أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غالي المرادني - ما بين إسحق نيوتن وكامل النجار














المزيد.....

ما بين إسحق نيوتن وكامل النجار


غالي المرادني

الحوار المتمدن-العدد: 2665 - 2009 / 6 / 2 - 08:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مقاله الأخير المنشور في الحوار المتمدن في العدد 2663 بتاريخ 31-5-2009 قام السيد كامل النجار بالتعليق على كلامي المنشور في ذات مقاله. ومع أنني كنت قد شرعت في كتابة موضوع آخر بغية نشره في الحوار المتمدن إلا أنني آثرت أن أرد على كلام النجار أولاً.

يقول النجار: (فإذا كان كلامي إنشائياً وهو لا يقدم ولا يؤخر لأن أقوال فلان عن فلان ليس حجةً على القرآن، لماذا إذاً اقتبس لنا السيد المرادني من أقوال الزمخشري وسيبويه والشعراء الجاهليين، في دفاعه عن القرآن؟ فهل النقل عن الزمخشري وسيبوية أفضل من النقل عن القرطبي؟) انتهى

وللإجابة على كلام النجار أقول بأن القرطبي نفسه الذي نقل عنه النجار قد استشهد بأقوال سيبويه والخليل الفراهيدي.. ولاشك أن هؤلاء من أشهر النحويين.. ولهذا ومن باب إعطاء الخباز خبزه فإننا نأخذ بأقوال هؤلاء خصوصاً أن الآدب الجاهلي يؤكد ما ذهبا إليه..

ثم يقول السيد النجار: (ما دام السيد المرادني يقرأ كل كتاباتي بالحوار المتمدن، ويعرف أني أكثر الكُتاب انتقاداً للإسلام، كان عليه أن يذكرني صراحةً في عنوان المقال الذي أصلاً كان قد قصدني به، بدل التعميم. ) انتهى
وفي الحقيقة أنني لم أقرأ كل كتابات النجار على موقع الحوار المتمدن بل بعضها.. ولم أقصد أن أوجه مقالي له هو شخصياً.. وإلا لكنت ذكرت ذلك صراحةً فلا يوجد ما أخشى منه سواءً كان النجار أو غيره...
ويضيف النجار: (أما إنشغالي بالمسلمين وتخلفهم يرجع لسببين رئسيين: الذين أكتب لهم مسلمون عرب وأنا عربي ويهمني مصير العرب. وثانياً: أنا ولدت وتربيت في مجتمع مسلم وكنت مسلماً، وعليه يهمني حال المسلمين) انتهى
فالنجار يصف المسلمين اليوم بالتخلف مع أنه قد استنكر وصفي لبعض من يروّجون لوجود أخطاء في القرآن بالجهلة... وبالتالي فإن من يصف فئة قليلة من الناس بالجهل في أمر ما ويذكر الأدلة على ذلك يُتهم بضحالة الفكر وقلة الحجة... أما من يتهم أمة كاملة بالتخلف فهو شخص رزين ونزيه وغير حاقد... وطبعاً فإن تحديد هذا الأمر عائد للنجار ورهطه...

أما المصيبة الكبرى قول النجار: (أنا مقتنع أن الإسلام سوف ينقرض، ولكنه لن ينقرض من تلقاء نفسه. العلم والخلاص من الخوف هما ما سوف يؤدي لانقراض الإسلام. ولهذا السبب أنا لا أجلس وأنتظر النتيجة. أنا أكتب من أجل إزالة الخوف وتنوير بعض العقول التي خيّم عليها ظلام الإسلام. أما بالنسبة لقوله إن الأنبياء كانوا دائماً منتصرين، قول يغالط ما يقول به القرآن، فالقرآن يقول إن بني إسرائيل غضب الله عليهم لقتلهم الأنبياء بغير حق. فإذاً كل الأنبياء لم ينتصروا، بل انتصر عليهم معارضوهم وقتلوهم. أما بالنسبة للأمثلة التي طلبها مني، فيكفي أن أذكر له الدور الذي لعبه مثقفو وفلاسفة أوربا في القرون الوسطى وأدى إلى فصل الدين عن الدولة واضمحلال سطوة المسيحية في أوربا.) انتهى

فالنجار يعتقد أن الإسلام سينقرض ولكن ليس من تلقاء نفسه فهو بحاجة للعلم الذي يقدمه ولجرعات الشجاعة التي يحقنها في مقالاته ليخلصنا من الخوف!!! ولكن أين هو العلم هذا الذي يقدمه النجار لنا؟؟؟ وأين هي هذه الشجاعة؟؟؟
بعد ذلك يقول لنا النجار أنني أغالط ما يقول به القرآن.. لأن القرآن يقول أن بني إسرائيل غضب الله عليهم لقتلهم الأنبياء بغير حق... وعليه فإن كل الأنبياء لم ينتصروا بل انتصر عليهم معارضوهم وقتلوهم... ولو أننا ركزنا في الفكرة السقيمة التي يحاول النجار أن يسوقها لنا فإننا سنجد أمرين خطيرين... الأول أن النجار يعتقد أن القتل هو وسيلة لإظهار الحق... والثاني هو أن القاتل هو المنتصر... والقرآن بريء من هذه الفكرة البائسة التي جاء بها النجار... فالانتصار بحسب المفهوم القرآني هو باستمرار دعوة هؤلاء الأنبياء وتغلبها على الذين كفروا...
(إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) (56) آل عمران
وفي ختام كلامه يضرب النجار مثلاً بمثقفي وفلاسفة أوربا دون أن يذكر لنا –عمداً- اسماً واحداً لنقارن بين ما فعلوه وبين ما يفعله هو الآن... وحين بحثت عن هؤلاء لم أجد للنجار مثيلاً بينهم... هناك دافنشي، وغاليليو، وإسحق نيوتن... فلنأخذ نيوتن على سبيل المثال.. فقد كان نيوتن مؤمناً بعقيدة التثليث.. لكنه حين قرر أن يضع الدين موضع اختبار تحت مجهر العقل والمنطق.. لم يجد مفراً من نبذ هذه العقيدة لفشلها في اجتياز هذا الاختبار... وعلى الرغم من ذلك فلم ينبذ نيوتن العقيدة المسيحية برمتها ولم يتهم المسيح عليه السلام بالكذب والتلفيق... لكنه أنكر عقيدة الثالوث فقط وقد اعتبر المسيح عليه السلام (وسيطاً بين الرب وبين البشر.. واعتبر أن المسيح في مرتبة أدنى من مرتبة الأب الذي خلقه)*. وعلى كل حال فإن نيوتن لم يتخلّ عن طريق العلم والمعرفة ليتفرغ فقط لنقد الأديان والكتابة عنها في كل صغيرة وكبيرة... ولو أنه فعل فلم تكن البشرية لتعرف شيئاً عن قوانين الجاذبية وقوانين الحركة...هذا مثال عن أحد فلاسفة ومثقفي أوربا فأين هو من هذا النجار الذي يدعي أنه مثيل لهؤلاء!!




* عن كتاب حياة إسحق نيوتن لــ ويستفال، أر. سي. 1993 صادر عن مطابع جامعة كامبريدج



#غالي_المرادني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1- عن الإسلام والأخطاء النحوية في القرآن
- لماذا خلق الله الألم؟؟؟ 3
- لماذا خلق الله الألم؟؟؟2
- لماذا خلق الله الألم؟؟؟ 1
- الماركسية، والمزيد من التناقضات
- الماركسية.. تناقضات متأصلة
- دين الله.. دين الكهنة.. والتشريعات البشرية
- العلمانية في ميزان العقل


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غالي المرادني - ما بين إسحق نيوتن وكامل النجار