أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - عامر العبيدي : الهجرة .. تأويل لفكرة البقاء














المزيد.....

عامر العبيدي : الهجرة .. تأويل لفكرة البقاء


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2657 - 2009 / 5 / 25 - 03:26
المحور: الادب والفن
    


الرسم مثل ابتكار اسطورة الحياة ..
افضيته مفتوحة ، وهو يقيم لحظة التدوين كلما قرر ان يرسم .
اللوحة تاريخ .. والفن يكتب سيرة ، تلك ملاحظة عامر العبيدي الرافدينية وهو يقرأ المجسمات الأولى هناك عند خزف بابل منذ نشأته . ..
يجاور لوحته بأنفعال متواصل هو خليط من توترات الرؤية واختزالات الفرشاة الدؤوبة
وهو منكب على عناصر عمله طوال الوقت ، يفي لجيله المجدد بالعموم ..ويقيم طقسه الفردي بالتكثيف والأختزال عبر معارض ومشاركات متعدده رغم الكثير من التعويقات المقصودة ..
انه مصر على هويته العراقية كما هي .
*
مع قراءة اعمال عامر العبيدي يكون الرجل ابن ذكرياته .. والذاكرة تضيء لحظتها ، وانا استعيد الصفات والحوارات والافكار .. والصورة الشخصية التي بقيت اعرفها فيه حتى اليوم هي صورة الرسام الحريص والمجدد ، منذ اواخر الستينات ، وهي صورة ارتبطت بذاكرتي كتلخيص للمجددين وتنوعهم .. لقائهم وافتراقهم ، تشتتهم او حضورهم ..
ومع ان العبيدي ظل وفيا للحركة التشكيلية العراقية عقودا .. مضحيا من اجلها بالكثير حين انصرف لخدمة تلك الحركة وقتا طويلا وهو يدير الفنون التشكيليه ومركزها الكبير وسط بغداد الاّ انه لم يسلم من تضحيات فنية كثيرة اخرى كواحد من جيل فني مجدد مايزال يشغل الساحة التشكيلية العراقية. خفاياه تبوح في لوحات الأغتراب حيث يقوم الرسم بردم فجوات متعاقبة ، هي وعي الماضي ، وتكريس نظام الزمن الجدليّ . اللوحة عنده اسئلة للقطيعة التي تقوم.. و هي دحض للمباشر وتكريس للأبهام خارج قشرة الوعي وكأنه يبعث علامات ورموزا لرسائل مغايرة ضد البوح . من المباشر الى الخفي .. ومن المندرس الى الحي المستنطق . الخفايا تبوح ذلك ان الماضي سياق متحرك نحو الحاضر .. ابن الغد وليس وليده ، الا يخلق الماضي تشويشا في وعينا فلماذا يكون ثابتا انه فعل متحرك يعني الحاضر وهكذا تحكي لوحات عامر العبيدي في معرضه الجديد في الولايات المتحده الأمريكية 4/4/2009 لتقيم تأويلا للحاضر في اغتراب الفنان ورحيله بأعتبار المسافات نوعا من البقاء الحي المتواصل للأمس وهو يكرس مدارك المكان : البلاد او نفيها .
*
كانت معالجات عامر العبيدي للحصان طوال عقد السبعينات والثمانينات نمطا من اجتراح سلالة اسلوب ورمزية لمعنى مستحضر ، كانت خيوله سطوة ماضي غامض .. لكنه يخرج من تلك السطوة الى ضياء التعبيردائما . ان فكرته عن الغياب تقوم على استحضار وتواصل ، فن للبقاء في احلك ظروف التحديد وغياب الحرية .. وهو الذي اختار ان يظل داخل حركة التشكيل العراقي قابلا بالتضحية لكنه وجد مخرجاته الخاصه حين عكف على تحولاته الجديدة . حين عالج من قبل موضوعة الكرسي في اعمال متواصلة في سلالتها – اقام معرضا خاصا خلال التسعينات - ، كان يصيح بالوظيفة التي غيرت وجه البلاد .. وكان يهزأ بالمناصب كلها في نبوءة خطرة لم يعرف غير ان يعلنها في حياة كانت خطرة ايضا . كان يؤثث واجهة اعماله بحكمة الوانه وهي ايماءات وعلامات تحاور فضاءنا الأنساني القاسي . كان الرسام الذي يعرف لوعة الحرية في مسارت العتمة .. اعماله مأهولة بالعلامات والتضادات التي ترسم جدلا حقيقيا هو جدل البقاء او الموت .
*
في غربته المفروضة تحت سلطة الموت والأحتلال يحمل عامر وشم معرفته متحولا الى البوح ومحاورة ابعاد الوجود المعذّب .
جراح المهاجر معرضه الجديد استمرار لعناصر الأسلوب مع مميزات جديدة ، اشكاله تبوح .. وتزويقاته احتفال حزين بالمسافة التي اخذته اليها . عامر العبيدي 1942- البابلي العراقي المغترب ، الذي يقيم معرضه هناك لكي ينفي هذا الوجود بأعتبار اغترابه بقاءا لتلك السمات الحية لحضوره .. في بلاد الغياب .. هناك حيث يتجاور الغياب والحضور دائما .
*
وهو يضيء وسط عتمة الكشف ، يعمق عامر العبيدي اسئلة جيله الفنية والفلسفية .
اعماله الجديدة تعميق لهويته .. وتكريس لفن بلاده التي يحملها حيث يكون .
انه يؤكد الغربة باعتبارها معنى للبقاء .. هناك !!



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيثم فتح الله : عدسة واحدة لاتكفي لأكتشاف اللامرئي
- شنيار عبدالله ..غواية النحت ام غواية الخزف
- كلاسيك لحلم بعيد..
- اسئلة لسكونك العجيب
- الذي اختصر ملحمة الحفاة
- ذهاب المتسكع اسئلة العزلات
- ريم البنا : الشجن الذي يمنع من السفر
- مايك جاغر : الجمال الخطر مرثية .. لصورة امرأة- الفن شاهدا عل ...
- الأمريكية هولي وونغ : الرسم يكتب تاريخ حروبنا
- عرس اوباما ليلة واحدة فقط
- ادونيس 68
- المهمة لم تنجز..تجربة رئيس اخرق
- تجوال ..
- الفرصة التي تضيع الى الأبد
- عود وغابة وليل ابيض
- ياأخا الطير في طشقند:عشرة ايام قرب الجواهري
- سور الصين .. وهادي العلوي ونحن الثلاثة
- مراجل الوطنية الجديدة
- ويأتيك كل غد بما فيه
- ومثقفون يتاجرون بالعراق


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاروق سلوم - عامر العبيدي : الهجرة .. تأويل لفكرة البقاء