خروقات أمنية أم ماذا ؟

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2643 - 2009 / 5 / 11 - 05:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

خروقات امنية كلفت العراقيين الكثير بسبب تمادي المسؤولين في تصريحاتهم الارتجالية التي تحيل الحصي الى لآلئ والثغرات الامنية الى مجرات وكواكب ، وجعلوا من اجسادنا وكبريائنا ومكابرتنا جسرا ليعبروا عليه الى ضفة احلامهم ..
فلاكثر من مرة تسال دماء العراقيين الطاهرة على ارصفة الرعب والجوع والحرمان وتواسي عوائلهم او الشعب برمته ببعض كلمات الاستنكار التي لاتصلح لان تكون مادة انشائية لطلبة الصف الاول الابتدائي والذين لايمكن ان تنطلي عليهم هذه النكات التي تضحك المجانين قبل العقلاء....
ما ان يتمدد المئات في الشوارع مضرجين بدمائهم حتى يتباري المسؤولون لالقاء اللوم على تنظيم القاعدة او البعثيين او الالعاب النارية التي انتشرت بشكل كبير بين الاطفال ...
مافائدة القاء اللوم على الجهات الارهابية ، والى متي نتعكز على الارهاب ؟!! الى ان يقضي الارهابيون على الشعب ليبقى المسؤولون محصنين ومتمترسين بصومعاتهم وحماياتهم وسياراتهم المصفحة التي لاتخدشها الاطلاقات النارية او العبوات الناسفة ...
لماذا يستهين القادة الامنيون بالدم العراقي ويدعون ان مايجري ليس خرقا امنيا .. ام يرون ان الخرق الامني يفعل عندما يمس الاجهزة الامنية فقط ؟ وعندما يمس المواطن يعد خرقا اجتماعيا او مدنيا وعلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية معالجة الموقف وسد الثغرات في التركيبة الاجتماعية وان تتبنى وزارة الاوقاف المنشقة الى اصناف بفعل المحاصصة المقيتة ترقيع الاجساد الطاهرة او اعادة هيكلتها لان الارهابيين لايريدون للعراقيين حتى ان يدفنوا وحدة واحدة وانما اشلاء ممزقة ....
اتقوا الله ياسادة في شعبكم ولاتتمادوا في التصريحات ، فكثرة التصريحات تعد ثرثرة اعلامية وقرقعة فارغة ، والجأوا الى الافعال لانها نتاج العقل الواعي والكفاءات تثبت وجودها في الموقع او المنصب لاالمحاصصات البغيضة التي اوجدها الاحتلال ...
دماء الشعب امانة في اعناقكم ، فمايجري اليوم استباحة للدم العراقي ، واعلموا ان الارهاب لايستثني احدا، كلنا مشمولون في هذه اللعبة القذرة التي صنعتها مافيات الجريمة وتساعد في تغذيتها دول الجوار العاطفي التي مازلنا نمد لها ايادي السلم وتمد لنا بالمقابل يد الغدر وتصدر لنا الارهاب وادواته ، يكفينا تصريحات ارتجالية وتزويقات دعائية ، وعلى الاجهزة الامنية ان لاتتمادى في تراخيها وان يفعل قادتها الجانب الاستخباري لاالسيطرات التي تثير اعصابنا وتستنزف اوقاتنا ان لم نقل دماءنا لان الارهابيين يتمنون الزحام في تلك السيطرات ....

#جمال_المظفر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات