|
رداً على مقالة نادر قريط ...
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 2638 - 2009 / 5 / 6 - 09:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نشر الأستاذ نادر قريط مقالته ( من تعريبه وتقديمه) إسلام بدون محمد - تحدي كاليش للعقل الإسلامي - والمنشورة على موقع الحوار المتمدن بتاريخ 4/5/ 2009وقال في بدايتها أنها لاتعبر بالضرورة عن رأيه . ولكن الآستاذ قريط في نفس الوقت يؤمن بما جاء في المقالة وهو يؤكد بأن التدوين لتاريخ الإسلام كان بعد الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان وليس هناك حقائق تاريخية تُثبت كثير من حوادث التاريخ . علقت على المقالة بما يلي : بالرغم من أهمية البحث إلا أنه سوف يكون من منظور إسلامي مفهوماً بصورة مغايرة . أنا أتفق مع ما جاء في تعليق الأخ مختار وأقول : لقد ورد في القرآن أسماء خمسة وعشرين نبياً لو أن نصف سكان الأرض نفوا وجودهم بطريقة علمية 100% وبأدلة قاطعة سوف يبقى النصف الأخر معتقداً بوجودهم . لاتكمن مسألة الأثبات والنفي في النفوس من خلال هذا الطرح ولكن من خلال كيف نتعامل مع الماضي أو التراث أو التاريخ أو الدين على ضوء قيم العصر ولذلك تبقى النصوص محفوظة في الأذهان . بعد عام 2003 شاهدتُ برنامجاً حول بلقيس التي ورد ذكرها في القرآن . من وجهة نظر المتحدث أستطاع أن يُثبت وبطريقة الأدلة أن اليمن ولحد هذه اللحظة لم يتم أكتشاف مايؤيد على وجود بلقيس ولذلك أقول سوف نبقى نقرأ أفتوني في أمري وكشفت عن ساقيها وسوف يبقى أهل السودان يُسمون هارون وآدم ونوح وسوف يبقى العالم العربي والإسلامي يُسمي احمد ومحمد وعيسى وموسى وإلى ما لانهاية . يجب أن نفهم هل الماضي وشخصياته بالأثبات والنفي فلكور أم حاجة مُلحة لاعادة مفاهيمهم وتطبيقها في حياتنا الحالية . من الممكن وكما قال الشاعر : سيسأل أقوام ما مكة والحجيج كما سأل أقوام ما طسم وجديس . ولكن متى ؟ بعد مليون سنة؟ أم أكثر أم أقل . سوف تبقى وفاء سلطان وكامل النجار وكثيرين يكتبون حول الدين والتاريخ والماضي والتراث ما لم نجد طريقة نفهم بها كيف التعامل مع هذه المُسميات . هذا هو المهم من وجهة نظري المتواضعة . مع وافر الاحترام للجميع ( انتهى التعليق) . إلا أن السيد نادر قريط أجاب على التعليق بطريقة دبلوماسية وأكد أن النص مترجم ولا يمثل قناعة له وهو موجهة للنخبة الباحثة ... وسوف أقول له وللنخبة الباحثة لو أنكم أفنيتم عمركم وعمر الاجيال القادمة في أن تزحزحوا ما ورد في التراث قيد انملة فأنكم واهمون ليس هكذا سادتي ؟ إذا أثبتنا على الواقع بعدم وجود أنبياء غير مهم . المهم هو أن نُبت في العقول ؟ وهذه المقالة المنقولة من موقع شفاف تؤكد ما ذهبنا إليه . رفض علماء الفقه ما طالب به العالم المصري د. أحمد زويل الحاصل علي جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 ، بمنع الإفتاء في القضايا العلمية ، معتبرين المطالبة بأنها دعوة لإقصاء الدين عن مجالات الحياة. وحسب (جريدة الشبيبة العمانية) كان د. زويل قد أكد أن تدخل الفقهاء في القضايا العلمية من الممكن أن يعرقل تقدم العلم ، داعيا بإبعاد الفتوى عن القضايا العلمية ! ورفض د. وهبة الزحيلي نائب رئيس مجمع فقهاء الشريعة الإسلامية بأمريكا دعوة د. زويل واعتبرها قطعاً لحاكمية الشريعة علي مجال العلم ، موضحاً أن الإفتاء في الشريعة الإسلامية يتناول مختلف القضايا الدينية والدنيوية ومنها مختلف العلوم الحالية ، مشيراً إلى أن القول بفصل الفتوى عن العلم معناه بتر وقطع حاكمية الشريعة على قضايا الحياة ، محذرا من خطورة فصل الفتوى عن الأمور العلمية والذي نتيجته هو: أن يصبح العلم اتجاها عقلانياً محضاً. وأضاف الزحيلي قائلا : لابد أن تتقيد العلوم بأصول شرع الله ومبادئه العامة ، وقد تحدث القرآن الكريم في الاستدلال على وجود الله بأمور علمية فكيف نقول إن هناك انفصالا بين الدين والعلم ؟ لافتاً إلى أن منشأ الخطر هو تحجيم الدين وفصله عن قضايا الحياة فهذا يعد انحرافاً في الفكر وانحيازاً للقضايا العلمية ، وقصراً لمبادئ الشريعة على جانب من جوانبها . وأكد الزحيلى أن الاعتقاد بأن هناك تصادم بين العلم والدين ، اعتقاد خاطئ ، خاصة إذا كان العلم قائماً على أسس صحيحة ، لأن شرع الله إنما هو وحي من عند الله تعالى ، ويستحيل أن يكون هناك تصادم بين العلوم العلمية والإسلام الذي هو دين العلم والمعرفة ، ومع ذلك فإن أية نتيجة علمية ترتبط بضوابط ، بحيث لا يكون بها شطط ولا تتصادم مع المبادئ الإسلامية . وقال الزحيلي : لا يصح أن يقال بقصر الفتوى الدين دون العلم ، لأن ذلك معناه أن الدين مقصور على العبادة وهو يشمل الدين والدنيا ، والعلم دائماً دوره محدود وبناء علي ذلك فإن الإفتاء في العلم ينبغي أن تظل له الصلاحية والحديث عن كل القضايا إذا كان هناك اتزان وانضباط في شؤون الحياة ، مؤكداً أن منشأ الخطأ في دعوة زويل أنها مطالبة بأن يفهم الدين على أنه مجرد عبادة ، وديننا هو شريعة شاملة لكل أمور الحياة • في نفس السياق أكد د. محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية أنه على عكس ما طالب به د. زويل فإن فقهاء الإسلام مطالبون في كل وقت بأن يبينوا للناس الأحكام في كل قضية من القضايا التي تجد في حياة الناس ، موضحاً أن الشريعة الإسلامية إنما جاءت لتنظيم كافة أنواع سلوك الإنسان ، ومؤكدا أن القضايا العلمية تتصل بحياة الإنسان ، مما يعنى ضرورة أن يكون فيها حكم شرعي ، والقول بإبعاد الفتوى عن الأمور العملية سيترتب عليه إبعاد الفقهاء عن الإفتاء في قضايا تعايش الناس والمجتمعات ، ولا يتصور ذلك في شريعة جعلها الله خاتمة للشرائع!. ولفت عثمان إلى أن هناك قضايا علمية طرحت للبحث وإبداء الرأي فيها ، وهي قضايا تتصل بالمجتمعات الإسلامية منها: الأسرة والطب والاقتصاد والبورصة وأسواق المال وغير ذلك ، وأن غاية ما هنالك أن الفقيه الذي يتصدي لبيان الأحكام في هذه القضايا الجديدة لابد أن يكون مؤهلاً علمياً لهذا . وأضاف د. عثمان: وهناك دراسات فقهية كثيرة تناولت كل المستجدات على الساحة العلمية ، كالأبحاث على الخلايا الجذعية والاستنساخ والبصمة الوراثية في إثبات النسب والجرائم والعلاج الجيني والتحكم في نوع الجنين والتبرع بالأعضاء وغير ذلك مما صدر من كتابات فقهية ، وعليه فالادعاء بأن الفقهاء يجب ألا يتكلموا في القضايا العلمية أمر مرفوض ، لأنه يتنافي مع طبيعة الإسلام بكونه صالحاً لكل زمان ومكان . أما د. حسين حلاوة أمين عام للمجلس الأوروبي للإفتاء فقال : لا يمكن الفصل بين الفتوى والبحث العلمي ، حيث أن الفتوى تكون نتيجة البحث العلمي في أية قضية وعند الفتوى نرجع للبحوث والأدلة ، فالفتوى تنبثق عن علم ولا تقوم علي جهل ، مشيراً إلى أن المفتي ليس مطالباً بالفتوى في كل شيء ، لأنه في مجال الفتوى يوجد تخصص في مجال العلوم الشرعية ، وإذا كان هناك تعلل ببعد الفقيه عن التخصص في العلوم العلمية ، فلذلك لا ينبغي أن يفتي هي ادعاءات غير صحيحة . وقال حلاوة : إنه عندما تعرض مسألة لابد من التعرض لها بالأدلة ، وإذا كان الفقيه المتعرض للمسألة غير متخصص فعليه أن يتوجه بها لأهل التخصص ، ثم بعد ذلك تطلق الفتوى بما يوضع أمام المفتي من أدلة وبراهين ، لافتاً إلى أن العلم لا يمكن أن يسير هكذا في أبحاثه ونتائجه دون توضيح شرعي ، فمثلاً النتائج الطبية مثل الحديث عن طفل الأنابيب على اعتبار أن التلقيح الصناعي لا يطلق على علته هكذا ، وإلا نتجت عنه ذرية من تلقيح غير شرعي . من جانبه أكد سالم الشيخي أمين عام لجنة الفتوى في بريطانيا أن الدعوة التي خرج بها زويل مرفوضة تماماً ، حيث إنها تشتمل على مجموعة من الأخطاء: أولا: أن هناك ظناً أن الفتوى ستكون دائماً على المنع ، لذلك تزداد المطالبة بمنع الفقهاء عن الأمور العلمية . ثانيا : أن هناك فهماً خاطئاً للفتوى مع أنها تكون مبنية علي رؤية صحيحة ، حيث لا يتصور أن عالماً فقهياً ينظر إلي قضية طبية تتعلق بأبدان الناس وصحتهم ثم يذهب إلي التحريم ، موضحاً أن الفتوى الصحيحة هي سياج أمان للبحوث العلمية ، وإن وجد بعض الفقهاء قد يستعجلون إصدار فتاوى بالمنع فهذا يعود عليهم ، ولا يعود علي منهج الإفتاء • وأشار إلى أنه من الضروري أن تكون المسائل الطبية والسياسية وغيرها بعيدة عن الانفراد بالرأي ، حيث أن المجتهد والفقيه لا يحق له أن ينفرد برأيه قبل العلم بتفاصيل الموضوع الذي يبدي بفتواه فيه ، لأن الأمور قد تعقدت والفقيه لو استعجل ستكون هناك أثار سلبية. وأضاف الشيخي : إن القضايا العلمية بحاجة إلي إفتاء يعتمد على الرؤية والمعرفة المتعمقة ، وهي أكثر ما تكون في المجامع الفقهية ، وذلك بدلاً من الفصل بين الفتوى والعلم ، حيث أن الفقه في العلم أمر ضروري في الفتوى ، لافتاً إلي أنه لابد من أن نطالب بمشروع يقيد أن تكون المسائل الطبية المستحدثة تعود الفتاوى فيها إلى مجالس ومجامع فقهية ، ولا يكون الحال فيها لرأي فردي. وقال : إن كل من يتمكن من علوم الشريعة والعلوم التطبيقية إذا كان لديه معرفة جيدة بالقضية العلمية والقواعد الشرعية ، إلى جانب الملكة التي تمكن صاحبها من إنزال الحكم على الواقع فله أن يفتي ، ولا يصح أن يقال بحظر الفتوى عن العلوم العلمية . نقلاً عن "مركز الشرق العربي" (الإخوان المسلمون). لا أدري ماذا سوف يقول لنا الأستاذ نادر قريط ؟ هل هولاء من دهماء المسلمين ؟ أم هولاء من أهل الردح ؟
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انفلونزا الحمير ... انفلونزا الخنازير
-
مُداخلة الدكتورة وفاء سلطان على مقالتنا ...
-
الأصولية الإسلامية من وجهة نظر الشيعة ... محمد باقر الصدر نم
...
-
الفكر الحر2 من 2 ...
-
ليبراليون سعوديون , كُفّار سعوديون ؟؟
-
الفكر الحر 1 من 2 ...
-
لن يفلح قوم ولَّوْا أمرَهم امرأة - .
-
إشكاليات سيد قطب حول المجتمع ...
-
طين قبر الحسين عليه السلام شفاء لمن آمن وتيقن .. معجزة جديدة
...
-
محاولة انتحار فتاة في الأردن ...
-
حاضر الإسلام ومستقبله ..
-
الحكم في الإسلام ...
-
مستندين إلى فتوى دينية تسمح لهم بذلك ...
-
حبيبتي المسيحية ...
-
حوار في مصحة الأمراض النفسية ...
-
أعذار من لاترتدي الحجاب وبيان تهافتها ...
-
مأساة في إيطاليا وشماتة في بلاد العرب ...
-
آمنا بالله وحده وكفرنا بالشرعية الدولية ...
-
لقاء مع طبيب تخصص أنف وأذن و....إرهاب !!
-
ختان البنات ...
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|