|
السادية والخنزير
رشا ممتاز
الحوار المتمدن-العدد: 2660 - 2009 / 5 / 28 - 09:08
المحور:
كتابات ساخرة
عندما رأيت إجهاض الخنازير من شدة الضرب العشوائي بالبلط والسيوف بلا رحمة لتخرج الأجنة صارخة لخالقها ليسكب عليها بعد ذلك المواد الحارقة والخانقة والكاوية لتنقل للمدافن حية تصارع الموت وتدفن حية وصرخات الاستغاثة تتعالى ثم تخفت رويدا رويدا ليسود السكون سيطرة على حالة من الحزن والوجوم تذكرت حينها بعض المشاهد التي أراها من وراء سطور قليلة لأخبار في صفحات الحوادث عن أمهات !! يقتلن فلذات أكبادهن بعد تعذيبهم وكيهم بالنار وعن ربات بيوت يقتلن خادماتهن بعد تعذيبهن وحرقهن عن أخ يقتل أخاه بعد تعذيبه وصعقه بالتيار الكهربي عن سكب مرضى نفسيين ماء النار على الفتيات في الطرقات عن تعذيب الشرطة للمتهمين في الأقسام عن......... وعن........
جرائم أصبحت منتشرة كالمرض المستشري في أوصال المجتمع المصري والقاسم المشترك بينها هو(التعذيب) ....... فما الذي يحدث بالله عليكم في مصر؟؟ التي كانت تسمى فيما مضى بلد الأمن والأمان لن أتكلم عن العقاب أو الردع أو دور الشرطة أو..... أو... كل هذا لا يعنيني وليس له أهمية لو لم نعرف ما الذي يحدث بالضبط فى المجتمع المصري لو لم نفهم السبب وراء اختلال نفسية الكثيرين لنمارس التعذيب اتجاه أقرب الناس إلينا واتجاه بعضنا البعض (بدم بارد) و على غيرنا من الكائنات الحية التي لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا !!!
هل ماتت الآدمية في نفوسنا وأصبحنا مجرد كائنات مفترسة تنتظر فرصة لتخرج ما بداخلها من حقد وكره وغل ضد الضحية الضعيفة هل تحولنا فعلا لوحوش في ثوب آدمي هل هذا هو الإنسان المصري ؟؟؟ و كيف أصبحنا هذا المسخ!! كل مسئول يستمتع بتعذيب من هم أقل درجة منه الشرطي يستمتع بتعذيب أمناء الشرطة أمناء الشرطة يستمتعون بتعذيب المتهمين والمتهمين يستمتعون بتعذيب ضحاياهم و ربة المنزل تعذب خادمتها والزوج يعذب زوجته وأولاده والأولاد يعذبون الحيوانات في الطرقات ....... هل هي طفرة جينية حولت المواطن المصري إلى دراكولا متعطش للدماء ويطربه صوت الصراخ والاستجداء؟ من المسئول عن تلك الطفرة الجينية وعن سيادة ثقافة التعذيب ؟ هل يمكن للنظام الدكتاتورى طويل المدى القائم على تهميش المواطن واحتقاره وتجهيله وتجاهل مطالبة واسترخاص دمه أن تحوله إلى مريض نفسي خطر ؟ معنى هذا أنه لو استمرت البلد على هذا الحال لمدة عشرين عاما إضافية فإن أسوار السرايا الصفراء (الخانكة ) ستتسع لتضم شعبا بأكمله !!!!!!!!
عودة إلى ملف الخنازير تلك الحيوانات الضعيفة التي هي تحت وصايتنا ولا تستطيع الاعتراض أو الدفاع عن نفسها, فقد أصدر المجلس الموقر (مجلس النوائب) توصيات إلى الحكومة بإعدام كافة الخنازير ووقفت أحدى النوائب (مسيحية الديانة) لتعلن أنها لم تأكل لحم الخنزير في حياتها (ياله من انجاز عظيم ) ولتتبع هذا الشرف الرفيع بصيحات الحرب الثلاثية فلتعدم الخنازير فلتعدم الخنازير فلتعدم الخنازير (إعدام بالتلاته ) في مشهد تعبوي ممل متبوع بتصفيق حاد (مسرحية هزلية من مسرحيات مجلس البلطجية وتجار المخدرات ومصاصى دماء الشعب والقتلة المحترفين والأرهابين, كوكتيل متعدد الالوان والاطياف يعكس مدى التردى الذى وصلنا له ) صدر قرار الإعدام مسبوق بصيحات النصر على العدو ( اللي هو الخنزير ) وعلى من يأكله ليعكس مدى الكره الدفين بين الأديان والطوائف ! و كان لا بد من تشويه صورة العدو حتى لا يأخذنا به شفقة ولا رحمة فالخنزير هو مستودع للأمراض ولحمة يحتوى على 400 مرض وأكثر وكائن نجس لا يحيا إلا وسط القمامة والمستنقعات ( واين ترعى قطعان الماعز والخراف والطيور فى الحدائق والمتنزهات ؟؟) قبيح الشكل والخلقة وليس له رقبة (يا بخته ضمن انه ميضربش على قفاه) متبلد الأحساس ولا يشعر مهما فعل به ( امال كان بيصرخ من التعذيب ليه تفتكرو تمثيل ؟) ولا ننسى أن الخنزير هو سبب الحقيقي وراء ارتفاع البطالة وزيادة نسبة العنوسة وارتفاع معدلات الجريمة وهو المتسبب الوحيد في الفساد بكافة مستوياته وهو المسئول عن ارتفاع أسعار الحديد لا بل وهو ايضا مستورد شحنة القمح المسمم ليقتل عمدا وبسبق الإصرار والترصد الشعب المصري بأكمله والمفاجأة الكبرى أنه الفاعل الحقيقي المجهول وراء قضية مقتل سوزان تميم وهو المسئول عن تلك المذابح بالتتابع (مذبحة بحر البقر, دير ياسين ,قانا وغزة )
وفوق كل هذا والأهم انه لا يغير على أنثاه ( باعتبار انه لازم يحجبها مثلا أو يقتلها لو ضبطها متلبسة بالخيانة مع خنزير آخر على فراش الزوجية ) وكل تلك الصفات تنتقل لمن يأكل لحمه !!!!!!!!!! (الآن عرفت لماذا نساق كالخراف ) ولو دل مرض أنفلونزا الخنازير على شئ فإنما يدل على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ( آه تمام كما يدل مرض جنون البقر على الإعجاز العلمي في الهندوسية )
والحمد ل الله على نعمة الإسلام
(ورقصني يا جدع )
لهذا وجب تطهير أرض الكنانة من تلك الكائنات البشعة وتخليص بلد الأزهر من الخنازير!!(كنت فكراه حيقول من الفساد والجهل والفقروادكتاتورية ) والله أكبر بالتلاته (برضو )
وأعلنت الحرب وتم تعذيب الخنازير والانتقام منها على فعلتها الشنيعة التي لا تغتفر فكيف تختار أن تأتى للحياة على هيئة خنزير يا لها من جريمة تستحق أن تنال عليها أقصى درجات العقاب وهو التعذيب بالضرب المبرح والمواد الحارقة والدفن الجماعي أحياء لتكن عبره لمن تسول له نفسه من الكائنات أن يأتي للحياة في هيئة خنزير!!
و كلما رفعت صوتك معارضا القسوة والوحشية في التعامل مع الكائنات الحية يأتي من يقول لك وأطفال غزة !!! شئ غريب حقا ما هو وجه المقارنة؟؟ هل قتلة أطفال غزة هم الخنازير لهذا وجب الانتقام منهم ؟؟!! أقول لهؤلاء أن المبادئ لا تتجزأ ومن لا يرحم الحيوان لا يرحم الإنسان والذي يغض الطرف عن تعذيب الخنازير أو أي حيوان في الواقع هو نفسه الذي يغضه عن تعذيب المواطنين في الأقسام والمعتقلين في السجون والمرضى في المستشفيات هو نفسه من يعذب شعب بأكمله بشكل يومي وممنهج حتى أختلطت مفردات الكلمة بالنفوس المعذبة وبات كل فرد منا أداة لتعذيب الآخر!
الحقيقة عجزت عن اكتشاف سر الكره العجيب للخنزير ؟ لو افترضنا أن الإسلام حرم أكله إذا اتركوه ولا تأكلوه ما المشكلة فى ذلك !! فالإسلام أيضا حرم أكل الخيول والحمير وغيرها من الكائنات الحية فهل معنى ذلك أن علينا محاربتها وقتلها شئ غريب والله (هو يا نكلو يا نبهدلو )
سيرد على البعض بقوله أن الخيل لها فوائد جمة وحيوان نبيل جميل ولا يجب مقارنته بهذا الحيوان النجس البشع عديم الفائدة (حتى أن بعضهم سأل سدنا الشيخ الفايف ستار نجم قناة تدعى التدين لماذا خلق الله الخنزير يا شيخنا وهو حيوان نجس عديم الفائدة , رد عليهم: بعد البسملة والتعوذ والصلاة والسلام وقراءة آية التحريم وأحاديث كره الخنزير بقوله: له فى خلقه شئون وربما يتضح له فوائد في المستقبل و الله أعلم ) (معلش الراجل ثقافته آخرها بول البعير )
عندها
سأقف لأصرخ بالنفس الطريقة التي صرخت بها الست ابتسام ( النايبه الموقره فى مجلس النوايب) بل سأصرخ بصوت أعلى منها( أخذا بالمثل القائل خدوهم بالصوت ليغلبوكم ) ردا عليها وعلى شيوخ الضلال والجهل أن الخنزير حيوان يكاد يكون كله فوائد وفوائده للإنسان تفوق فوائد الخيل بمراحل بل تفوق فوائد كل الحيوانات ففي الغرب يأكلون لحمة وهو طيب الطعم وليس به أي نوع من الأمراض ( وسيكون مصدر البروتين في المستقبل لكونه الحيوان الوحيد القادر على التكاثر بسرعة كبيرة ليعادل النمو السكاني المتزايد إضافة إلى كونه قادر على مكافحة الأمراض ورخيص الثمن ومتاح للجميع ) جلده: شديد القرب من جلد البشر و يستخدم في ترقيع الحروق للمصابين بحروق شديدة وكذلك في الصناعات الجلدية المختلفة
شحمة: يستخدم في صنع أدوات التجميل والشموع وغيرها من الصناعات
شعره: يستخدم في صنع فرش الرسم والتلوين والبياض أمعاؤه: تستخدم في صناعة الخيوط الجراحية الطبية التي لا غنى عنها في جميع العمليات
فضلا على كونه الكائن الحي الوحيد الذي يمكنه المساهمة في نقل الأعضاء إلى المرضى (مثل القلب والكبد) وإنقاذ حياتهم وفى استخراج الأنسولين لعلاج ملايين من مرضى السكر وفى تصنيع عقاقير لمنع تخثر الدم .
وفى مصر( الخنازير) : كانت تخلص البلاد من الآلف الأطنان من القمامة الغير قابله للتدوير ويتم ذلك بصوره طبيعية لا تحدث ضررا بالبيئة بدلا من حرقها مخلفة وراءها ساحبة سوداء كتلك التي نتجت من حرق مخلف عضوي واحد فقط وهو قش الأرز منذ سنوات أو تركها لتتعفن لتشكل بؤر من الأمراض وكما أن طائر أبو قردان صديق الفلاح فالخنزير صديق البيئة والمجتمع ككل وجديرا بالذكر أن الحكومة لم تقدم بديلا للتخلص من تلك المخلفات حتى الآن...
كما أنها تشكل مصدر عمل لكثير من الأسر بدلا من لحاقهم بطابور العاطلين ولا ننسى دورها فى خفض أسعار غيرها من اللحوم على المواطن المصرى علاوة على كونها مصدر من مصادر الدخل القومي فمربيها يصدرونها للعديد من الدول الافريقية والعربية (للأجانب المقيمين )
فبدلا من أن نصب عداءنا على مخلوق به هذا الكم من النفع لماذا لا نطوع إمكاناتنا للاستفادة منه؟؟ لكن ماذا يمكننا أن نقول عندما تتحالف قوى الجهل (المؤسسة الدينية المتأسلمة) مع قوى الغباء (السلطة الحاكمة) لمسح عقول الشعب والسيطرة عليها!
أما عن الوباء المسمى بأنفلونزا الخنازير الذي هو حجة وذريعة جاءت على الطبطاب لمن يريد تخليص بلد الأزهر من الخنازير فسيدخل الوباء البلد لأن منظمات الصحة العالمية أكدت أن الخطورة ليست في الخنازير ولهذا لم يتم التخلص منها إلا في مصر !!(بقينا رواد في حاجه يا فرحتي ) ولكن في انتقاله بين البشر وبالتالي فإن المداخل من مطارات وموانئ هي ثغرة الخطر وليست الخنازير !
لقد أسقطت مذبحة الخنازير القناع عن الإهمال و انعدام الرقابة في المذابح التي تعج بالأمراض والميكروبات ( تفوق الف مره تلك التي أتهمنا بها الخنزير) عن التسرع في اتخاذ القرارات دون دراسة عن انعدام وسائل تنفيذ القرار عن غياب أجهزة إدارة الأزمات .. كشفت عن الكره الطائفي والعنصرية عن الأدمغة المبرمجة التي يقودها المذقنين والمعممين عن الجهل السائد بين أفراد الشعب عن المسرحيات الهزلية المعروضه على خشبة المجلس وفوق كل هذا عن السادية (كمفهوم شامل غير مقتصرا على الجنس ) هذا الوحش الجديد الذي بات كامنا ومتوطنا في نفوس كثيرا من المصريين منتظرا الفرصة الملائمة للانطلاق! ولا عزاء .
#رشا_ممتاز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شجيع السيما
-
سلامات يا تدين
-
قبل فوات الأوان
-
سياسات الترويض
-
ساركوزى يدعم دكتاتوريات الشرق .
-
أوراق الخريف
-
آخر مستعمرات الرجل
-
لن أعيش فى جلباب أمى
-
فضفضه
المزيد.....
-
دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في
...
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|