أمير بولص إبراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2665 - 2009 / 6 / 2 - 06:17
المحور:
الادب والفن
منذ ُ البدء..
وعلى أكتافي
حَملت ُ نَعشي
سرت ُ في ظِلال التكوين ِ
نحو زمن ٍ آت ٍ...
ومن حولي استحالت الضوضاء إلى أغنية ٍ
تَسمع ُفي مساءاتٍ هذيان العقول
في أزمنة الغير معقول
تتأرجح بعنجهية ٍ على الشفاه
فتُمزِقُ لونها الوردي
في سيري تستوقفني المرايا
أراها لوحات تشكيلية
تَموج الرؤية فيها
تفرش ُ أفكاري على أجنحة الرياح التي لا تهدأ
تغص عيني فيها
بحثا ًعن شيءٍ بت ُ أجهل ُ ما هو
وفي بحثي فيها رأيت ُ
روحا ً تُراقص تلك الأغنية الضوضاء
رأيت ُ عواصف ً
تستحيل ُ إلى خيول ٍ متعجرفة
يورقني صوت حوافرها
كلما دَونت ُ شيئا ً من تأريخي
وفوق ظهورها
أجساد ٌنساء ٍ متشابهة
صُنعت من صلصال ٍ لنحات ٍ
مَزَق َجَسَدَه ُ بأزميله ُ
معلِنا ً موته ِ منتحرا ً
في جوف المرايا
وتحت حوافر الخيول
قد أكون ُ أنا أعرف الأجساد
وقد تخونني الذاكرة
فتتذاكى تلك الأجساد الطينية
لتبدأ حومها حولي
كأمواج بحر ٍمن الألسن ِ لا يهدأ
وكأطياف عرافات عرفنَ سيرتي
أُشابكُ أصابعي أمام وجهي
كي لا يعرفن
إني كنت ُ يوما ً
أعبث ُ بسيرتهن َ في مسالك الكلمات ِ
وكنت ُ أداعب بشوق ٍ مفاتنهن َ
في ليالي اغتراب الجسد عن الروح
وبعد َ يأسَهُنَ مني
تُغادرني تلك الأجساد في أول وميض للفجر
فأعود ُ أرى كفني منسوجا ً من حكايات ِ جدتي
وأرى أعواد البخور اتشحت بصلاة الفجر
فألملمُ ما تبقى من بقاياي المنثورة ِ فوق سريري
الملطخ ِ ببعض الكوابيس
المتشرنقة بعلب الأحلام
وأنظر المرايا من جديد
حيث ُتحول فيها نعشي توأماً لي
وقد تكون لوحة ً رسمتها
عندما كنت ُ نزيلا ً في بطن أمي
قبل َ البدء
#أمير_بولص_إبراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟