أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلام كوبع العتيبي - التربية الجمالية للإنسان ....فردريش شيلر1














المزيد.....

التربية الجمالية للإنسان ....فردريش شيلر1


سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 811 - 2004 / 4 / 21 - 04:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في بدء حديثنا عن نظرية التربية الجمالية للانسان لشاعر الحرية الألماني فردريش شيلر ؛ يمكننا أولا أن نوجز نظريته الجمالية فيما يلي : هنالك انفصال ملحوظ بين عالم الحرية وعالم الضرورة ؛ يلاحظ في سلوك الفرد, كما يلاحظ في انحراف المجتمعات . ولن يستطيع الانسان أن يشعر بالرابطه بينهما الا بعد رجوع الى مثل مشخص يؤكد امكان قيام هذه الرابطه . والعمل الفني , بوصفه شكلا حيا , يلتقي فيه الشكل بالمادة ؛ وعالم الحرية بعالم الضرورة . هو أعظم دليل يعيد ثقة الناس في عدم انفصال هذين العالمين . فاذا استطعنا تنبيه الناس الى قيمة الفن ورسالته الميتافيزيقية العليا , المختلفة عن تصوراتهم الحسية له . أمكن بلوغهم مرحلة عقلية اخلاقية عليا . وهذا لايعني خضوع الفن لأي توجه تربوي أو أخلاقي , كما يفهم أحيانا في بعض النظريات . فمن الواجب توفر الحرية في الفن , فبغيرها لن يحقق رسالته في صورة واضحة .
والنظرية تتعرض الى كثير من اساءة الفهم ؛ بسبب عدم تحديد مصطلحات من ناحية ؛ وبسبب استخدام مصطلحات تحتمل تفسيرات وتأويلات متعددة والتي جعل لها معنى فلسفيا مثاليا مختلفا عن معانيها المعتاده ؛ وعن المعاني التي شاعت بعد ذلك في نظريات مادية مثل نظريات داروين وسبنسر .
فالنظريات التي تجعل الفن مجرد مرحلة من مراحل الروح , قد تثير تشككا في مدى تقدير الفيلسوف للفن ؛ فهل كان الفن عند شيلر مجرد مرحلة متوسطة بين المرحلتين الطبيعية والأخلاقية ؛ أي انه كان على حد قول كروتشه مجرد فترة انتظار ؛ تقضي في هدوء وتامل حتى يتم بلوغ المرحلة الأخلاقية الأخرى ؛ لاشك أن هذا التفسير يتعارض كثيرا مع كل عبارات التقدير والاعجاب التي امتلأت بها مقالات شيلرومؤلفاته .
ان حياة شيلر تتميز مثل مواهبه بخصبها وعمقها ووفرة متناقضاتها . اذا كان طبيبا وضابطا وشاعرا ومؤرخا وصحفيا وفيلسوفا !! كما انه ذاق مرارة الفقر والحرمان , وعانى الأمرين من طغيان دوق اقطاعي من أقسى الطغاة من اللذين عرفتهم المانيا قبل وحدتها . والى جانب هذا , فأنه قد حظى بتقدير بلاده ومفكريها بوصفه مؤلفا لمجموعة هامة من المسرحيات ؛ قد كان لها أثر عظيم على الفكر العالمي ؛ لايقل عن أثر سوفوكليس أو شكسبير .
فقد ولد كريستوف فردريش شيلر في قرية مارباخ من أعمال دوقية فيرتمبرج في المانيا في 10 نوفمبر سنة 1759 . وهو ينتمي الى اسرة صوابية عريقة . وكان والده يعمل جراا في آلاي فرساي بافارئ وظل طوال حياته مخلصا لدوق فيرتمبرج وجيشه .
ويقال ان سيلر كان يحب الوحدة منذ طفولته . ولهذا كره القيود المدرسية ؛ واحب الانطلااق في الجبال والغابات , وكثيرا ماسأل أمه في طفولته عدة اسئلة تدل على حيرة ميتافيزيقية ولهفة الى معرفة سر الوجود .
وقبل بلوغه العاشرة من عمره , نقل ابوه الى آلاي مرابط بمدينة لودفيجسبورج ؛ حيث كان يقيم الدوق كارل أويجن – دوق فيرتمبرج – الذي اشتهر بغطرسته . واتجهت نية والده منذ طفولته الى الحاقه بخدمة الكنيسة ؛ ولهذا التحق باحدى مدارس اللغة اللاتينية في لودفيجسيرج ؛ تمهيدا لارساله الى احدى كليات اللاهوت . وهناك ظهر نبوغا وميلا الى تذوق الشعر اللاتيني , وبعد انتهاء دراسته بالمدرسة الاتينية . لم يستطع متابعة الدراسة وفقا للمنهاج الذي رسمه له والده ذلك لان دوق فيرتمبرج اختاره للالتحاق بمدرسة حربية أنشأها في دوقيته , فخضع والده صاغرا لرغبة الدوق ؛ وكتب الاقرار المألوف في مثل هذه الأحوال ؛ بعدم ترك ابنه خدمة الدوق طول حياته .
وكان شيلر في الثامنة عشر من عمره ؛ عندما أصبح طالبا في المدرسة الحربية . وظل بها ثماني سنوات . وفي هذه المدرسة , ينقسم الطلبة الى طائفتين : طائفة متميزة وتدعى شفاليه واخرى عادية تسمى الاليف . والشفاليه مميزون في طريقة اكلهم ونومهم , اذا كانوا ينامون على اسرة خاصة , وياكلون على مائدة على شكل حدوة الفرس , ويباح للمتفوقين منهم تقبيل يد الدوق . اما الأليف , ومن بينهم شيلر فعليهم ان يقنعوا بمنزلتهم الوضيعة , وفي المناسبات السعيدة , يباح لهم تقبيل ذيل معطف الدوق , بدلا من يده !
فلسفة شيلر ... بين التصور والتامل !
فلسفته الجمالية بوجه خاص , وقد ادرك شيلر نفسه مدى اختلافه عن الفلاسفة الذين تقتصر مهمتهم على التامل والبحث . ولهذا قال في رسالة الى فيشته : انني لااود توضيح افكاري الى الآخرين فحسب , بل أود ان اقدم لهم روحي بأسرها كما احاول التاثير في احاسيسهم بالاضافة الى عقولهم . وادرك احيانا صعوبات الجمع بين خصائص الشاعر وخصائص الفيلسوف , وقال : في الوقت الذي يطرح في الفيلسوف خياله جانبا ؛ وفي الوقت الذي لايعني فيه الشاعر بالتجريد ؛ فأنني أرى نفسي مرغما ؛ عندما أعمل شاعرا وفيلسوفا في نفس الوقت على الاحتفاظ بالقدرتين ؛ الخيال والتجريد . ولن تستطيع المحافظة على تجالس القدرتين . الا اعتمادا على جهد فكري باطني مستمر . وفي احيان اخرى اظهر تشككا في فلسفته الفريدة بعد امتزاجها بروح شاعريته , مما ادى الى انكار البعض انتمائها الى الفلسفة او الشعر معا . ولهذا ارسل الى جوته يقول : ان عقلي يعمل وفقا لطريقة رمزية , فأنا أرفرف مثل الطيور الهجينة وأحاور بين التصور والتأمل , وبين المنطق والشعور , والاعتماد على الفهم والقريحة الخلاقه , هذه هي حالتي التي جعلت افكاري وأشعاري . وخاصة في مستهل حياتي ..



#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ينحره العراقيين ..!!
- المرأة في الدين خلل الذكور.. أم تجاوز الحقوق ..؟!!
- لماذا يراهن الفلسطينيون على الحصان الخاسر حتى بعد أن خسر فعل ...
- اجتثاث البعث الفاشي .. وبناء العراق الجديد
- الجهاد الأعور والعهر الديني و معادلة الزيف الإسلامي في العرا ...
- جذور أبي لهب مثمرة في الأردن الهاشمي...؟!
- طبيعة النفس وأصلها... عند اسبينوزا ...3
- رسالة في الله وفي الانسان.. هكذا هو اسبينوزا - 2
- أسبينوزا ذلك اليهودي المتشكك
- يس يم يس يم ..مجلس الحكم العراقي ..إلى الوراء در.. خارج العر ...
- ليس ضد الاحتلال ..... بل من أجل صحيفة الحوزة!!
- موسم الهجرة إلى الجنة بقرار مشترك ..!!
- إسقاط شارون وحكومته شرط أساسي لتحقيق السلام
- العنف الفارسي ....خطباء مجرمون !!
- طز في القذافي .... طز في المريخ ... البهلوان المصروع
- شيخ دين سعودي يدعو لعبودية ألأنسان الرق ..الجواري !!
- المواقف العربية من القضية العراقية نفعية وأنانية مطلقة
- الطائر على بساط الريح الايراني دعوة للتخلف وقيادة للقمع ومصا ...
- حركات القذافي البهلوانية …!!!!
- لعنوا الحجاج وأستغفروا له المصالحة مع البعثيين مؤامرة جديدة ...


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلام كوبع العتيبي - التربية الجمالية للإنسان ....فردريش شيلر1