أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - العربة والحصان.. أو فقه الأولويات 2-2














المزيد.....

العربة والحصان.. أو فقه الأولويات 2-2


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2664 - 2009 / 6 / 1 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وفي إطار محاولات صرف الأذهان وبعثرة الجهود، لا يستغرب أن تظهر على السطح ـ فجأة ـ في فترات المد الشعبي الحقيقي، حوادث طائفية؛ من أحداث عنف بين المسلمين والمسيحيين؛ إلى إثارة صراع سني شيعي، ثم جدل سوفسطائي حول خانة الديانة وحق البهائيين في المواطنة. وتنطلق أصوات تكفر كل من لا يدين بدين الغالبية بل وتطالب بخروجهم من البلاد. وتجد مظاهرة تقف أمام ماسبيرو يوم 6 أبريل، احتجاجا على مزاعم بالسخرية من لون النوبيين في المسلسلات، في الوقت الذي يعاني فيه أهل النوبة، من مظالم أكثر خطورة و لديهم مطالب مشروعة أكثر أهمية وإلحاحا، فضلا عن أنني لا أتذكر مسلسلات تسخر منهم بقدر المسلسلات والأفلام التي تسخر من أهل الصعيد ومن القرويين! وتتعالى من حين لآخر الدعوة لحجاب النساء، وترتفع أمامها دعوات لخلع الحجاب، وكلاهما ـ في اعتقادي المتواضع ـ يصرفان الانتباه عن القضايا الأهم، بعدما قتل الموضوع بحثا وقال كل فريق حيثياته، ولم يعد من حق أحد أن يفرض رأيه على الآخر، وأصبح من الحكمة ترك الأمر للحرية الشخصية.
ثم تخرج علينا دعاوى ترفض تعدد الزوجات وتطالب بمنعه قانونا، لتثور في مواجهتها صرخات المدافعين عن التعدد؛ رغم أن قضية التعدد ليست من المشكلات الملحة على الساحة المصرية، حيث يعاني الشاب الأمرين كي يحقق أمله في الزواج بواحدة، وهو حلم بات يقارب المستحيل عند الفقراء. وتنشط جمعيات المجتمع المدني الممولة خارجيا لتنظم الحملات ضد زواج الفتيات المبكر، متجاهلين أن تزويج الفتاة مبكرا لم يعد موروثا ثقافيا الآن، بقدر ما أصبح نتيجة لرغبة الأب الفقير في التخلص من عبء تدبير نفقات البنت. وإذا ضمن الأب عملا يكفل حياة كريمة تساعده في الإنفاق على بنته، وتعليمها تعليما جيدا من دون حاجة لدروس خصوصية ومصاريف دراسية باهظة، ثم فرصة عمل تحصل عليها البنت بعد إكمال تعليمها مع تأمين صحي يضمن لها علاجا مجانيا، لاشك أن مثل هذا الأب، في مصر ـ وفي عصرنا هذا ـ لن يوافق أبدا على تزويج ابنته قبل السن المناسب. وكلها قضايا لاتعدم وجود من يحلو لهم رفع لوائها في وقت احتدام الاحتجاج الشعبي ضد الفساد، ونهب ثروات البلاد، والمطالبة بتوفير الحياة الكريمة التي يستحقها المواطنون.
وتكمن المشكلة هنا في أن البعض يحرص على وضع العربة قبل الحصان، مصرا على أن هذا هو الوضع الأصوب! فإذا بالدعوات للتغيير تنصب على قضية الديمقراطية، وصندوق الانتخابات، ويتناسى هؤلاء أن الجائعين ليس لديهم ترف المفاضلة بين الأحزاب، ولن تشغلهم الانتخابات ولا صندوقها إلا بقدر ما يحلمون بالحصول عليه من رشاوى انتخابية. وأن الديمقراطية الحقيقية هي الديمقراطية الشعبية التي تمارسها أغلبية آمنة على لقمة عيشها، أما الديمقراطية بالمفهوم الذي يريدون تسويقه لنا، فلا تعدو كونها ديمقراطية تداول السلطة بين الأثرياء للدفاع عن مصالحهم هم، والصراعات بين هؤلاء على صناديق الانتخابات لن تكون سوى صراع بين متنافسين على حصر تقسيم ثروات البلاد بينهم وحدهم، وليس بهدف ضمان توزيع عادل لهذه الثروة على أصحابها الحقيقيين، وليذهب الفقراء إلى الجحيم! يحلم هؤلاء بديمقراطية تشبه ما كانت تنعم به مصر في النصف الأول من القرن العشرين، حيث الانتخابات البرلمانية تجري بين مجتمع الأقلية من أصحاب الملاك المتعلمين، بينما تعاني غالبية الشعب من الفقر والجهل والمرض، والحفاء. أو يروِّج لنا هذا البعض حلم الديمقراطية على النمط الأمريكي، متغافلا أن ما يحدث في الولايات المتحدة، ما هو إلا احتكارا للسلطة يتداوله حزبان يعبر كل منهما عن مصالح الاحتكارات الرأسمالية الكبرى وليس عن مصالح ملايين المشردين والعاطلين الأمريكيين. ويضمن هذا النظام "الحر" بموجب قوانين مقيدة وواقع ظالم، استحالة نجاح أي من خارج هذين الحزبين في الانتخابات.
المصريون ـ يا سادة ـ بحاجة إلى نضال حقيقي من أجل حقوق الإنسان الأصيلة في وطن حر كريم؛ التي هي حق كل مواطن في هذا البلد في الحصول على قسط مناسب من التعليم يعتمد على قدراته العقلية والاستيعابية وليس على قدراته المالية، وحقه في العلاج المجاني، وفي الحصول على فرصة عمل تناسب مؤهلاته التعليمية وكفاءته ولا تعتمد على قربه من المتنفذين، وعندها لن يقبل مواطن يمتلك هذه الحقوق الأصيلة أن يحرم من حرياته الأساسية في التعبير والتنظيم السياسي والانتخاب والترشح، وغيرها من الحقوق المدنية، التي لا يمكن أن يفكر فيها جائع غير آمن على قوت أولاده ناهيك عن علاجهم أو تعليمهم.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربة والحصان.. أو فقه الأولويات 1-2
- مصداقية البديل.. أعز ما تملك
- إلا أزهار البساتين!
- احذروا.. إنهم يحرفون البوصلة! مسميات ثورية بنكهة المارينز
- انتبهوا.. إنهم يسرقون الحلم!
- هلوسات.. بمناسبة يوم المرأة
- أزمة .. وتعدي 22
- أزمة .. وتعدي 1-2
- صعوبة ألا تكون سوى نفسك!
- المشتومون في الأرض!
- غزة قبل عشرة أعوام 2-2..البديل الثالث
- لا وقت للمزايدة.. الكل مدان
- قبل البكاء على لبن يسكب
- الآن، وليس غدا
- المثقف المخملي .. وأولاد الشوارع
- -الباشا-.. عريس
- سلمت يمينك يا فتى!
- سلمت يمينك يافتى!
- الفتى -الحي-.. وتجفيف المنابع!
- ألف رحمة ونور!


المزيد.....




- مصر.. اعترافات صادمة للطفل المتهم بتحريض قاتل -صغير شبرا-
- الجيش الروسي يحصل على دفعة جديدة من مدافع -مالفا- ذاتية الحر ...
- اليمن.. الإفراج مؤقتا عن عارضة أزياء ظهرت في صور بدون حجاب
- أسانج يصل إلى جزيرة سايبان لإتمام الصفقة مع السلطات الأمريكي ...
- إنجلترا تتصدر مجموعتها والدنمارك مع سلوفينيا إلى ثمن النهائي ...
- الدفاع الروسية: بيلاوسوف أبلغ أوستن خلال اتصال بمبادرة أمريك ...
- صفقة الإفراج عن أسانج.. ورقة بيد بايدن
- سيئول: كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا تجاه البحر الشرق ...
- النيجر.. مقتل 20 عسكريا ومدنيا وإصابة 9 آخرين في هجوم إرهابي ...
- البنتاغون: الموقف بشأن عدم إرسال قوات إلى أوكرانيا لن يتغير ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - العربة والحصان.. أو فقه الأولويات 2-2