أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمل فؤاد عبيد - جدل الخبرات وشروط التمكين .. (4)















المزيد.....

جدل الخبرات وشروط التمكين .. (4)


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2641 - 2009 / 5 / 9 - 09:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لن أتحدث هنا عن شكل للإيمان مفترض أو خارج المفهوم الحقيقي لفكرة الإيمان .... ولكن ما هو الإيمان ؟ وما هي كيفية آليته ؟ وإلى ماذا يهدف وما الغرض منه ؟ وهل الإيمان أنواع ومستويات ؟ نقول إن الإيمان عقل شئ وإحساس ويقين به , كالإيمان بفكرة أو منهج أو شخص أو مكان .. الإيمان في تجريده هو ميل وانضواء أو امتلاك ولكنه في حقيقته أيضا هو ميل لشيء وتجاهل لشيء أو شخص دون آخر .. هكذا بالتقريب .. في حقيقته هو حرية مقيدة ( بكسر الياء ) ومقيدة ( بفتح الياء ) بما آمنا به واستلاب لنا عن من هو دونه أو سواه .. فعندما أؤمن بشئ يستلبني أو يأخذني من شئ آخر .. وعندما أؤمن بشخص ما فهو في الوقت ذاته استلبني إمكانية الإيمان بشخص آخر .. الإيمان بالله يسلبني إمكانية الإيمان بغيره .. لقد قيدني إيماني بما أنا مؤمنة به .. ويمكننا القول أن هذا ذاته يفترض أن الإيمان يحتاج إلى إيمان .. يجب أن أؤمن بما أؤمن به وأن أؤمن بإيماني هذا لا أتردد فيه .. هل خطر في بال أحد أن يفكر في إيمانه .. ولأي درجة يتمكن منه إيمانه وكيف ولماذا .. وكيف يؤثر هذا الإيمان عليه وما جدواه .. ولماذا يجب أن يكون مؤمنا ..؟ نقول كل هذه الأسئلة تفترض فينا إلحاحا على الإجابة الجبرية .. وأقول جبرية لأن الجواب الأول هو أن الإنسان لا يمكنه أن يعيش فارغاً أو مفرغا من محتواه الذي يلملم كليانيته النفسية والروحانية .. هذا وبرغم ما يحدثه هذا التقيد من استلاب كما وضح سابقا .. إنما هو قيد حر وضعته بنفسي حول نفسي .. بعد تدبر وتفكر وتردد بين اختيارات كثيرة .. وهو في ذات الوقت ما يشعرني بالامتلاء وعدم الخواء الوجداني أو النفسي أو الفكري .. لأن في النهاية هذه الأدوات لابد لها من مادة تعمل عليها .. تشتغل عليها وتتعيش بها لأنها مادتها .. ومن ثم لو أصبح هناك خلل في الأدوات يصبح هناك أيضا خلل في المواد التي نشتغل عليها .. مما يدخلنا هذا في مجال الاختيار أو عقد مقارنات عديدة .. من أولى بإيماني .. إيماني شيء مهم لي .. ومن أؤمن به .. وذلك كما قلنا أن أدواتنا محتاجة للخامة الأولى أو لمادة تصنيع تمنحنا الحياة أو الشعور بالحياة والشعور بوجودنا وكينونتنا وضرورتنا .. وتأتي ضرورتنا في الحياة من الأدوار التي نقوم بها .. القادة العظام لا يعتبرون لمن / بمن يؤمنون بهم إلا حسب وضعهم وشخصيتهم وأيضا قدرتهم على شروط الحرية .. والقوة والحضور والضرورة التي يحتملها هذا الفرد .. يختارني إنسان حر قوي .. اختارني لضرورة وجودي وأهميته .. تفضيلا عن ضرورة أخرى .. فهو يقدرني حقيقة لذاتي أما الاختيار الذي يأتي تلبية لحاجات أو مصلحة شخصية فردية / أنانية .. لا يؤخذ هذا بمفهوم التقدير .. ولكن تحت عنوان المنفعة الضرورية التي بها تتحقق صيغة المعادلة الإنسانية بعامة من خلال التعاون على البر والتقوى .. هكذا الله سبحانه وتعالى .. نختار الله لضرورة اختياره لمنفعتنا وافتقارنا إليه .. دون الاضطرار القهري أو القسري , وهذه الضرورة تفرضها جموع الصفات والكمال الذي يتصف به الله جل وعلا ..وأيضا لاحتياجنا لهذه الضرورة التي فرضها كمال الله المطلق وتام الثقة به .. هكذا أنا وأنت .. أنت تحب دوما من يقدرك لذاتك ولشخصك ووجودك كما أنت تستحق ويشعرك بضرورتك الإنسانية في حياته أو في محيط تواجده .. وأنت أيضا لو قلبنا الموقف .. سوف تشعر بسعادة عندما تعرف انك اخترت الرجل السليم والقويم بالفعل وانك سعيد باختيارك لهذا الإنسان لذاته ويسعدك وجوده لمجرد وجوده كآخر يحتل مكانة وضرورة بإمكاناته دون اضطرار.. يسعدك اختياره لأن هذا حقق لديك معادلة سليمة تشعرك بالاطمئنان والسعادة والرضا والامتلاء وإمكان المنفعة الضرورة الإيجابية .. وأن تقديرك كان في محله .. وهذا يعتمد على شيئين متلازمين لا يمكن الفصل بينهما هو انك تعرف ماذا تريد وما الذي له تقدير خاص عندك وأيضا الطرف الآخر أو ما تختار فيه من المميزات ما تفرض عليك عند عقد المقارنات أو التفضيل تجد نفسك ملزما بالاختيار هذا دونا عن غيره .. وإنك محق في هذا الاختيار وهذا الإيمان لا شك فيه .. بك بقدر ما هو شعور بالاختيار الصائب والوجيه والحقيقي غير المشروط سوى بما تفرضه الضرورة الإنسانية الإيجابية .. الآخر هكذا والذين نختارهم ليكونوا محلا لولائنا وتقديرنا وحميميتنا يشعرون بسعادة موقفنا وبأنهم جديرين بهذا ..وعلى مستوى آخر يكون في مجال النفور أو الرفض فهو معاكسا لما ترغب أو يتلاءم معك .. وفي هذا الاختيار ما فيه من السلبيات والنقص وما لا يمكن أن يشعرك بالامتلاء الذي ترغبه أو لا تجده في مستوى الانسجام الذي يرضيك ويشعرك من ثم بالاحتواء .. كل هذه مراحل أولى تجهيزية .. لا تأتي من فراغ وإنما بعد كشف وتحليل وتفكر و تفكير وتدبر وتجريب وصراع هو خروج ودخول عوالم متغيرة متبدلة .. وغربلة في ذات الوقت .. على مستوى الذات .. أنت ترغب الأفضل .. ولكن هل تعلم ما هو الأفضل .. لابد أن تجرب بنفسك .. ما تطيقه وما تشعر بانسجامه مع مبدئك و ثابتك ونفسك جملة وتفصيلا هو الأفضل .. ومن هنا لنا أن نناقش احتمالات الفشل في التقدير على كلا المستويين الخارجي والذاتي فلربما نفسك تخدعك .. تعيشك وهما خارج قدرات تمييزك أو تبصرك .. ما العمل هنا.. لابد اولا من أن تعرف ما هو التصور الحقيقي الخفي الذي يساكن مشاعرك الداخلية .. أنت تفعل هذا لتجرب ما مردوده عليك .. المردود لا يكفي لتمييز الغاية .. أو تقدير الحكم .. إلى جانب تحديد الضرورات التقديرية و النفعية التي تحتاج لها في مسيرة حياتك ..
من ناحية أخرى يجب القول بأن التغيير مطلب أثير يجب أن يكون ناضجا أو بمعنى آخر يجب أن يهتدي به من خلال منهاج قويم .. هذا المنهاج أنت من تبدأ في تحديد خطواته الأولى والمناهل التي سوف تستقي منها أدواتك وأيضا قوتك .. ولم يكن هناك قوة أكثر من النص القرآني ولكن قبل هذا يجب أن يكون هناك إيمان بهذا الغذاء الروحي وهذا المشفى الحقيقي وأن تكون ميقن أنه دليل تبيان بأكثر منه فقط تشريع ..فهو ليس للهداية فقط ولكن للفهم .. رغم أن لا إيمان دون فهم وإدراك ولكن ما اقصده أن تتوجه صوب النص القرآني على أنه مفتاح المفاتيح من خلال سياقاته المختلفة .. والفهم أول طريق الإدراك والإدراك أول طريق الرشد والرشد هو مفتاح الصبر والدلالة على ذلك الكثير من الآيات البينات التي ترشدنا إلى منهاجنا القويم .. ليس بالضرورة تبدأ من حيث الإيمان المطلق ولكن كالعلم نذهب للمدارس لكي نستقي علما وفهما ودراية بالكون مفرداته وآلياته .. أو كيفية إدارة الحياة لذاتها بكل ما فيها من حياة .. هكذا نبدأ الفهم بأن هناك مفتاح لقضيتنا الإيمانية مشروعا لنا شرعية مطلقة لتفهم الحرام والحلال والثواب والعقاب في بعده الإنساني الحقيقي .. لابد بداية أن تتحرر من فكرة الثواب والعقاب كمحك وحيد وموجه وحيد لتصرفاتك , إنما هناك مستوى يخاطب العقل والقلب بمنطق يرصد البعد النفسي ولابد من الإحاطة به ..وبداية لا بد أن تتحرر من سخطك على نفسك وتبدأ مشوار الحرية .. بأن تبدأ الكشف عن توجهك الحقيقي .. هذا التوجه هو أول مفتاح بحد ذاته .. ودونه لا يكون هناك طريق أو بداية طريق .. كيف يتحدد الطريق دون وجهة .. الوجهة تحدد الاختيار أيضا .. ليس قصرا أو قهرا كما تحدثنا من قبل .. ولكن عن رغبة حقيقية ووعي وتجريب فعال .. أنت الآن ترغب .. رغبة حقيقية وجديدة .. كما حاولت أن ترغب سابقا .. ليست بالضرورة أن تكون جميع رغباتك القديمة غير مشروعة ولكن المقصد هو تمكين الرغبات الحقيقية وغربلتها عن الرغبات الوهمية التي تكون نتيجة صراع أو فراغ أو علة ما تدفع بك إلى الخلاص من شعور يؤرقك ..





#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل الخبرات وشروط التمكين .. ( 5 )
- جدل الخبرات وشروط التمكين .. ( 6 )
- جدل الخبرات وشروط التمكين .. (1)
- جدل الخبرات وشروط التمكين .. (2)
- جدل الخبرات وشروط التمكين ..(3)
- كلاكيت أول مرة
- شمائل ..
- رونق ..
- ضياء ..
- جدل الخبرات وشروط التمكين
- دلال ..
- مرام ..
- صورة من وطني .. دنيا الأمل اسماعيل بين مهام الصحافة وتوق الإ ...
- قراءة مقارنة - استدراك صدى المعنى - بين دراما - باحب السيما ...
- إرادة المختلف والمتحول في - لعلك-قصائد نثرية للشاعر الفلسطين ...
- إرادة المختلف والمتحول في - لعلك - قصائد نثرية للشاعر الفلسط ...
- بوح فلسطينية ..
- نذور ..
- غربة .. روح
- رقص على الثلج ..


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمل فؤاد عبيد - جدل الخبرات وشروط التمكين .. (4)