ممدوح رزق
الحوار المتمدن-العدد: 2658 - 2009 / 5 / 26 - 10:28
المحور:
الادب والفن
طالما أخذ الألم كل هذا الوقت
دون أن يصل إلى الأورجازم الأخير
ودون أن يعود إلى موطنه الأصلي
في ثلاجة الغيب
على الواقف في شرفة الطابق السادس إذن
ألا يستمر في الصعود إلى السماء
كل ظهيرة
واستعمال كرامته كإزميل
في حفر ثقب وهمي
لا يصلح للهرب من جمال الطبيعة
وأُخوّة البشر
عليه أن يكون عمليا أكثر
ويعترف بالصلابة المحايدة
للسقف البريء
وألا يفرض دون مبرر
مسؤلية أخلاقية
على أب طيب
أرهقته المسؤليات المبررة .
على الواقف في شرفة الطابق السادس
ألا يترك جسده للجاذبية
ويعثر في المقابل على طريقة مبتكرة
يتخلص فيها من نفسه
كمجرد ذكرى سيئة
أنهكت ذهن ملاك متردد
لا يزال يختبر قابلية العالم
لمجيئه القادم .
عليه أن يختفي
كجرح عميق وملوث
في وجه نبي مختبيء
لم يجهز حتى الآن أجوبة مناسبة
تؤهله لاقناع المجادلين .
على الواقف في شرفة الطابق السادس
أن يُقطف
كوردة مستفزة
رغما عنها
غرسها أعمى قديما
في أرض غير ملائمة
بتحريض من خياله المريض .
عليه أن يُمزق
كمسودة مكتوبة بالقلم الرصاص
ومتخمة بالأخطاء
عن تصور القدر
للسعادة الكونية المقبلة .
على الواقف في شرفة الطابق السادس
أن يُحرق
كدمية انتهى وقت جلوسها
مكان سائق السيارة
المنطلقة بسرعتها القصوى
في اختبار الوسادة الهوائية المعطلة .
عليه أن يُبتر
كإصبع مصاب بالغرغرينا
لشيطان فقد الوعي
بينما يشير إلى الاتجاه الغامض للحقيقة .
على الواقف في شرفة الطابق السادس
ألا يترك جسده للجاذبية
ويعثر على طريقة مبتكرة
يتخلص فيها من نفسه
كآخر عقبة
كانت تؤخر وصول الاحترام المناسب
للضعف .
عليه أن يستغل وقته الكوميدي
وطاقته الكوميدية
في محاولة التوصل
إلى ما يمكن ـ فقط ـ العثور عليه .
#ممدوح_رزق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟