أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايناس البدران - القصة القصيرة جدا وغواية الومضة














المزيد.....

القصة القصيرة جدا وغواية الومضة


ايناس البدران

الحوار المتمدن-العدد: 2662 - 2009 / 5 / 30 - 08:50
المحور: الادب والفن
    


إبتداء القصة القصيرة جدا فن أدبي فرض نفسه رغم انه من أكثر أنواع الأدب القصصي صعوبة لذا فان الكثير من الكتاب المتمكنين من حيث الصنعة الفنية ينأون عنها لصعوبة تكنيكها وللقيود الخاصة بها، لكنها تظل نصا فنيا جميلا يعتمد اللفظة الفنية المكثفة وتحرك أذهان المتلقين بعد أن تجتاز كل المســــــــــــــــافات لتدخل دائرة الإبداع.
و قيل أنها محبكة الإتقان، ذلك أن عملية إبداع هذا النص تتطلب صيغة من نوع راق إضافة الي قابلية الابتكار. كما أنها اقرب الأنواع الأدبية الي الطبيعة غير المتكلفة، فهي إبلاغ موجز متناغم مع لغة شعرية عالية فيها يمنح القاص قصصه بعدا شعريا انتقائيا لاستخدامه اللمحة الشعرية السريعة التي تحمل خلاصة موجزة للفكرة بلمحة ثاقبة لحدث شائك.
منهم من شبهها بالشعر و بعضهم من لم يعترف بها كجنس أدبي، لكنها ظلت فارضة نفسها بفضل كتابها الذين لم ينقطعوا عنها رغم إهمال اغلب النقاد لها. وتعد الفرنسية ناتالي سوروت 1937 من أوائل من كتب القصة القصيرة جدا في مجموعتها التي ترجمت الي العربية أوائل السبعينات والمعنونة ( انفعالات ) التي بدا أبطالها وكأنهم ينبعون من كل مكان وينضحون من الجدران والحدائق والميادين. وفي ذات الفترة كتب الامركي آرسكين كالدويل ما يصح تصنيفه بالقصص القصيرة جدا، اطلق عليها حينها ( الومضة القصصية ) أو ( الضربة الخاطفة غير القابلة للتأجيل ) أو ( أقصوصة الحلم والدعابة ).
وفي العراق بدأ الاهتمام بها في العقود الأخيرة من القرن الماضي حينما ظهرت بعض المحاولات الكتابية التي تحمل سمات متأثرة - ربما - ببعض التجارب العالمية التي سبقتها في هذا المجال.
ويعد ظهور هذا النوع من الفن القصصي تجديدا للعلاقة ما بين القصة القصيرة جدا والواقع بحكم عوامل تاريخية وحضارية اعتمدت التكيف والإيجاز والتقاط الذروة الدرامية، وخلاصة اللحظة المكتظة بالحياة الإنسانية بما ينسجم و إيقاع الحياة العصرية والتقدم التكنولوجي وميل الناس الي الإيجاز والبساطة وحالة التوتر والتأزم الملازمة لواقع تقدمت فيه العلوم الحديثة وتشعبت الرؤي الإبداعية. اخذ هذا اللون القصصي يغوي عددا متزايدا من كتاب قصيدة النثر، لما بين الاثنين من تنافذ اجناسي وتكثيف كما أن هناك مقصا للكثير من الزوائد والمفردات المكررة إضافة الي أن الترابط بين الثيمات يعمل علي صناعة نص مبني بحرفية ورصانة دونما إسفاف أو ترهل، فالقاص هنا هو الشاعر الذي يبتكر الأشياء الجديدة والفكرة هي ثيمة القصة ونقطة ارتكازها، فالزمن غير محسوب إذ انه محرك خفي لمحور بناء القصة القصيرة جدا، ولأنه لا مساحة بائنة فيها للزمانية، فيمكن عدها ومضة يقتنصها من يشتغل عليها ليمنحها المتلقي الحذر الذي لا يتسع وقته إلا لها لكنها تظل تقبل التأويل.
إن قصة من هذا النوع تطرح في الغالب تجربة علي نار ملتهبة فيها مزاوجة ما بين الحلم والواقع علي شكل هندسي محدد الأبعاد يعرض جانبا مهما من جوانب الواقع.
والقصة القصيرة جدا لاتتعدي بضعة اسطر غالبا و أحيانا تختزل الي بضعة كلمات، لذا فهي تمثل حدثا واحدا وتتناول شخصية مفردة، فكاتبها لايهتم بالجزئيات، وطريقة المعالجة لديه ترتبط بالموضوع والفكرة دونما اهتمام بالسرد.
ومن ابرز مميزاتها الخروج من الأبعاد الإغريقية الثلاث التي تتجسد في وحدة الزمان والمكان والحدث، ذلك إن الزمن فيها غير محسوس بل هو محرك خفي لمحور بناء القصة.
و أكثر كتابها إما شعراء أو روائيون، والقاص فيها هو الشاعر الذي يبتكر الأشياء الجديدة.
إن اسلوب القصة القصيرة جدا يقترب من الشعر في ومضته المشحونة بالخيال والموسيقي لكنه مختلف عنه في الحدث وعنصر الفعل والمحيط مع إضاءة سريعة للحظة المكانية المكتفية بذاتها المستغنية عن التفاصيل التي تفسرها أو تبعدها عن هدفها.



#ايناس_البدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديقة الاقنعة
- حديقة الأقنعة
- غيبوبة
- في الادب والنقد الادبي النسوي
- شمعة العسل
- الصدع
- شعاع الشمس في بحيرة باردة
- في ذكرى رحيل الشاعرة الرائدة نازك الملائكة
- قنطرة الشوك
- لازوردي
- ألق الثريات جمر تحت الرماد
- دوريس لسنغ مناضلة بلا شعار
- وجها القمر
- الليلة الاولى بعد الالف
- غثيان
- مقابلة صحفية اجريت من قبل احدى المجلات العربية
- فجر منقوش على لوح الروح
- مناديل العنبر
- كاردينيا
- النمرة


المزيد.....




- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايناس البدران - القصة القصيرة جدا وغواية الومضة