أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسب الله يحيى - الدرس السادس في التربية الشيوعية














المزيد.....

الدرس السادس في التربية الشيوعية


حسب الله يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 2663 - 2009 / 5 / 31 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ممكن.. كل شيء ممكن،لاشيء يستحيل على الانسان ان هو صمم على إنجاز شيء مايريد إنجازه..وقد يتأخر الانجاز..لكن الاصرار من شأنه تحقيق هذا الانجاز.
هكذا كان يخاطبني معلمي وأخي الشهيد وعد الله يحيى النجار،وهو يعلق على خوفي وحذري وأنا اعتذر عن تلبة طلبه في إيصال البيانات الحزبية بين السجن وخارجه.
- كيف..هل تريدهم ان يسجنوني ويدمروا حياتي ومستقبلي.؟
إبتسم أخي وقال:
- بالتأكيد لايمكن أن اريد هذا لك يا أخي وياصديقي العزيز..إنما اريد ان اعلمك على مسألة مهمة وهي أنه لاشيء عصي على من يملك العزيمة والارادة والتصميم.
- ولكن هذا القاء النفس في التهلكة..
- لا..لا..اريد ان تتعلم على حقيقة أساسية وهي أننا نعمل في أصعب الظروف ونواجه اعدائنا في صلب عملهم وحياتهم وظروفهم السعيدة..وظروفنا الصعبة.
إنهم يخشون وجودنا وهم في قمة مجدهم..ونحن نعمل في جميع الظروف ولن يثنينا طاريء.
- وهل تعتقد بأن البيانات الحزبية تستحق كل هذه التضحية.
- بالتأكيد تستحق،فنحن لانؤمن باستخدام السلاح في مواجهة من نختلف معهم فكرياً.
- ولكنهم يستخدمون السلاح في مواجهتكم.
- هذا شأنهم..اما نحن فنحاربهم ونواجههم بأفكارنا..الفكر هو سلاحنا الوحيد والذي يخشى إستخدامه اولئك الذين لايفكرون بعقولهم وإنما تملي عليهم عواطفهم كل تصرفاتهم.
ويظل يحاورني في هذا الشأن،وأنا حذر من حراس السجن الذين يحيطون بنا..فقد تكون كلماتنا قد وصلت الى آذانهم وبالتالي ستكون النتائج بالغة الخطورة.
أدق فوانيس الخطر أمام أخي..ويعالج جرحي بالسؤال:
- هل أنت خائف الى هذا الحد؟
- كيف لاأخاف وهم يفتشوننا عند دخول السجن والخروج منه.
يضحك ويقول:
- هذا سهل..سهل جداً،سوف نبتكر سبلاً أخر نتواصل فيها مع رفاقنا..
- ماذا ستفعلون؟
- نضع البيانات داخل الطعام،وفي (الزنابيل) وفي أفواهنا..يمكن ان تكون داخل هذا اللبن أو الكبة.
تأملت وجه اخي،وجدته جاداً،واثقاً من كلامه،حذر من حرس السجن المحيطين بنا..مضى يقول:
- بين تلافيف هذا (الزنبيل) تجد عدة رسائل أرجو إيصالها الى رفاقنا.
دهشت..حاولت الاعتذار ولكن نظرته الواثقة؛جعلتني اوافق واستجيب وأحمل تلك الرسائل وأوزعها على أصحابها.
تكرر الموقف أكثر من مرة..وفوجئت ذات مرة أنهم يفتشون الطعام والزنابيل....
وإكتشفني أحد المفتشين مرة ولكنه همس في إذني بعد أن وجد مظروفاً داخل علبة اللبن..
- إذهب – قالها بصوت عال – في وقت همس في أذني : لاتفعلها مرة اخرى فقد تقع الرسالة بيد مفتش غيري.
وحتى اكون حذراً في المواجهة الثانية حملت بياناً حزبياً بعد ان ضغطته بدقة وجعلت اتناوله كعلكة في فمي،وعندما قال لي مفتش السجن:
- إرم هذه العلكة من فمك..الرجال لايتناولون العلكة.
لئلا يكتشف أمري إبتلعت البيان/العلكة.
وتأملني الحارس..دون ان يعلق ..واحسست انه أدرك ان شيئاً غير العلكة كان يدور في فمي..وهو لايملك دليلاً يجعله يكشف أمري ويجلبني للتحقيق..لكنني قررت أن لا أكرر التجربة مرة أخرى..
الا أن عينا أخي وعد الله ظلت تلاحقني وتراقب أمري وانا احمل بين ساقي رسالة سميكة وقد تحركت من مكانها وكادت تسقط فيما كنت أسحب دراجتي الهوائية وانا اخرج والانظار متوجهة نحوي..واحترت بدراجتي وبنفسي وبالرسالة السميكة التي كنت أحملها واريد الخروج بها من السجن بسلام..
جعلت أعرج وامضي في سبيلي جاراً قدماي بصعوبة،ولا أكاد اصدق انني واصل الى مكان أمن خارج السجن..وكلما تذكرت هذا الموقف الصعب اشعر بالفخر والاعتزاز ذلك ان اخي علمني ان لا أضعف أمام الملمات وأنا أنطلق من ثقتي بنفسي وبقدرتي على تجاوز المحنة باصرار وانتباه وشجاعة..
وتعلمت درساً جديداً في التربية الشيوعبة التي كان يمارسها أخي في مسار حياتي..تعلمت أن لاشيء يستحيل على إنسان يملك الاصرار والثقة العالية بنفسه..لذلك رحت انقل البيانات وجريدة الحزب والرسائل من الخارج الى السجن..ومن السجن الى فضاء المدينة من دون ان أفكر يوماً في فتحها ومعرفة ماهو مدون فيها..الى أن طلبت ذات يوم من اخي السماح لي بقراءتها.
- ألم تقرأها مرة.؟
- لا .. إنها امانة أوصلها.
إبتسم اخي..شكرني على امانتي..قال:
- مادمت امينا الى هذا الحد،فانني ازيد في هذه الامانة واترك لك حرية قراءتها..شرط أن تكون حذراً..وأن تكون أميناً على ماورد فيها من معلومات..
الامانة..أن تحفظ مايعهد اليك،والامانة أن تصون كل ماينبغي لك ان تصونه..
وبهذا تعلمت الدرس بتفاصيله الكاملة..






#حسب_الله_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدرس السابع في التربية الشيوعية
- الدرس الثامن في التربية الشيوعية
- الشهيد وعد الله النجار .. علمني كيف يحب بعقله!
- الدرس الرابع في التربية الشيوعية
- الدرس الثالث في التربية الشيوعية
- الدرس الثاني في التربية الشيوعية
- النقد في منظورين : الجفاء والوفاء
- الدرس الاول في التربية الشيوعية
- للكوارث في العراق الراهن..تسلسل خاص.
- الاعلام العراقي في شبكة
- نهار المدى .. شارع وحياة
- في ثقافة المصالحة والتسامح
- إعدام حلم
- الزعيم يختار الخراف الرشيقة
- الموجة تعشق البحر
- البراعة في احتمال الأذى
- سادة الانتخابات
- الأفاق الاجتماعية للكورد
- بيان في المسرح التجريبي
- في جامعة بغداد :الدراسات العليا بين الجد والمزاج


المزيد.....




- 4 أضعاف حجم القطط الاعتيادي.. قط ضخم يحب تناول الطعام يصبح ن ...
- تعيين رئيس الحكومة الهولندية المنتهية ولايته مارك روته أمينا ...
- استطلاع يكشف رأي الإسرائيليين بحكم المحكمة العليا بتعديلات ا ...
- محكمة أمريكية تطلق سراح أسانج مؤسس موقع ويكيليكس بعد إقراره ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على مسؤول تهريب الأسلحة لـ-حماس ...
- كاميرون للمخادعين فوفان وليكسوس: أوكرانيا لن تدعى إلى حلف -ا ...
- الخارجية الروسية: حجب وسائل الإعلام الأوروبية هو رد فعل مماث ...
- مكتب زيلينسكي يرفض خطة مستشاري ترامب للسلام
- هل يعيد ترامب رسم الخريطة السياسية في الولايات المتحدة؟
- فنلندا تعلن تدريب العسكريين الأوكرانيين على أراضيها وخارجها ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسب الله يحيى - الدرس السادس في التربية الشيوعية