أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند صلاحات - آلام المسيح أم آلام الشعوب



آلام المسيح أم آلام الشعوب


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 811 - 2004 / 4 / 21 - 06:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


Jesus pain
قراءة بدائية في فلم هوليود السينمائي (آلام المسيح)
أسئلة تخطر بالبال ما الذي حذا بشركة الأفلام الأمريكية أن تنتج فلما دينيا من هذا النوع يتكلم عن آلام ومعاناة السيد المسيح بعد ألفي عام, في وقت تعاني كل شعوب المنطقة من ويلات وآلام تسببها الولايات المتحدة الأمريكية؟
هل فعلا أصبح للرأسماليين مشاعر تحس بما عانى منه السيد المسيح في رحلته ؟
ما الذي يدعو هوليود أن تعلن حربا دينية على اليهود في العالم وعلى عقائدهم العنصرية ومؤامراتهم التاريخية؟
ما أثارني فعلا لأن اعلق على هذا الفلم انه ليس مجرد فلم حقيقي جاء ليحكي معاناة السيد المسيح ويحكي آلامه من خلال فلم يقوم ببطولته ممثل أمريكي سبق أن دخل أفلاما خيالية أمريكية مثلت الرجل الأبيض حامل الحضارة لشعوب العالم الثالث لتحريرها من تخلفها (هذا المبرر الاستعماري الذي طالما نادت به أمريكا وغيرها من الدول الاستعمارية في استعمار دول العالم الثالث )
هل تناست هوليود الأفلام القذرة التي أنتجتها عن الثورة الفيتنامية والهجوم البربري على كوريا وصورت فيها الفيتناميين والكوريين وحوشا بلا مشاعر وآلام يرفضون حضارة السيد الأبيض الأمريكي القادم على ظهر دبابة وطائرة وحاملة طائرات الحضارة, والبطل الذي كان يدخل لوحده مدينة فيقتل ويدمر تلك الوحوش وينتصر لصالح الإنسانية والحضارة على الظلم الإنساني الذي رسمته هوليود؟
والحقيقة أن هذا النصر وهذه الحضارة المزعومة ليس إلا في عقول صناع الأفلام ومخرجيها من أصحاب الشركات الرأسمالية المنتجة, والغريب في الأمر أن المواطن العربي هو الأكثر انجذاب نحو تلك الأفلام والأكثر هوسا وتأثرا فيها, حتى غدت البيوت العربية السوق الأوسع لمثل هذه الآفات السينمائية وغدت مثل هذه السموم الهوليودية هي الشغل الشاغل لنقادنا السينمائيين وكتابنا في الصحف بين مؤيد ومعادي وعلى الأغلب منمقا ومروجا لها.
خدعة جديدة تنتجها هوليود أو بالأصح هي تجارة دينية رائجة, فهي قصة فلم فريدة من نوعها, قصة من نوع أخر لا يوجد بها عاشقان على طراز التايتنك, و بطلها ليس رامبو ولا فاندام, بطلها رجل دين أو كما يسمونه نبي أو المخلص أو ما له من أسماء ومكانه دينية في الأديان.
والغريب هذه المرة أن المروج الأول هو اليهود, أصحاب الشركات إياها المنتجة للفلم الذين أطلقوا من باب أخر صيحة معاداة السامية حتى يكسبوا الفلم ردة فعل اكبر ورواجا أكثر فيمن يرون في اليهود العدو الأساسي للشعوب وهي دعاية متعارف عليها لإنجاح عمل يخشى فشله أو يرجى له نجاحا اكبر وليس كما ظن أصدقاؤنا الذين غابت عنهم هذه الفكرة القديمة في الدعاية.
إذا فهذه الشركات مرة آخرة تحاول التلاعب في شعور الشعوب عبر إثارة الحرب الدينية لتحقق اكبر مردودات على شباك التذاكر على حساب غبن بعضنا وآلم البعض الأخر أو كما يمكن تسميته الرقص على جراح السيد المسيح وآلام شعوبنا وصراخ أطفالنا تحت قصف الطائرات الأمريكية والإسرائيلية.
الذي دعاني فعلا لان اكتب هذه المقالة الصغيرة القصيرة أني حينما كنت اقلب بعض الصفحات الفنية على الانترنت دهشت حين رأيت إحصائية تتكلم عن الأرباح الخيالية التي حققها فلم آلام المسيح في منطقة الشرق الأوسط, المنطقة إياها التي تعاني من أعظم ويلات الرأسمالية الأمريكية المنتجة للفلم, وكأن تلك الشركات وبكل وقاحة ترسل رسالة عبر الفلم إلى الشعوب أن آلامكم ربما بعد ألفي عام ستجد من يصور فلما عنها أو ربما تجد من يسمع صراخها كما استطاعت هوليود أن تسمع صرخات السيد المسيح بعد ألفي عام من المؤامرة التي حاكها ضده كهنة المعبد اليهودي في فلسطين.
ثم أن لفة نظر أخرى وجدتها بالفلم, أن الفلم في سرده لليلة الأخيرة من حياة السيد المسيح يستعرض فقط المدينة الفلسطينية كمدينة يهودية تحت سيطرة القيصر وجنوده لا وجود للسكان الأصليين فيها (الفلسطينيين ) أي أنها خطاب سبق خطاب بوش بإلغاء حق الفلسطينيين في فلسطين
الخطاب الأمريكي واحد سواء في الخطاب الرسمي للقيادة أو في الخطاب السينمائي في هوليود (فلسطين للإسرائيليين تاريخيا وحاضرا بكل وقاحة)
هذه العنجهية الأمريكية الصهيونية الرأسمالية دوما تتناسى آلام الشعوب لصالح أرباحها التجارية
تتناسى آلام الهندي الأحمر والطفل العراقي والطفل الفيتنامي والطفل الكوري الشمالي والطفل الفلسطيني لحساب آلم سببه الكهنة للسيد المسيح قبل ألفي عام.
فالسؤال الذي يطرح نفسه, هل من الأوْلى أن يُرى ويسمع آلم الشعوب الحية التي تعاني وطأة الوحش الإمبريالي الأمريكي أم آلم السيد المسيح قبل ألفي عام ؟
ربما أجد الإجابة عن من تهافتوا على شباك التذاكر لشراء تذكرة لحضور فلم (آلام المسيح ) بطولة احد دمى هوليود بروس ولس لأحاول أن أقيس مدى هذه الثقة العمياء في هوليود وأفلامها ومدى مصداقيتها للواقع وللآم الإنساني الحقيقي, جرح الإنسانية التي سببته الرأسمالية منذ أن ظهرت في مجتمعاتنا البشرية.



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية ضرورة للتغيير في المجتمعات وخاصة العربية
- علاقة المرآة بالمجتمع تستمد من علاقة الفرد بالسلطة
- اغتيال احمد ياسين والبعد السياسي الدولي على المنطقة
- القتلى والمقاتلون السكارى قرائة ادبية في مقتطفات من بستان ال ...
- للقهوة صباح اخر
- الفضائيات العربية لسان الراسمالية الناطق - المعلن والمبطن
- عرب اطاعوا رومهم ... اسلاميون اطاعوا احتلالهم فل نحطم جدار ا ...
- اوراق المفاوض الفلسطيني // مخطوطة باقلام امريكية


المزيد.....






- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند صلاحات - آلام المسيح أم آلام الشعوب