أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال العقايلة - أصحاب الحقوق المنقوصة في جنوب الاردن














المزيد.....

أصحاب الحقوق المنقوصة في جنوب الاردن


بلال العقايلة

الحوار المتمدن-العدد: 2656 - 2009 / 5 / 24 - 06:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت الدولة الأردنية تحولات متسارعة بدأت منذ هبة نيسان في العام 1989م التي ألغت الأحكام العرفية وأدخلت الوطن في مرحلة جديدة من الديمقراطية، لكنها ديمقراطية منقوصة سرعان ما تبخرت معالمها تحت وطأة الظروف الدولية التي أحاقت بالأمة وعلى رأسها الجنوح للسلام مع الأعداء، وكذلك الظروف المحلية والاقليمية، وضيق النظرة عن المفهوم الشامل للمسؤولية، فتفرد البعض بالقرار بلا هدى ولا حكمة، فتقهقرت الحريات، ودخل القلق كل بيت وحي، وأخذ شبح البطالة وارتفاع الأسعار يطارد الناس كل يوم.



كل هذه الأشياء أفرزت حالة من المباعدة ما بين القمة والقاعدة، حتى أصبحنا نترحم على عهود البيروقراطية التي كانت تمنح بعض الحق لأصحابه حتى ولو كان منقوصاً، فأتى الظلم على الجميع ولم يترك ريفاً ولا قرية إلا وغزاها..



وأضرب هنا مثلاً حياً على بؤس الحال الذي وصل إليه أبناء الوطن، فهذه قرية (أبوعامود) في البادية الأردنية - محافظة معان- يحرم (40) شاباً من أبنائها من فرص التعليم بحسب الدراسات الرسمية، حيث استمرت مطالب الأهالي بفتح مدرسة للقرية أكثر من خمس سنوات ولكن ليس من مجيب، ويحدث ذلك في القرن الحادي والعشرين في زمن كثر فيه المنظرون للتربية والتعليم.



هذه القرية تحاذي في موقعها منجم الشيدية، وهو المنجم الذي يقدر الاحتياطي من الفوسفات فيه بحوالي ( 1538) مليون طن ووصل سعر الطن إلى 870 دولار تقريباً.



أما منطقة المدورة المحاذية للحدود السعودية فباتت فاقدة لنصيبها من الرعاية الصحية والطبية، فلا مراكز متطورة ولا مستشفيات، ومن يتعرض للدغة من ثعبان أوعقرب تأته منيته وهو على الطريق وهذا حال منطقة الجفر بأكملها.



هؤلاء البؤساء من أبناء الوطن القابضون على جمر الأسى هم أصحاب السبق في بناء الكيان الأردني الحديث، الذين شيدوه على أكتافهم .. هؤلاء الوطنيون حتى النخاع، لقد فُوضت أراضيهم إلى كبار المتنفذين يزرعون منها آلاف الدونمات دون أن ينعكس ذلك بالإيجاب على تنمية المنطقة المحرومة. نعم إنها سمات الليبرالية النتنة التي حصدت منهم كل شيء ولم تبقي لهم إلا الجوع والفقر والجهل.



هذا وكان للأحداث الأخيرة التي تسببت بها حكومة أبوالراغب بحق أبناء معان، تحول آخر في السياسات المتبعة، فعندما أعملت تلك الحكومة المذمومة القتل والتعذيب والتخريب بحق الأبرياء، وبعد مرور ست سنوات عجاف تفصلنا عن الماضي الأليم، إلا أن أبناء المحافظة ما زالوا يعانون آثار وتداعيات تلك الحملة الظالمة، لا سيما أن مرحلة التجاذبات التي أعقبت تلك الأحداث جعلت تلك الحكومة تبحث عن حلول سريعة للخروج من عنق الزجاجة، بعد شعورها بعظم الذنب وحجم الظلم الذي أحاق بالأهالي فعمدت الحكومة آنذاك إلى استخدام أسلوب الأعطيات وشراء الذمم، وتقريب البعض واستبعاد من يستحق الاستبعاد في نظرهم، على قاعدة من ليس معي حتماً ضدي هذا بدلاً من الشروع في تنمية المنطقة سياسياً واجتماعياً، ففرخت تلك الأحداث استحقاقات جديدة أضاعت حقوق البلاد والعباد، وأنجبت الظروف إياها مرحلة غاية في الاجحاف، فقد عمد ربانها إلى تفتيت الناس إلى شيع وأحزاب وتصنيفهم إلى عبيد وأسياد فجرى تهميش عشائر بأكملها، واستبعد أفرادها عن هرم المسؤولية، ونصب البعض على رقاب البشر ووضع بأيديهم الحل والربط، فلا وظيفة ولا علاج ولا ابتعاث إلا بمباركتهم.
وهكذا ألغت الحكومة ومن جاء من بعدها وحتى هذا اليوم الوجود الاعتباري لبعض العشائر والأشخاص وأطلقت عليهم رصاصات الرحمة وأخذت تجلدهم بسياط الماضي وتقذف بهم في غياهب النسيان.

سياسة الاقصاء والتهميش هذه عملت على قتل الروح الوطنية وأفقدت الكثيرين الشعور بالانتماء لا سيما وأن مصائرهم أصبحت في مهب الريح. والسؤال هنا: من خول أولئك الحق في تقسيم الناس إلى فسطاطين: كفر وإيمان ؟ وكيف استأثر البعض لنفسه الحق في توزيع صكوك الغفران ليعاقب من يعاقب ويتوب عمن يتوب؟ وأين نحن من روح الدستور الأردني الذي نص في أولى مواده وصفحاته على أن الأردنيين أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات؟



#بلال_العقايلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرون عاما على انتفاضة معان الاردنية
- عيد بأية حال عدت يا عيد ؟
- النائب الأردني السجين أحمد عويدي العبادي ذنبه أنه تصدى لشعار ...
- إلى أصحاب القرار في الدولة الاردنية : ارحموا أبناء مدينة معا ...
- فشل الاستراتيجيات التربوية الاردنية المستوردة
- شعوب جائعة وكرامة ضائعة
- معان ..ومثلث الحزن
- تطبيع)) المناهج التربوية في الدول العربية
- الحكومة الأردنية تلحس وعودها لأبناء معان
- ارفعوا ايديكم عن عمال شركة الفوسفات الاردنية
- لماذا يحاسبون معان على وطنيتها؟؟؟
- في ذكرى احتلال معان


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال العقايلة - أصحاب الحقوق المنقوصة في جنوب الاردن