أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - أوباما و -أعراض- كارتر!














المزيد.....

أوباما و -أعراض- كارتر!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2658 - 2009 / 5 / 26 - 09:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العنوان ليس لنا، بل لصحيفة الفيغارو الفرنسية في افتتاحية 22 أيار الجاري. الصحيفة تستعير من الطب كلمة " أعراض"، أي أعراض متراكمة للمرض، وتقصد هنا رخاوة كارتر، والليونة المفرطة لمواقفه السياسية الخارجية، حين كان رئيسا بين 30 يناير 1977 و30 يناير 1981. ترك كارتر في رئاسته إنجازا كبيرا باتفاق "كامب ديفيد" بين بيغن والسادات، ذلك الاتفاق الذي أدنّاه جميعا في حينه بكل قوة، وخوُنا السادات بسببه، فإذا الأعوام والتجارب المرة تكشف أن موقف السادات كان هو الصحيح، إذ نجح في استرداد الأرض المصرية المحتلة بالتفاوض، وليس بالحروب المغامرة الفاشلة، التي أدت للمزيد من قضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية والعربية. هذا الإنجاز ما يذكر لكارتر، وهو مهم، ولكن يذكر عنه أيضا في تقييم أدائه كيف أدت سياسته لنجاح الخمينية، وقيام نظام الملالي. فقد كان مهووسا لحد النخاع، وهوسا غير طبيعي، بما كان يعتبره حقوق الإنسان، فضحى بالشاه، وساعد على صعود الخمينية، التي أعدمت في سنتها الأولى ما يزيد عمن أعدمهم الشاه في سنوات، والتي سلبت حقوق المرأة، مع مواصلة سياسة الشاه التوسعية.

ونحن نعرف القاضي "صادق خلخالي"، ذلك القاضي الذي كان يصدر أحكام الإعدام بالجملة، وينفذها حتى في المستشفى. لقد كان مجنونا بالقتل كجنونه بخنق القطيطات التي قيل إن عدد من قتل منها في حياته بلغ المئات. لم يكافئ خميني كارتر بغير خطف الدبلوماسيين لمدة 444 يوما، وبوصفه لكارتر بالدجاجة من غير رأس! كارتر لم يكتف بمواقفه خلال رئاسته، بل عارض حرب تحرير العراق بقوة، شأن اوباما، ناسيا هوسه المفرط بحقوق الإنسان في العراق وعمليات الإبادة الجماعية، وأخيرا، ومنذ العام الماضي، شرع بجولاته في منطقتنا، ساعيا للحصول على رضا السيد خالد مشعل، وداعيا لإدراج حماس في عملية السلام على قدم المساواة مع القيادة الفلسطينية الشرعية.

إن مقال الصحيفة الفرنسية المذكورة هو عن الجدال الدائر حاليا بين اوباما والكونغرس حول غوانتينامو، وامتناع الكونغرس عن الموافقة على المبالغ التي طلبها الرئيس الأميركي لهذا الغرض، ومطالبة أعضاء الكونغرس من الإدارة بتقرير واضح واف عن المعتقلين، ورافضين نقلهم للسجون الأميركية. إن الأميركيين حساسون جدا للموضوع الأمني رغم معاناتهم الشديدة اليوم من الأزمة الاقتصادية، وإن اعتقال إسلاميين أربعة متهمين بالتخطيط لنسف معابد اليهود وإسقاط الطائرات النفاثة الأميركية، يقوي اليوم مخاوف المواطن الأميركي من عمليات إرهابية جديدة، مثل 11 سبتمبر.

لقد جاء أوباما باسم "تنظيف "البيت الرث" الوسخ، الذي تركه بوش، خلال خطاب تنصيبه، واليوم يؤكد عزمه على "تنظيف خَرّاج غوانتينامو"[ دمّل]. فكيف سيعالج الأمور مع المستجدات؟ لقد اضطر للتراجع عن نشر صور لجنود أميركيين في العراق وأفغانستان بعد نشر قسم منها، وتراجع عن رفض المحاكم العسكرية، ليعود إلى تبنيها وفق مواصفات جديدة كما يقال، ولابد أنه سيفكر أكثر بعد اطلاعه على التقرير السري الجديد للبنتاغون حول عودة 74 معتقلا سابقا أفرج عنهم ولكنهم عادوا للإرهاب وأحدهم هو اليوم " أمير" القاعدة في اليمن.

الفيجارو تختتم المقال بقولها: إنه إذا كان اوباما غير قادر على "لبس أحذية بوش"، فعليه تجنب "أعراض الكارترية"! لقد كتبنا أكثر من مرة عن عواقب السياسة المائعة والمضطربة لاوباما، لاسيما تجاه إيران، التي أطلقت للتو صاروخا بمدى 2500 كم، وها هو حزب الله يهدد بأخذ السلطة في لبنان ، وحماس تهدد من جانبها، والقاعدة ترفع رأسها بقوة أكثر، وإيران تمد مخالبها حتى الصومال، ومع ذلك تأمل الإدارة الأميركية " إقناع إيران" بعدم المضي في مشروعها النووي العسكري، وعدم التدخل في شؤون كل بلدان المنطقة. "إقناع"، ولكن كيف؟!

هناك مقال آخر جدير بالإشارة وبالاتجاه نفسه تقريبا، نشره الصحفي الأميركي "يوجين روبنسون" في "واشنطن بوست" في 18 الجاري، ونشرت "الشرق الأوسط" ترجمته العربية بنفس التاريخ. الكاتب عنون مقاله كالتالي: " كيل الصاع بصاعين"، معلقا على قمة الأميركيتين الأخيرة في ترينداد وتوباغو، ومواقف الفنزويلي "شافيز" ورئيس نيكارغوا، "أورتيغا" وسلوك أوباما نحوهما. الأول أهدى الرئيس الأميركي كتاب فيه تحامل محموم على الولايات المتحدة، والثاني ألقى خطبة طويلة، استغرقت 55 دقيقة، تهجم فيها بشراسة وعنف على السياسات الأميركية في أميركا اللاتينية والكاريبي، وعندما سئل أوباما عن رأيه في الخطاب، أجاب " طال 55 دقيقة." يقول كاتب المقال: " كان أوباما محقا في عدم التراجع عن إلقاء كلمته، لكن الصورة التي بدا بها شافيز وخطاب اورتيغا كان الهدف منها أن تكون صفعة للولايات المتحدة، وعندما تحدث أوباما بعد ذلك، فقد كان عليه أن يصدر دعوته الموعودة "بشراكة متساوية" مع الدول الأخرى في أميركا الجنوبية، بأنها ستضم تلك الدول التي تفضل تجاوز خلافات الماضي بدلا من حملها إلى المستقبل"، والكاتب يقصد وجوب التوضيح بأن لا شراكة مع رؤساء غوغائيين وحاقدين من أمثال شافيز وأورتيغا.

يضيف الكاتب أنه كان صحيحا إظهار الاحترام لقادة الدول المجاورة الصغيرة والكبيرة في قمة الأميركيتين؛ "لكن أولئك الذين لم يكونوا مهذبين بما يكفي لإظهار احترامهم له، لا يستحقون سوى الصفع – المجازي بالطبع - بمؤخرة اليد الرئاسية." ماذا يقول الكاتب عن الشتائم الإيرانية اليومية للولايات المتحدة وارتفاع شعار "الموت لأميركا" في المظاهرات؟!! هل إن سلوكا كهذا يتغير بالنقاش المنطقي الهادئ؟!! نعم، إن الدبلوماسية تقتضي اللباقة والاحترام، على أن يكونا في محلهما، وللدبلوماسية تحل الكثير من القضايا الدولية الكبيرة، ولكن لها حدودا في التعامل مع أنظمة وحكومات تتحدى القانون والقرارات الدولية، مثل كوريا الشمالية وإيران والسودان، أو تمارس سياسات التدخل والتوسع، وتشجع المنظمات الإرهابية والعنف. أجل، للدبلوماسية حدود، وليس لها سحر تحويل الشياطين إلى ملائكة!




#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب التطرف والإرهاب الإسلاميين في الغرب..
- (أممية) القرن الحادي والعشرين..
- تصاعد تيارات التطرف والعنف في العالم..
- عن اهتزاز الأمن في العراق..
- تحية لنوروز..
- برلمان بلا رأس وهوس للمغانم بلا حدود!
- الرجل: ضحيته المرأة..
- الانسحاب الأميركي و-بركات- رفنسجاني!
- من لأرامل العراق؟!
- إيران لبريطانيا: -إما نقتل جنودكم أو دعونا وقنبلتنا-!
- شؤون عراقية وشجون..
- استحقاقات ما بعد الانتخابات ..
- الانتخابات واستخدام اسم مرجعية النجف
- أمير الدراجي... وداعاً
- العراق هو الذي أهين، لا شخص بوش ..
- السيادة المغبونة والمقايضات المشبوهة!
- متى نتعلم من تجاربنا؟!
- إنها لمستمرة: محنة المسيحيين العراقيين..
- موسم الرقص على طبول إيران!
- الحكومة العراقية ومظاهرة مقتدى الإيرانية


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - أوباما و -أعراض- كارتر!