أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - استقرار المجتمع مرتبط بالمساواة و العدالة الاجتماعية














المزيد.....

استقرار المجتمع مرتبط بالمساواة و العدالة الاجتماعية


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2661 - 2009 / 5 / 29 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد وصلت الفروقات الاجتماعية في المرحلة الاخيرة لمابعد سقوط الدكتاتور العراقي الى قمتها و خاصة بعد ان سيطرت المجموعات المعروفة على زمام الامور في كثير من الامور ، و نتيجة عدم انتظام في توفير الدخل و الفوضى في المشاريع و الفساد المستشري و وجود الثغرات في النظام العام . و الملاحظ ان الشعب قد يتحول الى طبقات متباعدة عن بعضها لاختلاف التعاملات و تقديم الخدمات و بقاء الوساطات لتحقيق عمل و تنفيذ امر مرتبط بالسلطة و الدولة ، وسيطرة اللاميالاة و اليأس على الجميع كنتيجة طبيعيةلاختلاف دخل الفرد و تباين فرص العمل المتاحة و شكل و نوعية المعيشة وطبيعة الحياة لافراد الشعب على اختلاف اطيافهم .
الظروف الطارئة التي حدثت بعد سقوط الدكتاتور ادخلت المجتمع العراقي في فوضى و تغيرت معها العلاقات الاجتماعية ، و اخطرها سيطرة الاحزاب بالوانها المعلومة على كل ما يخص الفرد من حيث عقليته و معيشته و اقتصاده و تعامله مع الاحداث و ثقافته و تفكيره و ارتباطاته و علاقاته ، و به تغيرت اوضاع العائلة و ما كانت تميز المجتمع من العادات و التقاليد الاجتماعية و الاعمدة و الركائز التي اتكات عليها نوعية العلاقات و الروابط و الاعراف و القيم ، لم يخرج منها احد من تلقاء نفسه دون ضغط هنا و هناك و دون ان يفرضها القوى المتسلطة على رقاب الشعوب في تلك الحقب المتعاقبة .
السلطة و النظام الحكم هما العاملان المؤثران الرئيسيان في التغييرات الجارية في بنية المجتمع بجوهره و شكله . تباعد الطبقات عن بعضها دليل على عدم المساواة ولو بنسب قليلة . و ما هي المظاهر الباذخة وماهو الظاهر للعيان يدلنا على ان الطبقات و الاطياف المسيطرة على زمام الامور من الاحزاب و الوظائف الحكومية و المناصب و المواقع العليا تعيش في نعمة و ترف و ابهة لامثيل لها في اية منطقة اخرى ، و حدث فجاة بعد استغلال ما وقع بين ايديهم في هذه الفترة المنصرمة ، و هم ملمين بحياتهم الخاصة من جمع الاموال و الارباح المغرية و الخيالية و يهتمون بالعيش برخاء و ما يتوفر لديهم من الفائض المالي من استغلال مواقعهم و هم من يقضون جل اوقاتهم في السفرات و الصرفيات الباذخة، و في المقابل هناك من يقضي كل عمره بحثا عن لقمة العيش ، و حتى الخدمات العامة التي هي من البدائيات في حقوق المواطن ، نرى فيها الفروقات و الاختلافات من حيث التقديم و النوعية . الطبقة العليا تتوفر لديها كافة الفرص مما يتطلبها الحياة الحرة الكريمة . و كل هذا يدع دخل الفرد يختلف و ستبقى الاختلافات في مستوى معيشة افراد المجتمع و هذا ما سيطر على الوضع الاجتماعي بشكل عام ، وسيستقر على حالة بعيدة عن الاخرين ولو بنسبة قليلة من التقارب و المساواة في الحياة ، و سيبقى هذا العامل السلبي سببا رئيسيا للاضطرابات و عدم الامان .
و يتوجه الشباب قبل غيرهم الى سلك طرق مظلمة و ان كانوا لا يؤمنون بها ، و هذا ما يقلق الجميع و يبعد فرص الاستقرار و الامان عن المجتمع . و ان اكثر المنتمين الى التيارات السياسية او العسكرية المتشددة هم ممن لم يجدوا فرصة العيش الطبيعي و لم يحصلوا على ابسط الحقوق كمواطن بسيط ، و ما يجب ان يدركها الجميع ، ان القوة العسكرية و الاليات و الجيوش الجرارة لا يمكنها فرض الامن و الامان و الاستقرار في ظل وجود تلك الاسباب الاجتماعية و في وضع كما نحن فيه من الناحية الثقافية الاقتصادية ، و منها الفروق الطبقية و وجود العوامل الحياتية الدافعة للفرد في الانتماء الى التنظيمات الارهابية و القوى المتشددة المخلة بابسط حقوق الاخرين و من لم يوافقوهم في المجتمع بشكل عام . و كلما توفرت اجواء التقارب في نوعية و شكل المعيشة للمواطنين ، و ازيلت اسباب التفاوت في ظروف المعيشة للمواطنين ، و فرضت مباديء الثواب و العقاب و منحت الفرص المتساوية للعمل و الامتيازات ، حينئذ ستختلف الحال و ستعود اللحمة و تسيطر الصفات الايجابية التي كانت يتسم بها الشعب ، و يزول كل طاريء بنفسه جراء اختفاء مسبباته ، و تتقوى العلاقات الاجتماعية و تعود الوضع الى ما كان يمكن ان تقطع الطريق امام الشواذ من الصفات المستوردة و المخلوقة نتيجة الاعتلال في وضع المجتمع بعد التغييرات ، و سيتوجه الجميع الى ضمان العيش بسلام بشرط توفر النسبة المرضية من العدالة الاجتماعية و المساواة بين المواطنين من كافة الاطياف و الاعراق و الاديان .





#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي العام للشعب يحدد الاختيار في الانتخابات
- مابين المثقف و السلطة و مسيرة الحكم
- لماذا اختير النظام الفدرالي للعراق ؟
- دور الصحافة الكوردستانية في نجاح الانتخابات البرلمانية
- هل تنفذ امريكا في العراق ما طبقته في اليابان
- ستكون الانتخابات البرلمانية انعطافة هامة في اقليم كوردستان
- الديموقراطية و المعارضة في الشرق الاوسط
- وصول المراة الى البرلمان من دون( الكوتا )!
- ما بين النظام الرئاسي و البرلماني الملائم للعراق
- التيارات المحافظة بين الفكر و الواقع
- المواطن و المشاركة في القرارات السياسية
- من يُجري التغيير و الاصلاح في اية سلطة سياسية
- هل توجد صحافة مستقلة في الشرق الاوسط
- ما بين الانتقاد و العمل على ارض الواقع
- دور المراة الهام في ترسيخ الديموقراطية
- الاصلاح بحاجة الى الوعي و العقلانية في العمل
- هل اصبح التغيير شعار العصر في العالم
- بقاء مقولة المؤامرة كحجة حاضرة دوما لمنع الاصلاح المطلوب
- المعارضة بين الهدم و البناء
- العمال و الكادحون اكبر المتضررين منذ تاسيس دولة العراق


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - استقرار المجتمع مرتبط بالمساواة و العدالة الاجتماعية