أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود السلمان - الفساد الاداري.. جذوره وطرق معالجته















المزيد.....

الفساد الاداري.. جذوره وطرق معالجته


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 2639 - 2009 / 5 / 7 - 03:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لاشك بأن للفساد الاداري مخاطر جمة وكثيرة على المجتمعات التي تعيش هذا الفساد، مما يؤثر سلباً على واقعهم الاجتماعي والاقتصادي والاخلاقي، الأمر الذي يخلق حالة من التذمر والشذوذ وعدم الأنسجام في تلك المجتمعات، وتكون بذلك مجتمعات اقرب الى الجهل منها الى التقدم والحضارة. وإن العالم اليوم بأجمعه يشهد ويعيش الفساد هذا، ولاسيما دول العالم الثالث، إذ أنها -وطبقاً للعديد من الدراسات والبحوث- اكثر الدول التي ينتشر فيها الفساد الاداري والمالي، والاسباب طبعاً كثيرة ومعلومة لدى المثقفين والواعين. وكان من أهم تلك الأسباب هي عدم وعي المسؤولين او الموظفين القائمين على الدوائر والمؤسسات، او لحالة الجشع التي تكتنف ذلك المسؤول او الموظف. وقد شاع عندنا في العراق منذ اليوم الاول لسقوط النظام، حالة الفساد الاداري والمالي معاً، وفي كثير من دوائر ومؤسسات الدولة، الامر الذي عكس سلباً وبكل ابعاده، واصبح العائق الاكبر أمام الحكومة من حيث القضاء عليه ومعالجته جذرياً، وبالتالي الشعور بالمسؤولية لدى الجميع من المخاطر التي تترتب على هذه الظاهرة. تعريف الفساد: وللفساد عدة تعاريف، منها لغوية واخرى اصطلاحية. الفساد: مصدر الفعل الثلاثي الماضي فسد، وتؤكد معاجم اللغة العربية ان الفساد هو: نقيض الاصلاح والمفسدة: خلاف المصلحة. وفسد اللحم او اللبن فساداً انتن وعطب. وفسد العقد بطل. وفسد الرجل: جاوز الصواب والحكمة. والفساد: التلف والعطب والاضطراب والخلل والجدب والقحط. والمفسدة: الضرر. يقال هذا الأمر مفسدة لكذا، فيه فساده وما يؤدي الى الفساد من له واجب ونحوهما. وقد عرفه الزمخشري المفسر واللغوي بأن قال هو: (خروج الشيء عن حال استقامته وكونه منتفعاً به، ونقيضه الصلاح وهو الحصول على الحالة المستقيمة النافعة، والفساد في الارض هيج الحروب والفتن، لأنه في ذلك فساد ما في الارض وانتفاء الاستقامة عن احوال الناس والزرع والمنافع الدينية والدنيوية. ) وقد عرفه الدكتور يوسف خليفة بأنه: سوء استغلال السلطة العامة من اجل الحصول على مكاسب خاصة(3). وهذا ما لمسناه اليوم على ارض الواقع، ورأينا من تأثيراته السلبية على مجتمعنا بشكل مقرف ومقزز، وهي ظاهرة لا تليق بالانسان السوي العاقل، الذي يجعل الاخلاق والعمل بصدق ونية واضحة معياراً لاعماله وتصرفاته وسلوكه الخاص من خلال التعامل مع الناس، لكسب ثقة الجميع والسمعة الحسنة. وفي هذا الصدد يقول الدكتور كامل صكر القيسي: ولا ريب أن الفساد يعني الحاق الضرر بالافراد والمجتمعات والدول، والفاسد ينتزع من نفسه قيم الاسلام واخلاقه السامية ليهبط بها الى معاني الرذيلة والأساءة الى الآخرين، فتختل الموازين وتستغل السلطات والمراكز الوظيفية لكسب الاموال بالباطل. وقد وجدت آفة الفساد في المجتمعات البشرية القديمة والحديثة والصناعية والنامية مع تفاوت في الدرجة والنوع ((4 . الفساد اصطلاحاً: اما اصطلاحاً، فان للفساد تعريفات غير التي ذكرها اهل اللغة، وهي كثيرة ومتعددة فعلى سبيل المثال لا الحصر ما ذكره الراغب الأصفهاني، حيث قال أن الفساد يعني خروج الشيء عن الاعتدال قليلاً كان الخروج عليه او كثيراً، ويستعمل في النفس والبدن والأشياء الخارجة عن الاستقامة (5) ما جاء في القرآن: وقد ورد ذكر الفساد في القرآن الكريم ما يربو على خمسين مرة، منها قوله: )ويفسدون في الارض) البقرة/27، ومنها قوله: (الا انهم هم المفسدون) البقرة/12، وقال: (ولا تعثوا في الارض مفسدين) البقرة/ 60، وقال (الله يعلم المفسد من المصلح) البقرة/220، وقال: (الله يعلم بالمفسدين) آل عمران/63، وقال: (ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها) الاعراف/56، وقال: (وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين) الاعراف /86، وقال: (ولا تتبع سبيل المفسدين) الاعراف/142، وقالة: (وربك اعلم بالمفسدين) يونس/40، وقال: (الذين يفسدون في الارض) الشعراء/152، وقال: (ان الله لا يحب المفسدين) القصص/77 . وقال: (ام نجعل الذين آمنوا وعمل الصالحات كالمفسدين) ص/28، وقال: (ان يأجوج ومأجوج مفسدون) الكهف/93 الى آخر ذلك من الآيات التي ذكرت معنى الفساد باشكاله وانواعه، وقد حاول القرآن ان يضع منهاجا خاصا او طريقا ناجحا لعلاج هذا الفساد وقطع دابره، حتى يستقيم الجميع، وتبقى المجتمعات متماسكة يشد بعضها بعضا، وتعيش الانسانية في عدالة ومساواة، ولا يوجد هنالك تفاوت. معالجة الفساد. وهناك جملة من الارشادات والنصائح التي يمكننا أن نعالج بها هذا المرض العضال والوباء الخطير، الذي يسمى فساداً. وبمعالجته والقضاء عليه سوف نكون مجتمعاً صالحاً، خالٍ من الاستغلال والهيمنة وبخس الناس أشيائهم وغمط حقوقهم واملاكهم، ويمكن ان تتم المعالجة من خلال اتباع الخطوات الاتية: اولاً: اشاعة روح المحبة والتآلف ونشر الثقافة والوعي بين المجتمع الواحد، من خلال عقد ندوات وحوارات نقاشية تتعلق بحقوق الانسان والمواطنة وحث الفرد على الشعور بالمبادئ والقيم الانسانية النبيلة، التي يمكن من خلالها التعامل مع الجميع بروح فذة واخلاق حسنة ومنطق سليم. وثانياً: اخراج المفسدين السيئين، واستبدالهم بأناس خيرين اصحاب مهن وكفاءات يعملون بواجب المهنية واحترام المنصب الذي يشغلون، او المؤسسة التي يديرونها. وهذا، اكيد يحتاج الى شعب ونصب وكدح، ومراقبة مستمرة من قبل الجهة العليا التي تشرف على هذه الدائرة وتلك المؤسسة، والمتمثلة بالدولة، لأن الدولة هذه يقع على عاتقها مسؤولية عظيمة في صلح واصلاح المجتمع، كونها هي السلطة العليا، وبيدها الحل والربط. الآثار السلبية للفساد: هناك آثار سلبية كثيرة، يمكن أن يخلفها الفساد، وتكون سلبياتها على المجتمع كالآفة التي تنخر اجساد الشعوب، من دون أن تقوى هذه الشعوب على مواجهة هذه الآفة والحد من سير عجلتها. وقد حصر (برنامج المجتمع المدني العراقي) الآثار السلبية للفساد باربع نقاط اولاً: يؤدي الى هز مصداقية وثقة الجمهور في منظمات المجتمع المختلفة، وشعور الناس بالسخط والاشياء وعدم الرضا بين اصحاب المصلحة والمجتمع. ثانياً: يؤدي الى اثراء القلة على حساب الكثرة، مما يساعد على تعميق الفجوة بين من يملكون ومن لا يملكون. ثالثاً: يقضي على اهم ما يجب ان يتصف به العمل في المجتمع وهو الاستقرار والتوقع، بحيث يحل الفساد محل القواعد العامة. ورابعاً: يؤدي الى ظهور حالة (الصفوة) التي لا اساس لها (6) . وهناك ايضا اسباب اخرى كثيرة، تشكل خطرا حقيقيا على مستقبل المجتمعات، بحيث اذا استمر هذا الفساد فسوف تنهار شعوب باكملها وتصل الى الحضيظ.
الحواشي:
(1)لسان العرب، ابن منظور، مادة فسد.
(2)الكشاف، ج1 ص33 طبع مصر غير مؤرخ.
(3)الفساد الاداري والمالي،ص258
(4)الفساد الاداري، ص11 .
(5)المفردات،ص397.
(6)برنامج المجتمع المدني العراقي، ص 12.





#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادة الطائفية
- فلسفة الحوار وحاجتنا اليها
- كيف واجه الإنسان الفقر
- من مبادئ الديمقراطية
- الاعلام والفضائيات
- الاشاعة
- العلامة حسين محفوظ شخصية أدبية علمية فكرية
- العلمانية بين خصومها وانصارها
- فلسفة الحوار
- الحرية والمساواة في فكرالكواكبي
- عيد الحكومة
- العولمة ومستقبل الانسان
- العراق في ظل ايديولوجيا الحزب الواحد


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود السلمان - الفساد الاداري.. جذوره وطرق معالجته