أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أدونيس - صورٌ وصفيَّة لحالاتٍ أمْلَتْها نبوءاتُ الأعمى














المزيد.....

صورٌ وصفيَّة لحالاتٍ أمْلَتْها نبوءاتُ الأعمى


أدونيس

الحوار المتمدن-العدد: 2665 - 2009 / 6 / 2 - 10:14
المحور: الادب والفن
    




1حالة الشاعر



لا تعرفُه إلاَّ بغموضٍ. ما أوضحَهُ:

شمسُ المعنى

يحدثُ أن يحجبَها

ظِلُّ جدارٍ.



حالة الشاعر 2



بعد الموتِ، يقول لذاكَ الحاكمِ: زِلْتَ، وزالَ المُلْكُ، وكلُّ جيوشِكَ زالَتْ.

وبقيتُ أنا

حَتَّى لكأنَّي أُولَدُ كلَّ صباحٍ.

ويقول لذاك الحاكم: انْهضْ واشْهَدْ

سترى أنَّك تَقْفُو أثَري، تقفو خطواتي

ستَرى شِعري

مُلكًا للضَّوءِ، وأنتَ شُعاعٌ

مِنِّي، يتوهَّجُ في كلماتي.



حالة المتمرِّد



أتريدونني أن أكونْ أميرًا عليكم، وأنتم عبيدٌ؟

أنْ يُقال: أنا صوتُكم،

وأنا، مثلكم، لستُ حرًّا؟

افهموني، إذًا،

إنْ بدأتُ بِقتلِ العدوِّ الذي فيَّ مِن أوَّلٍ، وفيكم.

العدوِّ الذي يتوهَّم أَنِّيَ لا عِلْمَ عندي بِأوهامه.

افهموني، إذًا،

إنْ وضعتُ حديديَ عليَّ، عليكم، على أرضنا.



حالة المُتَّهَم



- عرَّضْتَ بالنَّبيِّ

في بعض أقوالِكَ.

- لم أُعَرِّضْ.

- نفيتَ ما يُقالُ عن خصائص الجِّماعِ، واعتنقتَ

في الظَّلامِ وحيًا آخَرًا

يَجيءُ مِن شَيطانكَ الخفيِّ.

- ... .



حالة البريء



لو تركتُكِ يا نَفْسُ تَسْتسلمينَ، لروَّضْتِ ما كانَ صَعْبًا، وَلأُعطِيْتِ مُلكًا.



وصحيحٌ ضَعُفْتُ، ولكنَّني كنتُ أفْحصُ أهواءَ عَصْريَ،

أغْزو دُخَيْلاءَهُ،

وأجادِلُ شكِّيَ فيه، ويأسيَ مِنْهُ،

وأُراهِنُ ما لا أُطِيقُ،

وما لا يُطيق الرِّهانْ.



وصحيحٌ تَأَوَّلْتُ، أَسْرفْتُ في الظنِّ، خيرًا وشَرًّا،

ولكن كيف نعرف سِرَّ المكانِ،

إذا لم نُلوَّث بطينِ المكانْ؟



حالة المفكِّر



دائمًا كنتُ أُخْطِئُ، مازلتُ أُخْطِئُ، آمَلُ أن يتواصَلَ،

مِن أَجْل ذاك اليقينِ المُنوَّرِ، هذا الخطَأْ.

لا أريدُ الكمالَ، وليس الحنينُ الذي يتفجَّرُ في شَهقاتي

وفي زَفَراتي،

حَنِينًا إلى مُتَّكَأْ.



حالة الصعلوك



ليس لي غيرُ هذا الزَّمانِ الذي يُحتَضَرْ

ليس لي غيرُ ذاك الكتابِ الذي يُحتَضَرْ

ليس لي غيرُ هذي الطَّريقِ التي تُحتَضَرْ

ليس لي غيرُ تلك البلادِ التي تُحتَضَرْ

ليس لي غيرُ هذا الفراغِ الذي يتقدَّمُ،

يَعْلو، ويمتدُّ في خطواتِ البَشَرْ.



حالة الكاتب



يكتب الطِّفلُ: "صوتُ المدينة يَعلُو

يردِّد آهاتِها وأناشيدَها."

يكتب الشَّيخُ: "آهِ، الينابيعُ حمراءُ في أرضِنا."

يكتب الفقراءُ: "الفراغُ بِذارٌ بين أقدامِنا."

يكتب الشُّعراءُ: "الحبالُ تجرُّ العصافيرَ

مخنوقةً

حول أعشاشِها."



ما الذي تكتبُ الشَّمسُ، ماذا تقولُ لأبنائِها؟



حالة السَّائل



مَا الَّذي يَتحرَّكُ فيهِ؟ جُزَيْئاتُ حُبٍّ وخَوْفٍ؟

قوافِلُ حُلْمٍ؟

خيولٌ؟ براكينُ من أَرَقٍ غَيْهَبِيٍّ؟



يَتَقَصَّى،

يُجيِّشُ هذا الهديرَ، ويُزْجيهِ صفًّا فَصفًّا

في عراكٍ مع الكَوْنِ. حِبْرٌ

وهذي يَدٌ تتدلَّى،

ومَن يكتبُ،

أيُّهذا الهديرُ الصَّديقُ العدوُّ الأبُ؟



حالة الخَلاَّق



رفعتْه رِياحُ الجُّموحِ إلى فَلَكِ المَعْصيهْ،

فاغفروا ما تقدَّم، يا أيُّها الغافرونَ، وما قد تَأَخَّر

مِن ذَنْبِهِ –

لم يَجِدْ غيرَ حِبْرِ الضَّلالِ لكي يكتبَ الأُغنيهْ.



حالة المنفيِّ



فَرَّ مِن قَوْمِه،

عندما قالتِ الظُّلماتُ: أنا أرضُه وأنا سِرُّها.

كيف، ماذا يُسمِّي بلادًا

لم تعد تنتمي إليهِ، وليس له غيرُها؟



حالة الضالِّ



كم تنوَّرَ ليلَ الذِّئابْ،

هربًا مِن سماءٍ، هربًا من بلادٍ،

هربًا من كتابْ.



حالة الفيلسوف



"كلَّ يومٍ أفتِّشُ عن هاربٍ تحت جلدي"، يقولُ

يكرِّر: "جسمي حصارٌ، وأرضي حصارٌ."

ويؤكِّدُ: "لا، لستُ أشكو." ويسأَلُ:

"ما ذلك النُّواحُ؟" المدِينَةُ، هذا المسَاءْ

وَرَقٌ طائرٌ.

هل يقومُ التُّرابُ على قَدَمَيْهِ؟

... ... ... ...

عاصِفٌ مِن هباءْ.



حالة الأُمَّة



أُمَّةٌ–غابَةٌ

ذبَحتْ طَيْرَها

لترى في دَمِ المذبَحهْ

كيف يَجْتَرُّ جِسمُ الطَّبيعةِ ذاكرةَ الأجنحَهْ.



حالة الحاكم



عقلُهُ مُخطِئٌ، ولكنَّ كرسيَّهُ مُصيبٌ:

البلادُ انحناءٌ لَهُ،

ولدولابِهِ.



حالة الصديق



أيُّهذا الصَّديق الذي كنتُ سمَّيتُه

بِاسْمِ أيَّامِهِ وأهوالِها،

أنتَ في شَهْقَةٍ، وأنا زفرةٌ.

نتهجَّى الخرابَ الذي يتفجَّرُ فينا ونقرأ آياتِه،

كي تكونَ ضياءً

لمراراتِنا.



حالة اليقين



لا أشكُّ: الخيولُ التي أسْرَجَتْها الخرافاتُ،

تقتلُ فرسانَها.




#أدونيس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصقر( مقاطع )
- أفصحي، أنت أيتها الجمجمة !
- الغائب قبل الوقت
- أغاني مهيار الدمشقي (مختارات)
- حجاب الحاضر، حجابٌ على المستقبل
- لماذا أثارت زيارتي إلى إقليم كردستان العراق (14 - 24 نيسان - ...
- عشرون قصيدة ليانيس ريتسوس
- سبع قصائد ليانيس ريتسوس
- انظرْ الى سيف الطّاغية كيف يُشحذُ وإلى الأعناق كيف تُهيّأُ ل ...


المزيد.....




- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟
- معرض مسقط للكتاب يراهن على شغف القراءة في مواجهة ارتفاع الحر ...
- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أدونيس - صورٌ وصفيَّة لحالاتٍ أمْلَتْها نبوءاتُ الأعمى