أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - زهير كاظم عبود - الشهيد الدكتور محمد زغير الأيدامي














المزيد.....

الشهيد الدكتور محمد زغير الأيدامي


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 808 - 2004 / 4 / 18 - 09:56
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


مالفت انتباهي ليس الحدث الجلل الذي يشير الى وقوف الدكتور محمد زغير الأيدامي بصف الشعب منتفضاً ومقاتلاً سلطة الطاغية ضمن المقاتلين في انتفاضة 1991 ، وليس عدم التكافؤ بين جيش متسلح بأقوى أنواع الأسلحة وبين ثوار لايملكون سوى الاسلحة البسيطة وضمائرهم النقية .
مالفت أنتباهي ليس فقط كون الدكتور الشهيد محمد زغير من نفس الطينة التي تربى عليها في مدينة كانت على الدوام لاتربي وتنتج سوى الرجال الواقفين في صف الحق وتنتصر منذ أن خلقها الله لقضية حقوق الأكراد .
مالفت انتباهي ليس فقط مدينة الديوانية أو الشهادة في أنتفاضة آذار 1991 التي ابلي بها شباب مدينة الديوانية بلاءاً حسناً حين تصدوا لقوات صدام التي استباحتها بقيادة المقبور سيء الذكر صدام كامل المجيد .
مالفت أنتباهي ليس قدرة الأخت الجليلة ورفعة الرأس ( نجية زغير الأيدامي ) على تحمل الوجع والمصاب ، وجهادها في سبيل أنقاذ جسد شقيقها الشهيد من أظافر وأنياب الوحوش التي تشبة بأشكالها البشر ولها قلوب لاتصل لمستوى الحيوانات الهائمة تتلبس عقل صدام كامل وحسين كامل وبقية الأسماء الممتلئة عفونة وبذاءة من الذين لم يستحقوا من ذاكرة العراقيين غير البصاق خلف اسماؤهم وهم ينتقمون من جثث الشهداء ويسحقون جثث الموتى بعقول متدنية ومريضة لاتستحق حتى بصاق العراقيين وشتمائمهم على مر الزمن .
مالفت أنتباهي ليس فقط مقدار الالم الذي تحملته الأخت الجليلة وهي تخفي خبر أستشهاد شقيقها الدكتور البطل محمد زغير الأيدامي الذي آثر أن يموت واقفاً كما يموت النخل في العراق ، والذي آثر أن يتصدى للطاغية فيقول له كلمة لا فعلا لاقولا ، ويقول له نرفض وجودك وعائلتك المريضة في السلطة التي ابتلي بها العراق ، وقدم الدكتور الشهيد محمد زغير الأيدامي روحه الطاهرة كما قدمها الشهداء في العراق .
مالفت أنتباهي ليس مقدار المعاناة التي تحملتها الأخت الجليلة من لوعة الألم ونحيب الشيخ هذا الزمن الطويل ، ولامن تساؤل المنظمة الحزبية وأستفسارات المخبرين والعيون والمختار ، وليس ماتحملته في معرفتها بسر القبر وسط حديقة الدار الخلفية وكتمانه عن الجميع ثلاث عشرة سنة ، كان فيها محمد زغير يرقد بسلام مطمئنا وبضمير صاف حين كان الطاغية ينشر الذل والظلم والموت بين اهل العراق حتى حلت النهاية التي كنا نحلم بها ونرسمها ونتغزل بها ، حتى حلت النهاية التي نتمناها كلنا في العراق أن لايموت الطاغية حتى يشاهد بأم عينية ماقرره الله سبحانه وتعالى من صور الذل والهوان ، فاراه صورته وأهل العراق تدوسها بالنعال وتصفه بأقذر الصفات ، ثم يموت كلابه قصي وعدي شر موته هاربين مذعورين من سطوة الناس وأنتقام العراقيين حاملين معهم لعنتهم الأبدية مع كل صلاة ، ويلقى القبض عليه مجحوراً في نفق الثعالب كأي جرذ فار وأرنب مذعور ، في حين يموت محمد زغير مثل الرجال في معارك يوزن فيها أفعال الرجال يرسم لنا ضوءاً أخضر يدل على وصولنا الى نهاية الفجيعة وزمن السفلة .
مالفت أنتباهي ليس زواج شقيقة الشهيد محمد زغير أختي وبنت مدينتي الديوانية من مواطن كردي وترملها من بعده .
مالفت انتباهي مسألتين مهمتين تشيران أشارات واضحة لعمق معانيها ، المسألة الأولى كون الشهيد محمد زغير كان يقاتل بالبندقية الكردية في أنتفاضة الديوانية العربية ، والمسألة الثانية أن تكون شقيقة الشهيد محمد السيدة نجية هي المسؤولة النسوية للتنظيم الكردي في المدينة .
أي مهابة يسجلها العرب والكرد في هذه الأٍشارات الرمزية .
البندقية الكردية هي التي تطلق الشرارة الأولى في الكفاح الشعبي المسلح ضد الطاغية ، والتنظيم الكردي النسوي الذي تقودة سراً وجهاراً عربية من الديوانية .
ولكم أن تتلمسوا مكامن الفعل الضميري في الموقف العربي والكردي ، ولكم أن تتعرفوا على الصبر والوجع والألم والاسرار والتلاحم والدم والضمير النقي الصافي الذي يوحد العرب والكرد في مدينة تعد من افقر المدن الفراتية وتشتهر بكفاح أولادها منذ أن وعيت العمل السياسي فيها ، مثلما تشتهر بمحبتها وأنتصارها لقضية الكرد وحقوقهم المشروعة .
لم يفاجأني موضوع المقابلة التي اجرتها جريدة الأتحاد مع المناضلة نجية الأيدامي ، ولم تبهرني مواقفها الأصيلة والشجاعة التي تدل على نقائها وأصالتها ووطنيتها وأنما أكبر فيها الأصرار والتواصل وكونها رمزاً عراقياً يفتخر به وهي تؤدي رسالة أنسانية طالما أكد عليها زوجها الراحل فأوفت بما أئتمنه فيها .
لها أقول أنك تشعرينا بالفخر ونحن نقف بصف الأمة الكردية التي طالما عانت الظلم والحيف ولم يقف معها سوى أنصار الحق والمظلومين ، وأقول لها سيبقى الدكتور محمد زغير رمزاً من رموز مدينتي التي أفتخر بها وأتفاخر بأهلها وشهدائها .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى نوقف أزيز الرصاص ورعب الأطفال في العراق ؟
- احلم بعراق جديد
- الديمقراطية الأمريكية المنحرفة في العراق
- ضمير المراسل الصحفي
- أحمد منصور في الفلوجة
- نعي مناضل
- ضرورة سيادة القانون بالعراق
- الدعوات الرخيصة للزرقاوي
- حرب الأطباء
- الكرد الفيليون
- رسالة الى عائلة كردية قضت بالكيمياوي رسالة الى عائلة صبحي خد ...
- القائد الضرورة مرة اخرى
- قمم .. قمم
- زمن كتبة التقارير والمخبرين
- رحيل الكاتب والباحث العراقي أدهام عبد العزيز حسن الولي
- الفرح في الزمن الحزين
- ولكن من يحاسب الأمم المتحدة ؟
- الشهداء يحضرون نوروز هذا العام
- القوات الامريكية تستخف بحقوق الأنسان في العراق
- تحية الى الشاعرة الفلسطينية سلافة حجاوي


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - زهير كاظم عبود - الشهيد الدكتور محمد زغير الأيدامي