جمال المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 2658 - 2009 / 5 / 26 - 09:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو ان ساستنا لم يتعلموا بعد مبادئ الديمقراطية ، ولايعترفون بمبدأ الخسارة او ترك الكرسي بدون مشاكل اوصراعات سياسية ، يريدون الفوز دائما ويحلمون بالكراسي المثيرة ويحلمون دائما بالمكاسب والامتيازات ..
فبعدما كانوا يداعون بالانتخابات ظنا منهم بانهم سيفوزون بالغالبية المطلقة باتوا يلعنون اليوم الذي جاءت به هذه المفردة الوليدة والتي ضمت لاحقا للقاموس السياسي العراقي ، فبعدما كان الجاه والمال والحمايات والسيارات المصفحة والابهة وتهميش الاخرين ، جاء اليوم الذي بات المهمشون فيه هم اصحاب الحظ الاوفر في الحصول على الكراسي وراحوا يقتصون ممن همشهم بالامس ...
لم تكن الانتخابات الا امتحان لبعض من كانوا يداعون بالديمقراطية المستحدثة التي لم نمارسها دستوريا وانما على صهوات الدبابات ورعب الاباتشيات وازيز الصواريخ ورعونة السيد بول بريمر ...
بعض الساسة ظنوا ان العلاقة الحميمية بين الكراسي والمؤخرات لايمكن فصمها مهما حاول المتآمرون ان يوغلوا في حيلهم ، فلعنة الكراسي مغرية للغاية ، والحمايات مثيرة وتشعر المسؤول بانه ذا اهمية قصوى ، فكلما كثرت حمايته دلت على اهميته ، ونوعية اسلحته تدل على عضويته في النادي الدولي لذوي العضلات المفتولة ، والامتيازات دليل على الاهمية الاجتماعية والسياسية ، فليس من المعقول ان يتساوى العبد الفقير لله والمسؤول الحداثوي الذي قفز بقدرة قادر الى المنصب بعد نضال سياحي في بلاد الفرنجة ...
الديمقراطية ليست شعارات او تصريحات كلامية او استعراضات دعائية ، وانما تطبيق فعلي ، أن تؤمن بما تمليه صناديق الاقتراع لابما تريد املاؤه على الاخرين ، وان تسمح للاخر بممارسة دوره القيادي ، وان تفسح المجال لمن انتخبه الشعب وتتنحى جانبا وتسلم الكرسي بكل ادب ولياقة لاان تعرت به وتحاول لصق مؤخرتك به ..!!
مايجري في الموصل خطيرللغاية ، فمحاولات الانفصال التي قادتها بعض الاقضية التابعة لمحافظة نينوى تعد ايذانا بتقسيم العراق الواحد الموحد ، وعلى الجميع ان يلجأوا الى لغة الحوار والخطاب الهادئ لا الى لغة العنتريات والانفعاليات التي تهيج الاوضاع السياسية والتي هذه بدورها توجج الاوضاع الامنية وتستغلها الجهات الارهابية لتنفيذ مآربها مستغلة الفجوة السياسية ...
ارحموا هذا الشعب ولاتغالوا في تصريحاتكم التي تهيج الشارع وتلهب الاوضاع ، لاتدعوا الشعب يلوم اصبعه الذي لوث نفسه من اجل كرسي مراوغ لايعرف غير اللهو والبهرجة والتلاعب بمصائر الاخرين ....
#جمال_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟