أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عادل الخياط - سين - عين .. تذكير إلى حازم جواد .. نص قصير جدا مُهدى إلى روح الشهيد- سلام عادل -














المزيد.....

سين - عين .. تذكير إلى حازم جواد .. نص قصير جدا مُهدى إلى روح الشهيد- سلام عادل -


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 875 - 2004 / 6 / 25 - 05:05
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


هذه المدينة هبطت من السماء , إنها يوتيبيا الأحلام , لكن هذا عهدي بها منذ أمد بعيد , الآن أنا طارئ غريب وأحس أن دفئها , ماذا ؟ لا أدري , لكني لا أحسه في شراييني المتجمدة . وها هي بواباتها تنبئ عن اللوث الذي
سمم فضاءها .. وإذ تنبري سماؤها تظللني رويدا رويدا , يزداد الثلج تصلبا أكثر فأكثر !! إمنحيني فرصة يا آلهة الفجور والسل , فإني عائد نحو سلطنات الغرباء !!!
كانت ثمة مُكونات بالية عند منتصف المحور المزوق : أعواد وألواح مستهلكة , حبال هرمة ..
: من أسأل وسط هذا الخواء , هذا السكون المطبق ؟ " .. إلى المكونات البالية , تحركتْ بتثاقل : لا , أمامك مشوار طويل قبل الوصول إلينا ."..
ومثلما قالت , فقد يبسَ حلقي وإضمحلت رجلي , وأنا أجول متسائلا في تلك الصور التي تلف المحور : وجوه مثل وجوه النازيين , شاحبة ويغلب عليها
الإسترخاء والشبق .. قال طاقم المطار : نحن لا علاقة لنا بهذه القضية , إننا مجرد نقلناه إلى المُحقق ." .. أما هذا فقال : إنني محقق بالإسم فقط , وأظن بل أجزم أن هذا القول لا يوافق عليه لا العدو ولا الصديق , لأن الجميع يشهد بكفاءتي , غير أني حين حققت مع هذا الشخص أدركت أنني عقيم تجاهه , كل شيء تلاشى , لم أدع وسيلة لم أمارسها معه , لكنه كان في كل مرة يزداد عنادا أكثر , وهذا شاهد على عناده .. إنه خبير ألماني , أحد رموز الغستابو المسؤولون عن معسكرات الإعتقال في بولونيا , فنان,
يختلق أساليبا تُذهل العقل . حتى هذا فشلَ معه وقال عنه : الواقع , لقد وقعت في حيرة مذهلة بخصوص هذا الشخص , فلم يطرأ علي شخص إحتمل كل صنوف التعذيب طيلة سنوات الحرب العالمية الثانية التي هي فترة مسؤوليتي عن معسكرات الإعتقال النازي في بولونيا , مثل هذا الشخص!!"
لم أستشف من كلامهم شيئا , وحين سألت القاضي ومستشاريه عن إسمه , قالوا إن إسمه ليس إلا شفرة من حرفين فقط : ( سين - عين ) وحين أرسلنا للمحقق نستفسر عن هذا الشيء وأشياء أخرى . جاء الرد : إن إستفساركم حالة شاذة , فالمعهود في قضية مثل هذه أن تكون الأوراق جاهزة أمامكم , وليس عليكم إلا إصدار الحكم . "
هدني عُقم أجوبتهم , فرميت بجسدي إلى السور الحديدي وإتكأت عليه مُسترخيا .. مضى زمن جبت فيه ببصري في أطلال ذلك المحور المزوق : أية مهزلة هذه , ما علاقة ( سين - عين ) بهذه الأطلال , حقا هذه القضية تثير الغرابة !! " .. لكن وفيما كنت أجول جاء بصري على المكونات البالية , تذكرت قولها : أمامك مشوار طويل قبل الوصول إلينا ؟ " ..: وهذه ما علاقتها ب ( سين - عين ) ؟ " .. ذهبت إلى الصورتين الأخيرتين : وجهان طاعنا السواد , حواجب غليظة , عيون كأن الضوء لم يطأها !! سألت : من أنتما ؟ " .. قهقه صوت أجش ثم قال : لا شك انك أُصبت بالدوار , لا عليك سأنهي لك المشوار , فيا صاحبي في غرة فجر داكن نُصبت هذه المشنقة للمدعو ( سين - عين ) " وإذ ذاك تحركت ألواح الخشب والحبال وإنتصبت وسط الدائرة المُزوقة .... ثم أردف هذا مواصلا حديثه : سقناه معا, الشخص الذي بجانبي وأنا , إليها - عقد رفيقي يديه إلى الخلف ." .. فقال رفيقه : يدان خشنتان مثل أيدي العمال الذين تصلبت أيديهم من شدة العمل . " .. ثم أكمل صاحبه : وأدخلت أنا رأسه في عُقدة الحبل , وحين أردت إلباسه القناع الأسود , أشارَ برأسه رافضا ." .. ثم أشار إلى الحبل , فإهتز هذا .. ولم يزل يهتز , وعيونه ترقب الشوارع والأزقة والساحات العامة !!!!!



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاسع من نيسان ونهاية الفوهرر العروبي - 5
- التاسع من نيسان ونهاية الفوهرر العروبي --- 4
- ميكافيلية فوهرر العروبة القزمْ !؟ .................. --- 3
- ميكافيلية فوهرر العروبة القزمْ !
- ميكافيلية فوهرر العروبة القزمْ !؟
- حمدان الحسني ورحلة العذاب والإنفصام
- النفط أخصبَ المُخيلة العروبية بعد نضوبها !؟
- رؤيا الخراف الوحشيه
- قوميو البترول المعاكس
- هل أصبح سعدي يوسف قوميا ؟ رد على موضوع سعدي يوسف : بم نباهي ...
- على خلفية القرار 137 المجتمع السليم نتاج لدولة القانون والحر ...
- الإرهاب .... نظرة تاريخية موجزة
- أُسطورة بلاد الثلج
- حكاية رجل الأنترنت الذي فقد عقله
- شجرة السلطان


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عادل الخياط - سين - عين .. تذكير إلى حازم جواد .. نص قصير جدا مُهدى إلى روح الشهيد- سلام عادل -