيق هذه المرة وبصراحة أعجبتني الفكرة فقلت للجد: أولاً- هل تقول لي لماذا تحَّول المزاح إلى جَدْ..؟ فقال الجدُّ برصانةٍ لا يجيدها سوى أعضاء المكاتب السياسية في أحزاب الجبهة المتقدمة نحو الكعكة الشهية: يا حفيدي الغشيم، كل ما هنالك أنني شبعت يأساً و( اشمئناطاً ) من أحزاب البلد فهي تدب كالنمل.. وتأكل كالجراد في صحن السلطة..فسررت لجوابه وسألته: هل يمكنني الإطلاع على النظام الداخلي للحزب..؟ فأجابني عابساً: ولك غشيم أتظن أنَّ حزبي سيكون نسخة مستنسخة عن أحزاب البلد..؟ فقلت له: طيب هل يمكنني الإطلاع على برنامج الحزب فربما..؟ ولم يدعني أكمل سؤالي حيث راح يهزُّ رأسه استهزائاً بأسئلتي الغبية وصاح في وجهي: من دسَّك عليّ أيها الغشيم ..؟ أكيد جدتك .. أقول لك حزبي لن يكون نسخة عن أحزاب الساحة النوّاحة فتسألني عن اللوائح والبرامج..! انتفضت واقفاً وقد شعرت أنَّ المسألة محسومة.. فسألته باحترام عن ماهية هذا الحزب الذي سيكون بدون لوائح وبرنامج..؟ وهل هو حزب يساري أم يميني.. وكيف ينتسب إليه الناس..؟ فقال مبتسماً: لن يكون هناك شروط من أيِّ نوع..وأنا لست منحازاً لجهة واحدة ولا لفصل واحد فقد يتطلب الأمر خطوة نحو اليسار اليوم و خطوتين نحو الخلف في اليوم الثاني.. وخطوة نحو اليمين الثلاثاء وهجمة نحو الأمام الثلاثاء التالي ألم أقل لك سنكون حزباً مختلفاً من طراز جديد.. نحن حزب الجهات الأربع.. والفصول الأربعة.. المهم عندنا الإنسان وحده والإنسان يجب أن يعود كما ولد.. يجب أن لا نقيده إلى جهة واحدة، أو برنامج واحد، أو زعيم واحد سرعان ما يصبح حكيم الزمان وسيد المكان الذي هو الوطن بربك هل يعقل أن يكون هناك سيداً للوطن..؟ وهكذا يكفي أن يعترف الشخص أو ( الشخصة ) مثلاً أنه من حزبنا حتى يكتسب الحزب شرف عضويته وليس كباقي الأحزاب التي تقول: إنَّ هذا الإنسان أوذاك تشرَّف بالانتساب إلى الحزب عليم الله مسخرة العكس هو الصحيح عندنا فكلُّ شئ لا يسوى شئ من غير الإنسان حتى أنه يكفي أن يقول أي إنسان أينما كان: لقد أصبحت ( مشمئنطاً ) من أحزاب بتاع الوطن مستهدف وباقي حكاية المزايدة على السلطة في المزراب الوطني ، وبخاصة أحزاب الفلوجة التي كسرت ظهر أمريكا بحيث صار بإمكان مصطفى بكري أن يمتطيه في كلِّ افتتاحية صدامية يستفرغها على الورق..! وأنه لم يعد يستطيع البقاء في حالة : مشروع مواطن.. وأنه لن ينتظر بعد اليوم مكرمة من أيٍ كان ليسمح له ولغيره بتشكيل حزب أو غير ذلك فالشعوب هي التي تتكرم بقبول هذا الرئيس أو ذاك كموظف لفترة محدودة قد لا تتكرر وليس العكس ..! يا زلمي ألا ترى الأمور كيف هي معكوسة في هذا البلد..!؟ وهكذا يكفي أن يقول أيَّ شئٍ مما ذكرته لك حتى يصبح عضواً في الحزب الذي لن تكون فيه شروط للعضوية، أو اشتراكات مالية، أو قيادات مدمنة، أو اجتماعات مغلقة فكل من يحضر لقاء مفتوح يعتبر مسؤولاً في الحزب، وناطقاً باسمه، وممثلاً له.. ويكفي أن يقول: لم أعد في الحزب فتنتفي عضويته في الحال..ثمَّ هناك ما هو أهم من ذلك، فقلت له مندهشاً: وماذا بعد..؟ فقال الجد صاحب الكلكة : بالنسبة للبرنامج الذي سألت عنه، وسيسأل عنه كل الناس من غير شك لأنَّ أحزاب البلد برمجتهم، ولا تزال تبرمجهم وفق برامجها السياسية الكاسدة، أقول لك: سيكون لحزبنا برنامج مفتوح يستوعب البرامج الجزئية الصغيرة الموجودة في رؤوس الناس، والمطلوب فقط أن يكون الهدف الوحيد من تلك البرامج الكبيرة والصغيرة، هو الهرولة للحاق بالبشر قبل فوات الأوان.. وفجأة توقف الجد عن الكلام وهو يبحلق في الجهة المقابلة حيث مدخل الخمارة، وما لبث أن غمز بعينه اليسرى صوب رجل الطوارئ الذي انتصب هناك بكامل هيبته وكأنه يقول لي: في الاجتماع القادم نكمل الحديث.
21/4/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عطوان في تطوان يا حادي العيس
- حين تلعب السلطة بالجميع
- نداء عاجل لا تعقدوا القمة
- العبور المستحيل
- عن جدوى الكتابة
- صاحب الكلكة وربيع سورية
- ماهية الانتصار في الزمن الراهن
- المتاجرة لبنانية والتاجر ميخائيل عوض
- غباء القوة
- المراهنة الخاسرة
- التغيير بين مؤثرات الداخل والخارج
- ميليشيا الصدر ووحوش الفلوجة وجهان لعملة واحدة
- حكايات سياسية من هذا الزمن بمناسبة الإفراج عن:محمد غانم _ 1 ...
- هلوسة سياسية
- درس سلطوي جديد لبعض المعارضين
- وحوش الفلوجة
- سوريو الخارج وشهادات العمالة المجانية
- من يصلح من و عودة صاحب الكلكة
- أسلحة الدمار الشامل
- السجن والوطن وما بينهما إلى: محمد غانم


المزيد.....




- أمسكته أم وابنها -متلبسًا بالجريمة-.. حيوان أبسوم يقتحم منزل ...
- روبيو ونتانياهو يهددان بـ-فتح أبواب الجحيم- على حماس و-إنهاء ...
- السعودية.. 3 وافدات وما فعلنه بفندق في الرياض والأمن العام ي ...
- الولايات المتحدة.. وفاة شخص بسبب موجة برد جديدة
- من الجيزة إلى الإسكندرية.. حكايات 4 سفاحين هزوا مصر
- البيت الأبيض: يجب إنهاء حرب أوكرانيا بشكل نهائي ولا يمكن الق ...
- نتنياهو: أبواب الجحيم ستُفتح إذا لم يُفرج عن الرهائن ونزع سل ...
- رئيس وزراء بريطانيا يتعهد بـ-الضغط- لإطلاق سراح علاء عبدالفت ...
- وزارة الدفاع السورية تتوصل إلى اتفاق مع فصائل الجنوب
- -ربط متفجرات حول عنق مسن-.. تحقيق إسرائيلي يكشف فظائع ارتكبه ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - إشهار الحزب