أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم اسماعيل نوركه - الحرب العالمية الثالثة لن تندلع!















المزيد.....

الحرب العالمية الثالثة لن تندلع!


سالم اسماعيل نوركه

الحوار المتمدن-العدد: 2640 - 2009 / 5 / 8 - 08:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحربان العالميتان الأولى(1914-1918)والثانية(1939-1945)أتسمتا بأتساع نطاقهما لتشملا مناطق عديدة من العالم بين الجبهتين المتحاربتين في الأولى بين دول الوفاق ودول الوسط وفي الثانية بين دول الحلفاء ودول المحور ترتبت عليهما آثار سياسية واجتماعية واقتصادية مهمة شملت حتى الدول التي بقيت بمنأى عنهما أيضا ،واعتبرت تلكما الحربان من أهم أحداث التاريخ الإنساني المأساوية حيث خلفت كل منه أضرارا مادية وبشرية لا تطاق ،مثلا في الأولى أشترك زهاء 75 مليون عسكري ،قتل منهم أكثر من عشرة ملايين وجرح وتشوه زهاء 20 مليونا ،هذا فضلا عن زهاء عشرة ملايين ماتوا جوعا مع خسارة تسعة آلاف سفينة تجارية تعرضت للتدمير وغاصت غرقا بأعماق البحار وغير ذلك من الأضرار التي تفوق التصور ،والثانية تميزت عن الأولى باعتبارها شهدت أخطر الأحداث باستخدام السلاح الذري لأول مرة في تاريخ الحروب .
الحربان العالميتان سبقتهما أزمات سياسية وتوتر شديد وتحالفات دولية وسباق التسلح وتنافس ومشكلات (منها القومية،والصراع حول المستعمرات وقيام أنظمة جديدة –فاشية ،عسكرية،نازية-وأطماع توسعية كما حصلت قبل الحرب العالمية الثانية بالذات ،ولهذه الصفات أطلق عليها صفة حرب عالمية).
وتدور الآن حرب عالمية ولكنها (حرب ضد الإرهاب وتبعاته وهي حرب ذات نطاق واسع كما نرى ومع خسائر جسيمة بالأرواح والأموال وذلك بحرقها الأخضر واليابس وباستهدافها حتى الأبرياء ،وهذه الحرب ذات تحالفات العلنية والخفية وبمأساوية وقائعها ؛هل يمكن لنا أن نطلق عليها حربا عالمية ثالثة؟!كونها حربا دائرة ومستمرة وليست مجرد استعراض للقوة وإنما هي في الواقع حرب من أجل إطاحة بأنظمة قائمة .وأهم ما يميزها عن غيرها من الحروب هو:أن نارها لا تفتح على كل الجبهات في آن واحد
قبل أن نجيب على السؤال الذي طرحناه نود أن نقول :في مسائل المتعلقة بالحروب فأن كل شيء يتغير باستمرار حيث ما كان صالحا للعصر السابق قد لا يصلح للعصر اللاحق من حيث نوعية السلاح والخطط وأسلوب إدارة المعارك .ولكن الحرب هي هي وحصادها قتلى وجرحى وأسرى وخسائر مادية وبشرية وهي عبارة عن جبهة فيها طرفان واحد سيهزم وآخر سينتصر وإن كان نصرا أجوف .
التاريخ البشري عبارة عن سلسلة من حوادث مستمرة متواصلة الحلقات حيث الحاضر وليد الماضي واستمرار له والمستقبل جنبن الحاضر متصلا به فما يحصل اليوم من أحداث له جذور في الماضي فقنبلة الأمس تنفجر اليوم وقنبلة اليوم ستنفجر غدا ،والأحداث التاريخية تقع بسبب جملة أسباب يكون واحد منها بارزا لسبب من الأسباب .فلا يعقل مثلا تفسير ما يحصل في العراق من أحداث بأنها نتيجة طبيعية لمقاومة يبديها أذناب العهد السابق المستفيدون منه ضد العهد الجديد فحسب بل هناك خيوط خفية وأخرى تمويهية تمتد لتلتقي في الساحة العراقية .
من مفارقات هذه الحرب (الحرب ضد الإرهاب وتبعاته)هي إننا لا نستطيع أن نحدد كلا الجبهتين بشكل دقيق لصعوبة الأمر بل إن ما هو أشد صعوبة وأكثر استدعاء للحيرة هو إننا نجد دولة ما تنتمي للجبهتين في آن واحد فهي تحارب الإرهاب في الوقت الذي تمارسه.لنأتي الآن إلى الحرب الباردة بين المعسكرين في الماضي القريب *وعلاقتها بالإرهاب وبالأنظمة الشمولية والاستبدادية (والتي هي إي الحرب الباردة سبب من أسباب الإرهاب) القائمة ،حيث إننا نرى بأن تبعاتها (إي الحرب الباردة) أثقلت كاهل الشعوب الرازحة تحت حكم الأنظمة الاستبدادية والشمولية الديكتاتورية لأنها استغلتها وتعايشت معها ورسخت في ظلها فمارست السلطة بالقوة والحديد والنار فظلمت وتسلطت وبطشت بمعارضيها يوم كانت على دست الحكم .وما تزال الأنظمة الشمولية تحكم بشكل عشوائي وفوضوي وتعالج مشكلاتها الناجمة عن سوء حكمها بمزيد من العنف وقمع الآخر ،بل عمدت باستمرار إلى سحق معارضيها بوسائل وحشية يوم كانت حقوق الإنسان نتيجة للحروب الباردة غائبة عن بال الساسة الكبار (إي القطبين المتضادين) من باب (أنت معي إذن أنت بحمايتي)فأفعل ما بدالك ! والآن يبدو إننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من الإجابة على السؤال الذي طرحناه فنقول:لكل حرب تسمية تطلق عليها تصيب في التعبير أو تخيب على سبيل المثال سميت معركة الخندق كذلك لأن حفر الخندق كان أبرز ملامح تلك المعركة من حيث التأثير في نتائجها وسميت الحروب الصليبية بهذه التسمية غير الموفقة لأنها جاءت بعيدة عن روح المسيحية وتعاليمها ونرى أيضا إن تسمية الحرب الحالية كونها ضد الإرهاب تسمية غير موفقة تماما ولهذا يبدو إن الحرب العالمية الثالثة لن تندلع لأنها مندلعة فعلا لكنها تدار بعقلية هذا الزمان وليس ذلك الزمان،وبسلاح اليوم وتحالفاته.
وهذه الحرب سوف لا تنتهي بسرعة ولا بعقد الصلح والجلوس على طاولة المفاوضات بل بهزيمة الجبهة الأخرى وهي ستكون حربا طويلة كما قال جورج دبليو بوش بعد أحداث 11 من سبتمبر –أيلول-حيث أسقطت جبهة الطالبان في أفغانستان وجبهة (بطل النصر والسلام)!في العراق وجبهات أخرى مرشحة للسقوط وهي حرب قائمة بين جبهتين ،جبهة الأنظمة المارقة والاستبدادية والشمولية ،وجبهة أمريكا وحلفائها ومع الأسف الشديد!العراق اليوم جبهة رئيسية من جبهات هذه الحرب فأرضه ساحة مفتوحة للحرب الدائرة وهنا تلتقي خيوط بعض الجبهات التي تشعر بأن الغد ليس في صالحها فتتدخل في العراق بشكل خفي لعرقلته ومحاربة أمريكا على ساحته لأنها تعلم إن أرضها ستكون ساحة لهذه الحرب في وقت قادم ،هذه الأنظمة تعاني الإفلاس السياسي بالدرجة الأساس في ظل العولمة وسرعة انتقال المعلومات وهي سوف تخسر المعركة إن دارت عليها لضعفها داخليا لأنها لا تمثل إلا نفسها أولا ،وضعفها أمام الماكينة العسكرية الأمريكية الماحقة وحلفائها ثانيا،والخيوط التي يمدونها بالظلام إلى الجبهة العراقية مكشوفة لابد أن ترصد وتشخص لتقطع ،والديمقراطية قادمة لا محال وعصر الضحك على الذقون انتهى وإلى الأبد وكل أحمق يتربع على كرسي الحكم بالحديد والنار إن لم يقرر الرحيل طوعا بصيغة ما فسوف يزاح بالحديد والنار والحرب مستمرة إلا أنها تسقط جبهة بعد جبهة يا سادة!
*أنظر مقالنا المنشور (الحرب الباردة..وأمراض العصر)





#سالم_اسماعيل_نوركه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل العالم مقبل على الأنفلات الأمني؟!
- الحرب الباردة..(وأمراض العصر)!
- السلاطين..وعالم القرية والعمدة
- الكرد والخطأ التاريخي المطلوب تصحيحه


المزيد.....




- نعمت شفيق تعلن استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من ...
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا على خلفية احتجاجات ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تستقيل بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية ...
- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-
- ثوران بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية (فيديو + صور)
- جي دي فانس: يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن لعب دور شرط ...
- هيئة الأركان الأوكرانية تعترف بتوتر الوضع بالنسبة لقواتها عل ...
- جنرال بولندي يتوقع حربا وشيكة بين أعضاء الناتو
- والز يعلن استعداده للمناظرة مع فانس
- ديمقراطيو كاليفورنيا يدعون إدارة بايدن إلى تجنب -دوامة الموت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم اسماعيل نوركه - الحرب العالمية الثالثة لن تندلع!