أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جنبلاط الغرابي - ثقافتنا!














المزيد.....


ثقافتنا!


جنبلاط الغرابي

الحوار المتمدن-العدد: 2641 - 2009 / 5 / 9 - 09:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لما كانت الثقافة واحدة من اهم الاسس التي يعتمد عليها المجتمع في تسيير معاملاته وتلبية حاجاته, كان يجدر بالباحثين التوقف في هذا الامر والتأمل كثيراً قبل الافادة في تعريف وايضاح هذه الموضوعية.حيث ان المفاهيم المتداولة بين الافراد والمبادى التي يستند عليها كل فرد,بعيدة كل البعد عن المنهج والمعيار الدقيق.في حين ان المروجين لموضوعية الثقافة يسلكون الطريق الذي يؤدي الى الخلط بين المفاهيم الانتزاعية ,مثالاً على ذلك- الحرية-او الديمقراطية- فهذه المصطلحات مازالت تعاني من اهمال الدقة في التعامل معها وفق الالية الصحيحة,ووفق البرنامج المناسب للايضاح.فهناك الكثير ممن يعتقد بمفهوم الديمقراطية والحرية,هو مايقع في قبال الجبر والتقييد,وهذا الامر ليس جديراً بأن يلتزم مكان الصحة,بدليل وقوع الفوضى من ناحية اخرى اذا ارتفع القيد بنحو المطلق.لذا يتوجب علينا ترميم هذه المفاهيم وتحديد المنطلقات التي تولد هذه العناوين,مادامت تعبر عن اساس فكري يختزل مواضيع مهمة بالنسبة لمجتمعنا.اما الاشكال الاخر فهو عدم تحديد المفهوم من قبل اهل الاختصاص.فالبعض يتصور ان توضيح فكرة الديمقراطية والمساواة والحرية تقع ضمن عمل السياسي,بينما في الواقع ان القضية غير مرتبطة بالسياسة بقدر ما تكون مرتبطة بمهام ,الفيلسوف.صحيح ان السياسيين يتداولون هذه المصطلحات دائماً,الا انه نوعاً من فنون الترويج ,وعلى السياسي تطبيق هذه المبادى ليس الا,وليس من مهامه توضيح وتبيان المفاهيم.وعلى ضوء هذا الامر يتوجب على مجتمعنا النظر بدقة والتعامل مع هذه المفردات بموضوعية تامة,وعدم توليد هذه المفردات وفق الرغبات والاهواء او وفق استنباط الحاجات الضرورية.فهذه المسائل تساوي المنطلقات او تمثل الثوابت المنطقية لاداء المجتمع ولايمكن تصورها وفق الحيثيات المتقلبة او الاستيراد من المجتمعات الاخرى.فقد تنظم بعض المجتمعات مفاهيمها وفق برنامج الحاجة المادية ,لذا يكون استنباطها للمفاهيم وفق تصورات بعيدة كل البعد عن البرهان السليم.وهذا ما حصل في كثير من المجتمعات الاوربية والتي تملك اتجاهاً مادياً يختزل جميع الموارد الحياتية ضمن الاطار المادي والنفعي,والسبب الذي دعى هذه المجتمعات الى هذا التوجه,هو الظروف المحيطة والمؤثرة بالصورة المباشرة والتي هيمنت بصورة سلبية على جميع افراد المجتمع ولحقب طويلة من الزمن امتدت الى القرون,فكانت النتيجة الملازمة لهذه الهيمنة هو البعد عن النمط الايجابي ورفض الثوابت بالصورة المطلقة,والاعتماد على الحاجات الضرورية في تكوين المقاييس والسبل.وبالرغم من تصور البعض بأن هذا المجال له ايجابياته الملموسة,الا انها في الواقع لاتملك ان تسد الثغرات الهائلة التي نشأت من جراء هذا الاتجاه,بل اعتقد اكثر من هذا وهو ان السلبيات التي تكونت وفق العقيدة النفعية اكثر بكثير من الواقع الايجابي المفترض تحصيله.فضياع المبادى والالتزام الاخلاقي اصبح امراً يكاد ان يكون هدفاً يتوجب تحقيقه كونه يقف بالضد من التيار النفعي.ولنقرا سوياً ماذا يجيب جان بول سارتر شخصاً اراد ان يأخذ مشورته في ان يبقى مع امه الوحيدة التي تحتاجه او الذهاب الى المعركة من اجل الانتقام.فكان جوابه-انت حر فاختر بنفسك,ان اية نظرية اخلاقية شاملة لاتستطيع ان تهديك,ان الحياة ليس فيها علائم وبشائر تنير السبيل-.يتجلى لنا من خلال هذه الاجابة عدم الاعتقاد بالثبوتية في المجال الاخلاقي.فلا توجد بنظر سارتر اي جهة قادرة على ان تحدد القيم والمواقف.وفي الواقع ان هذه الرؤى الفكرية تمثل مبرراً للامراض الاجتماعية,وتهيئ التفتت في الترابط الضروري بين الكيانات والافراد,ولايلزم منها اي فائدة للمجتمع بقدر ما هي حافلة بضجيج الانانية,والبعد عن اللوازم التي تنشط في اذهاننا وحياتنا.لذا لابد لنا من الاشارة الى ان المنابع التي تُصدر لنا الضروريات لايتوجب الاخذ بها وفق ازالة وتحوير المفاهيم.فالثقافة لها مفهومها الواسع,والحرية والديمقراطية يشكلان الوسيلة والغاية للفرد,فلا يمكن تجريدهما من المفهوم الخاص واعطائهما نشاط ضروري وفق الحاجة,خصوصا ان الحاجة لها تداعيات خطيرة لسبب اشتمالها وتسلطها على جميع الحقول والمجالات.فلا نجد ان موضوع في حياتنا الاجتماعية يخلو من الالحاح في سد الحاجة,فياترى هل ياخذنا هذا الجانب الى قبول ما مطروح,دون النظر الى السلب والايجاب الذي يدخل في محتواه؟.



#جنبلاط_الغرابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا ...
- -ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي.. ...
- الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
- إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
- أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك ...
- سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو ...
- حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر ...
- مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة
- تاكر كارلسون: بلينكن بذل كل ما بوسعه لتسريع الحرب بين الولاي ...
- دراسة تتوقع ارتفاع الوفيات في أوروبا بسبب شدة الحر بنسبة 50% ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جنبلاط الغرابي - ثقافتنا!