داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 2658 - 2009 / 5 / 26 - 09:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلنا قد عرف الارهاب وانطبعت صورة واضحة المعالم في ذاكرته عن اهدافه الحقيقية وبرامجه التدميرية لكن ربما قد تختلف عن الجهات التي تقف وراءه وتموله ماديا ومعنويا وياتي هذا الاختلاف بحسب ميولنا الفكرية والايديولوجية التي يتبناها الفرد العراقي وكذلك بحسب تركيبتنا الاجتماعية والديمغرافية لكننا قد نكون غير مختلفين بان الذي يقف وراء هذه العمليات التخريبية في العراق من تفجير واغتيال هو الارهاب والذي هدفه الاسمى تدمير الانسان والقضاء عليه واذا ما اتفقنا على ذلك فهناك مسالة هي اشد خطرا من الارهاب او قد تضاهيه ونكون اكثر اتفاقا عليها الا وهي (فايروس) البطالة
هذا الفايروس القاتل والذي دخل جسد الشعب العراقي وسيطر على جميع خلاياه "عندما سقط النظام الدكتاتوري استبشر العراقيون خيرا وتنفسوا الصعداء وراحوا يمنون انفسهم بمستقبل مشرق ولكن للاسف ان احلامهم ذهبت ادراج الرياح وتبددت امنياتهم في الهواء فرغم مرور ثلاث سنوات على سقوط ذلك النظام لم يطرا على الحياةالخدمية أي نوع من التحسن على كل الاطر بدءا من الكهرباء الى البطاقة التموينية التي تعاني التذبذب في عمليات التوزيع الحاد وفي الكميات والنوعيات والاسوأ من كل ذلك الوضع الامني المتدهور والقتل بالجملة للانسان البريء الذي ليس له في السياسة ناقة ولاجمل مثل عمال المسطر وبائع الخضراوات في الاسواق الشعبية ومفترش الرصيف او منظف النفايات الى غير ذلك من الكوارث الانسانية التي اهتز لهولها الضمير الحي وكلها قد جرت في ارض السواد.
ان فايروس البطالة الذي حل في كيان الشعب العراقي اذا ما استمر بالتدفق فسوف يحرق الاخضر واليابس وتقع مغبة ذلك على عاتق الحكومة العراقية فهي المسؤولة عن كل ذلك".. ان على الحكومة العراقية البحث عن العلاج الناجع للحيلولة دون تفاقم هذا الفايروس وانتشال الشعب العراقي من هذا المنزلق الخطير الذي قد يفضي به – اذا استمر في هذا التدفق – الى طريق مسدود ..اذ ان (داء) البطالة اخذ يزداد يوما بعد يوم، الامر الذي يوعز الى حدوث كارثة لا يحمد عقباها، كارثة لها صلة وثيقة بالارهاب، هذا الارهاب الذي شل حركة المواطن العراقي بشكل لا مثيل له ولاسيما في الايام الاخيرة، كذلك فان هجمات البطالة قد ازدادت هي الاخرى بشكل ملفت للنظر متزامنة مع هجمات الارهاب لتكتمل لدينا الصورة المفجعة لحال الشعب العراقي.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟