أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مدحت قلادة - حنفية المسيحيين














المزيد.....

حنفية المسيحيين


مدحت قلادة

الحوار المتمدن-العدد: 2655 - 2009 / 5 / 23 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أواخر شهر أبريل قمت بزيارة لمصر بعد غياب دام خمس سنوات تقريباً للمشاركة في مؤتمر مصريين ضد التمييز الديني بعنوان "التعليم والمواطنة" في الفترة من 24 إلى 25 أبريل " انبهرت من كلمات المشاركين أصحاب الرؤيا الثاقبة الذين أكدت كلماتهم إن فشل التعليم هو السبب الرئيسي لما تعانيه مصر من تطرف وتخلف وانغلاق وتمييز بين المسلم وأخيه المسيحي أو البهائي وقدم المؤتمر صور حية للاضطهاد الديني في فيلمين من إخراج الأستاذة نادية توفيق والأستاذ نادر شكري أدركت أن الصورة التي نعرفها عن التمييز الديني في مصر هي صورة مصغرة للحقيقة فالواقع أكثر تطرفاً وتعصباً واضطهادا ضد الآخر المخالف.
وكان اختيار الدكتور منير مجاهد ومرافقيه لموضوع المؤتمر كالعادة يعكس بعد رؤيا وصورة ثاقبة حيث أن علاج مصر من التمييز يبدأ من التعليم طبقاً للمقولة الصادقة "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر" فمن يقضي مراحل تعليمه من المرحلة الابتدائية للجامعة بدون معرفة الآخر فماذا نتوقع منه إلا التمييز والتطرف والتعصب ضد الآخر الذي لم يعرفه.

قصص واقعية من مدارس مصر

"حنفية المسيحيين ما فيهاش ميه"
مينا من طلاب مدرسة فاطمة الزهراء بمحافظة حلوان وادي حوف ذات يوم قالت له أمه: مينا ما تنساش تأخذ الزمزمية معك
فكانت إجابة الطفل البريئة: يا ماما مش ها خذها علشان حنفية المسيحيين ما فيهاش ميه!!
سألت لام ابنها البريء (يعني إيه!!): فإذا مينا الطفل ذات الثمانية أعوام يشرح التفاصيل الحكاية أنه مع بداية العام الدراسي ذهب بزمزمية للحنفية فإذ يقف أمامه بعض التلاميذ الأكبر سناً الذين قسموا حنفيات المياه هذه للمسلمين وهذه للمسيحيين وبالطبع حنفية المسيحيين معطلة وتالفة ولا يصل إليها الماء!! تعجبت من اعتناق أطفال المرحلة الابتدائية الأبرياء هذا الفكر الملوث المتخلف؟! كيف هذا يحدث في مدرسة قومية!
أدركت أن الفكر المتطرف لا يتوقف على المدارس الاخوانية فقط بل ينتشر انتشار كمرض سرطاني في وزارة يطلق علها وزارة "تربية وتعليم"؟! وكان المقصود بها التربية على التطرف والتعليم على الإرهاب ؟!

يا سيد الخلق يا طه
نشأت وترعرعت في حدائق القبة حيث مجمع مدارس يضم مدرسة الشهداء، ومحمد فريد الابتدائية، وإسكان ناصر الإعدادية.. بجوار منزلي في القاهرة تذكرت أيام الطفولة كنا نذهب للفصول على صوت بلادي بلادي بلادي لكي حبي وفؤادي... ولكني استيقظت ذلك الصباح القريب على صوت يا سيد الخلق يا طه راجعت نفسي للتأكد من عدم وجود مناسبة دينية على الإطلاق.
وعندما سألت لماذا هذا النشيد "يا سيد الخلق يا طه"؟
جاءت الإجابة من أحد التلاميذ نرددها أثناء صعودنا للفصول!! نشيد المدرسة الحكومية يا سيد الخلق يا طه!! وليس بلادي بلادي بلادي فتعجبت كيف هذا؟!
في مدرسة حكومية؟!
ليس هناك مناسبة دينية؟! وما شعور الطلاب المخالفين في الديانة؟!
كيف تكون نظرة زملائهم لهم؟!
أين وزير التربية والتعليم؟!
وأسئلة أخرى إن كان المدرسة الحكومية يسيطر عليها هذا الفكر فماذا ننتظر من الأجيال القادمة؟! وماذا يلقب وزير التعليم ملا أم شيخ؟! وماذا عن الدولة.. دولة دينية أم مدنية؟!
أخذت أفكر ماذا يكون شعور الطالب القبطي أو البهائي الذي ليس له الحق في شرب المياه في مدارس الدولة لأن حنفيته ليس بها مياه؟! وممنوع من شرب المياه من حنفية المسلمين ؟!وماذا عن شعوره وهو مهمش داخل مدرسة يساهم أبيه فيها من ضرائبه علاوة على المصاريف السنوية؟!
أليس هذا يحزن القلب؟
أليس هذا يزيد الطائفية؟
أليس هذا مدعاة للسخرية من الدولة المدنية؟!
أليس لنا أن نبحث مناسب لقب لوزير التعليم ورئيس الجمهورية أيضاً؟!
أخيراً لك أن تتخيل إن كان هذا يحدث في مدارس حكومية فكم بالأحرى في مدارس تحتكرها جماعات الظلام المتطرفة؟!
The eye, which doesn’t know the meaning of tears, it doesn’t know any thing of value العين التي لا تبكى لا تبصر من الواقع شيئا



#مدحت_قلادة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظاهرة أقباط أوروبا بفرنسا
- زينب والقانون
- دعه يسرق.. دعه يحرق
- مصر هدف
- الصلاة خير
- بلاد الكفر وبلاد الإيمان
- سويسرا الجميلة
- كلمتي في مؤتمر بون بألمانيا لحقوق الانسان
- إعلام خارجي وإعلام داخلي
- إلى أصحاب الحناجر النووية
- رسالة لكل متطرف
- حادث الحسين والشيزوفيرنيا المصرية
- الإرهاب المنبع والمصب
- إيمان وأعمال
- مصريين ضد التمييز
- نداء لنجيب ساويرس
- أدين بدين الحب
- عاشقاً لمصر
- التحدث بإسم الأقباط
- عالم الشعارات الجوفاء


المزيد.....




- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت بنى الطاقة 8 مرات في 24 سا ...
- نواف سلام يبحث مع أبو الغيط الوضع في لبنان والمنطقة
- ليبيا.. حرائق غامضة تلتهم 40 منزلا في مدينة الأصابعة خلال 3 ...
- رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يصل إلى دمشق حيث سيلتقي بال ...
- -يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة- - الغارديا ...
- الجزائر تمهل 12 موظفا في سفارة فرنسا 48 ساعة لمغادرة أراضيها ...
- -ديب سيك - ذكيّ ولكن بحدود... روبوت الدردشة الصيني مقيّد بضو ...
- انخفاض تعداد سكان اليابان إلى أدنى مستوى منذ عام 1950
- جدل في الكنيست حول مصر.. وخبير يعلق: كوهين أحد أدوات الهجوم ...
- وزير خارجية فرنسا يدعو لفرض -أشد العقوبات- على روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مدحت قلادة - حنفية المسيحيين