أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يوسف عزيزي - المحافظون في ايران؛ هل يتفجر الصراع بينهم؟















المزيد.....

المحافظون في ايران؛ هل يتفجر الصراع بينهم؟


يوسف عزيزي

الحوار المتمدن-العدد: 813 - 2004 / 4 / 23 - 08:22
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لقد عرفت الفترة التي اعقبت نهاية الحرب العراقية – الايرانية (1980-1988) بفترة اعادة البناء في ايران حيث بدأت بتولي هاشمي رفسنجاني منصب رئاسة الجمهورية عام 1989 . اذ شهد المجتمع الايراني و السلطة الاسلامية الثورية، تطورات هامة قلما شاهدها في تاريخه المعاصر.
وفي عام 1991 قدمت منظمة مجاهدي الثورة الاسلامية التي كانت تضم في صفوفها عددا من الثوريين المخضرمين ك بهزاد نبوي
و هاشم آغاجري و سعيد حجاريان، قدمت تحليلا حول ماهية السلطة الاسلامية و تركيبة طبقاتها و شرائحها مؤكدة على وجود فئة يمينية دينية محافظة و اخرى تحديثية وذلك الى جانب فئات اليسار التقليدي واليسار التحديثي.
وقد اصبحت هذه المصطلحات متداولة في الاوساط السياسية
الايرانية، بل و الخارجية وهي لاتزال سائدة بالرغم من مرور اكثر من حقبة على هذا التصنيف.
والكل يعرف الشرخ الكبير الذي احدثه انتخاب خاتمي كرئيس للجمهورية في عام 1997 في تركيبة السلطة الاسلامية حيث عانت ومنذ ذلك التاريخ من الازدواجية والصراع الحاد بين التيارين الاصلاحي و المحافظ.
فبالرغم من المد الشعبي العارم الذي اسفر عن احتلال الاصلاحيين للسطتين التنفيذية و التشريعية في الاعوام الاولى لرئاسة خاتمي، غير انهم لم يستطيعوا ان يحسموا الموقف لصالح قوى الاصلاح و التغيير نهائيا لاسباب لامجال هنا لشرحها. وقد منح التذبذب السياسي في سلوك القوى الاصلاحية و قياداتها و عدم استخدام الطاقات الشعبية المؤيدة للاصلاح في صراعهم السياسي ضد المحافظين منح هؤلاء الفرصة كي يستعيدوا انفاسهم ويوحدوا صفوف قواهم المفتتة الفاشلة في عدة انتخابات. ولاننسى بان المحافظين لم يخسروا السلطة كاملا في عهد خاتمي بل احتفظوا وعلاوة على السلطة القضائية بادوات امنية و عسكرية و سياسية اخرى يمكن القول بانها تشكل 80 في المئة من السلطة والقدرة في ايران.
وقد استغل المحافظون، استياء الشارع الايراني من الاصلاحيين خير استغلال حيث تمكنوا في فبراير 2003 من الفوز في الانتخابات البلدية وذلك بالرغم من اعتمادهم على اصوات 15 في المئة من المصوتين في كل ايران وهي فئة مؤيدة لهم لم تقاطع الانتخابات، خلافا لغالبية الجماهير المقاطعة التي كانت تحسب قبل ذلك على الاصلاحيين.
وقد تكرر المشهد في الانتخابات النيابية في فبراير 2004 حيث تمكن اليمين المحافظ ان ينزع كسوته السابقة وان يدخل الحملة الانتخابية بكسوة محافظة جديدة وان يكتسح اغلبية مقاعد البرلمان. وطبعا لم يتم ذلك بشكل طبيعي بل اثر استخدام اليمين، المنشطات السياسية اي بعد ان قام مجلس صيانة الدستور باقصاء اكثر من ثلث المرشحين الاصلاحيين و المستقلين و حرمانهم من المشاركة في الانتخابات النيابية؛ حيث وصفها الاصلاحيون بانها غير حرة و غير نزيهة.
على كل حال فان المحافظين الجدد يستعدون للهيمنة على السلطة التشريعية بافتتاح الدورة السابعة للبرلمان الايراني في اواخر الشهر المقبل.
ويتوقع المحللون ان تطفو الخلافات بين المحافظين الى السطح فور حضورهم في مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان) يوم 27 مايو القادم. و يقول هؤلاء المحللون ان تحالف المجموعات و الاحزاب اليمينية المحافظة قد تم على اساس مواجهة الاصلاحيين واقصاءهم من السلطة و لم يجمعهم اي قاسم مشترك اخر وذلك خلافا للاصلاحيين الذين - و برغم خلافاتهم- يشتركون في هدف استراتيجي هو ضرورة اصلاح السلطة.
وقد ظهرت اولى بوادر الخلاف بين المحافظين على موضوع انتخاب رئيس البرلمان القادم قبل افتتاحه. اذ اعلنت رابطة مدرسي الحوزة الدينية في مدينة قم وهي فصيل محافظ و متنفذ، اعلنت عن ضرورة استمرار التقليد السابق في رئاسة البرلمان اي ان يكون الرئيس، معمما ومن فئة رجال الدين. جاء ذلك في رسالة وجهها احد زعماء الرابطة اية الله محمد مؤمن الى غلام علي حداد عادل رئيس كتلة الاقلية المحافظة في البرلمان الحالي و المرشح لرئاسة البرلمان القادم. وايدت رابطة علماء الدين المجاهدين / روحانيت/ وعلى راسها اية الله مهدوي كني، طلب مدرسي الحوزة الدينية فيما عارضه رئيس دائرة التفتيش في مكتب مرشد الثورة، علي اكبر ناطق نوري و فصائل محافظة اخرى كحزب المؤتلفة الاسلامي و الرابطة الاسلامية للمهندسين و جبهة تابعي نهج الامام و المرشد. فهؤلاء جميعا يؤيدون رئاسة محمدرضا باهونر وهو غير معمم، حيث كان نائبا لناطق نوري عند رئاسته للبرلمان في دورته الخامسة.
ويعتبر حداد عادل النائب المنتخب لمدينة طهران و رئيس مجمع اللغة الفارسية، يعتبر المرشح الاقوى لرئاسة البرلمان في دورته السابعة.
وقد عقد النواب المنتخبون للبرلمان القادم عدة اجتماعات بعد فوزهم في العشرين من فبراير الماضي غير انهم لم يتمكنوا حتى الان من حسم موضوع رئاسة البرلمان بسبب الخلافات بين اجنحتهم المختلفة.
ولم يعرف هل سيحسم راي مرشد الثورة الايرانية اية الله علي الخامنئي هذا الخلاف بين المحافظين ام لا؟ اذ اكد في لقاء جمعه مؤخرا مع شخصيات بارزة في مجموعة "آبادكران" - كوادر الاعمار- التي تهيمن على غالبية مقاعد البرلمان السابع اكد على ضرورة انتخاب رئيس البرلمان وفقا لاكثرية اصوات النواب المنتخبين. ويبدو انه يرجح غلام علي حداد عادل لهذا المنصب.
كما يتوقع المراقبون ان تظهر خلافات اخرى في صفوف المحافظين، تنشأ عن آراء متباينة حول الشؤون الخارجية و الداخلية. ويعتقد المحللون بوجود جناحين رئيسين بين المحافظين: المتشددون
و المصلحيون اي البرجماتيون. وفيما يؤكد الراديكاليون على التشدد في مواجهة الغرب وخاصة الولايات المتحدة الامريكية في قضيتي الملف النووي الايراني والعراق، ينتهج البرجماتيون نهجا تسوويا في هذا المجال. كما وان الجناح الاول يطمح الى عودة الاوضاع الداخلية الى ماقبل مايو 1997 اي الى ما قبل انتخاب خاتمي و انطلاقة الحركة الاصلاحية فيما يؤكد الجناح الثاني على ضرورة الاخذ بعين الاعتبار لكل التطورات التي شهدها المجتمع الايراني بفعل العملية الاصلاحية. فهذه الامور كلها مرشحة كي تكون مادة لصراع يمكن ان يتفجر بين المحافظين الذين تمكنوا من اعادة هيمنتهم على السلطة التشريعية وهم يسعون لتكميل المشوار لفتح آخر خندق للاصلاحيين وهو السلطة التنفيذية. لكن الخلافات المتوقعة بين صفوف المحافظين و وجود معارضة تضم الاصلاحيين في خارج السلطة والاصلاحيين المطرودين من السلطة ستكون عثرة امام اهداف اليمين المحافظ للهيمنة على السلطة السياسية باكملها. ويبدو في الحقيقة انها مهمة غير سهلة خاصة في مجتمع استشم نسيم الحرية و الاصلاح في عهد خاتمي و يعيش في منطقة ملتهبة كلها تنادي بضرورة الاصلاح والتغيير؟ انتهت



#يوسف_عزيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة النسائية في ايران
- ايران ومصر: هل تعود العلاقات التاريخية؟
- الزلزال الذي هز التاريخ
- المعايدة الكبرى على ضفاف نهر كارون الحبيبة .. و حضور الآلاف ...
- عرب الاهواز؛ هل هم شعب؟
- الادب الفارسي الحديث بذور العداء للعرب صاحبت ولادة الادب الف ...
- الدين والسياسة في ايران
- القوميات غير الفارسية في ايران : وزنها وتأثيرها
- سماحة الاخ ياسر عرفات رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية
- المثقفون في ايران ؛ بين الدين و العلمانية
- اللغة الفارسية و تعاملها مع اللغات الايرانية الاخرى
- التصدع يتسع في المؤسسة الدينية - والصراع السياسي يزداد ضراوة ...


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يوسف عزيزي - المحافظون في ايران؛ هل يتفجر الصراع بينهم؟