أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نعيم شريف - قاسم عجام وكامل شياع : حلم المثقف وواقعية القاتل














المزيد.....

قاسم عجام وكامل شياع : حلم المثقف وواقعية القاتل


نعيم شريف

الحوار المتمدن-العدد: 2647 - 2009 / 5 / 15 - 07:34
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


بعدَ ثلاثة أيامٍ من اليوم ، ستمرُ الذكرى الخامسةُ لإستشهاد الناقد والمفكر العراقي قاسم عبد الأمير عجام ، وبعد خمسة أشهر منا ستمر
الذكرى الأولى لإستشهاد المفكر كامل شياع ، ها نحن صرنا نعد الايام والسنين لنحصي قتلانا من قادة الفكر والإبداع . ستمرُ الذكريان
بصمتٍ أو بشماتةٍ أو بجزعٍ بحسب الموقع من المقتول ، سوف لن تثير أسئلةً حارقةً وملحةً عن قيمة حياة الإنسان في حياتنا كشعب
دعك عن كونه مفكراً أو مُثقفاً لأن شعبنا تآلف مع خساراته ، صار يستمرءها برضا يائس . ستمر الذكرى وسوف لن تحرك الحكومةُ
ساكناً للكشف عن القتلة ، ولا أظنُ أن لديها الرغبة في ذلك ، فمن هما قاسم عبد الأمير عجام وكامل شياع ، لم يكونا قادة مليشيات أو
رؤساء أحزاب ، وما أكثرها ، وليسا من شيوخ العشائر والأدهى إنهما ليسا من اتباع ولاية الفقيه ولا ولاية الولي المقدس ،ليسا سوى
مُثقفين يساريين ، وهذا أدعى للسكوت . لعل هذا السكوت المتآمر يشيُر الى حقيقة مرةٍ وصادمة ،فبالوقت الذي نظر فية قاسم عبدالامير
عجام وكامل شياع الى الوطن ككلٍ واحدٍ ينتظمه حلمٌ أبيضَ بمستقبلٍ زاهر لأبنائه ، حلمٌ بعدالةٍ تغطي الجميع بكفها ، كان القتلةٌ والصامتون
يأخذون الأمر بواقيعة أكثر ،وجودُ حالمين شيءٌ مقلق ،لكن وجود حالمين متحمسين شيءٌ يدعو للقيام بالفعل والفعل عندهم واحدٌ : القتل .

في حوار على عجلٍ مع رفيق قديم يقول عجام (( ..... إنهم يقتلون الإنسان بكل بساطةٍ لا لشيء إلا لأنه يحمل فكراً وعقلاً مغايراً لفكرهم ..))
كان ذلك في العام 1979 إبّان إنكشاف حلم الجبهة ، مع البعثيين ، عن واقعيته الدموية ، بعد ثمانية و عشرين عاماً سيكتبُ كامل شياع في مقالٍ
لهُ في جريدة الطريق ، (( ... أنا الوافدُ أخيراً الى دوامة العنف المستشري ، أعلمُ إنني قد أكون هدفاً لقتلةٍ لاأعرفهم ... )) . كان عنوان
مقاله (( العودة من المنفى )) .
حدسُ الضحايا جليٌ في الحالين لكن حسن الظن قد حلّ محلَ الحدس ، لا ريب عندي أنهما قد مرّا ببيت أبي الطيب المتنبي ؛

إذا رأيتَ نيوب الليث بارزةً ............فلا تظننَ أن الليثَ يبتسمُ
لعلهما لم يحفظاه ، ربما لمقدار الواقعية الفاقع فيه ، والواقعيةُ تمسكُ بتلابيب الحالم فلا يستطيع طيراناً
حسن الظن قاد الى أن يسيرُ قاسم عبد الأمير عجام بلا حماية ، أليس الناس كلّهم يحبونني كما كان يكرر دوماً ، مرةً أخرى حلمُ المثقف ،
كانت النتيجة قتلهُ في المكان نفسه الذي عاشَ فيه ستين عاماً مع طفله ربيع ومع صديقه ، ، وإذا كان عجام مقلقاً فما هي جريرة ربيع ؟؟؟
هانحن نعود مرة أخرى الى واقعية القتلة

الأمر نفسة مع الحالم الآخر ، كامل شياع ، فبالوقت الذي يسيرُ به أقرانه من مسؤولي وزارة الثقافة بحماياتهم وهيلمانهم ، كان هو يأنف
من منظر المفكر وقد أحيطَ بحشدٍ من مسلحين يتنافى مظهرهم الغليظ مع رسل الثقافة ، ولا بأس بجولة لزيارة الأم فالسائق كافٍ .
كان القتلة أكثر واقعية ، فإستخدام سلاحٍ صائت قد يُفشل العملية ، وإذن فكاتم الصوت أفضل لأداء المهمة . مرةً أخرى يسخرُ الواقع من الحلم .

هل حلمُ المثقف والمفكر ، بعالم أكثر رفاهية وعدلاً وسعادةً كافٍ في واقعٍ ينتجُ لنا مع كل وليدٍ جديد عشرات من الذئاب البشرية ؟؟
من الصعب الذي يَقربُ من المستحيل ، ان ينجب المجتمع مفكرين كل ساعةٍ لنقول (( عليه العوض )) سيأتي آخرون غيرة ، إحتاج العراق
الى مئة عامٍ ، من ألم وسهر وعذاب ليجود علينا بمفكّرين نزيهين ، بينما لم يحتج القتلة إلا الى دقائق معدودات ليردوا أحلامنا قتيلةً

سيسيرُ القتلة سيرتهم الأولى والوحيدة وسيداوم الحالمون على سيرتهم واحلامهم ، أليس (( لكل أمرءٍ ما تعودا ... )) .

في إستهداف الحالمين يتحد القتلة ويتشابهون ، فالمتدين طويل الدشداشة لايفرقُ عن ذاك الذي يُقصّرها للركبتين ولا عن ذاك الذي يريد
البعث للبعث ، ذلك إن أسسُ اللعبة مهدَدَةً ومفضوحة وإذن لابد من الوحدة لحمايتها ، عندها يُحسنُ القتلة ، بالوانهم ، عملية التشخيص
ثم الشروع بالعمل ، في حالة الحالمين سيطغى التشخيص على الفعل .

ليس أسهل من المثقف الحالم هدفاً ، إفراده أهون الممكنات ، والقضاء عليه أهونها جميعاً .

وهنا نرى أن حاضنة القاتل أكثرُ وفاءً من حاضنة المثقف الحالم ، ليس هذا أمراً شاذاً في التاريخ للأسف ، فحاضنةُ القاتل تستميتُ في
الدفاع عنه ، حتى لو غاب عنها سيستولي ، مع حاضنته على اللقب الأخير الذي يطمح المثقف الحالم بالحصول علية ، أليس صدام مثالاً
صارخاً ، لم يحصل ضحاياه على لقب شهيد ، بينما لايذكر صدام إلا مسبوقاً به .

تكون حاضنة المثقف الحالم أسيرة خوفها الدائم في الإنتماء لحالميها ، هي تخذلهم ، وتتنصل منهم ، وإلا لماذا الى الآن لم يتظاهر أهل
المسيّب ، في الأقل ، ولا أقول شعب بابل ، للمطالبة بفتح ملف إغتيال المثقف قاسم عبد الأمير عجام ،دعك من تسمية مدرسة بإسمه
أوقاعة في جامعة أو شارع في مدينة ، وكذا الأمرُ مع كامل شياع ، بالمقابل هل إستطاع أحدٌ أن يحصي الأعداد الهائلة لزائري قبر
صدام في عيد ميلاده ، أو هل أوقفت الحكومة التفجيرات الكثيرة التي رافقت عيد ميلادة ، بضحاياها الكبيرة ، بوصفها هدية (( الشهيد ))
صدام لشعبه من قبرة المصون !!!

حلمُ المثقف هشٌ لأنه حلمٌ اعزل ، بينما مشروع القاتل مسلحٌ حتى الأسنان .



#نعيم_شريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرسي : القفزمن بين أصابع الموت
- أكياس الخيش - قصة قصيرة
- الفاشيّة الأبدية : أربع عشرة طريقةً في النظر الى القمصان الس ...
- قصة قصيرة ........ تلك البلاد
- السجن والرواية خيمياء الألم ولوعتهُ
- سرير الرمل- لسلام إبراهيم تنويعات سردية على موضوع واحد
- سرير الرمل- لسلام إبراهيم تنويعات سردية على موضوع واحد
- العنف في الأدب الإنساني أو لعنتنا الدائمة
- نساء الظّل: قراءةٌ في كتاب ميادة ابنةُ العراق
- قراءة في كتاب حميد العقابي أصغي إلى رمادي


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نعيم شريف - قاسم عجام وكامل شياع : حلم المثقف وواقعية القاتل