أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - ماهية الانتصار في الزمن الراهن














المزيد.....

ماهية الانتصار في الزمن الراهن


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 806 - 2004 / 4 / 16 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالتأكيد سيبقى في العراق من يحمل السلاح ويطلق الرصاص طالما كانت هناك قوات محتلة حتى أننا يمكن اعتبار ذلك بدهية، لكن من يقول بالانتصار العسكري المطلق يجانب الصواب، ففي العراق لن يكون الانتصار محض عسكرياً ، بل مدنياً بمعنى أنَّه مرتبطٌ برسوخ بنية العراق الجديد مهما تأخر ذلك، ومن الطبيعي أن يمضي الوقت الكافي لتثبيت و تعزيز هذه البنية واكتسابها المناعة الكافية.. وما تفعله القوى المضادة سيزيد من طول الفترة الزمنية تلك..!
إنَّ الانتصار الأمريكي في أي مكان لم يعد عسكرياً فحسب، وما يؤكد ذلك هو مواقف الأنظمة المحيطة ومسلكها المعبَّر عنه بالتدخل المباشر وغير المباشر بالشأن العراقي..من حيث أنها المتضرر الأول من نجاح قيامة العراق الجديد..وتندرج دعوة رئيس مصلحة تشخيص النظام آية الله رفسنجاني كوادر جيش المهدي لتلقين الأمريكان وحلفائهم الدروس البليغة في هذا السياق.. لا شك أنَّ آية الله التي تمشي على الأرض - ورفسنجاني فخور بكونه آية معممة تمشي- يدرك_ وهذا من واجبه وذلك لأنه المعني مباشرةً بتشخيص مصلحة نظامه_، أنَّ بمقدور الولايات المتحدة الأمريكية لوتشاء أن تمحو بلاده ايران عن الخريطة خلال دقائق، وقد أدرك ذلك مؤخراً الرفيق معمر القذافي فتصالح مع نفسه أولاً، ومع الغرب ثانياً على أمل أن يتصالح مع شعبه في القرن القادم..! إذن المسألة ليست عسكرية ونتائج عسكرية من حيث المبدأ، لقد أصبحت حروباً من أجل أهداف استراتيجية بعضها غير منظور هذا أولاً ومن أجل تحقيق والحفاظ على المصالح الراهنة من جهة ثانية، ومنذ مطلع الألفية الثالثة أخذت طابعاً إضافياً فرضته سمة العصر المعلوماتي بمعنى الحرب بين التقدم والتمدن المطردان وبين التخلف والثبات المقيمان في بعض أجزاء من العالم ..لقد بدأ الإنسان في الألفية الجديدة يطرح أسئلة جديدة، وهي مسألة طبيعية من واقع الظروف الموضوعية المستجدة كلياً فأي معنى مثلاً للكلام عن السيادة إذا كان الناس يأكلون، ويركبون، ويستخدمون منتجات الأخر..!؟ كيف يكون الوطن سيد نفسه بنفس مفاهيم القرن الماضي وهو يعتاش على المساعدات لأنَّ أبناءه ينهبونه وطنياً..!؟ وكيف يمكن أن يفهم إنسانٌ مبدعٌ وجد فرصةً لنبوغه في بلدان الآخرين فأصبح نجماً علمياً عالمياً،كيف له أن يفهم بعد ذلك معنى السيادة.. والوطنية وهو كان سبيقى في بلده مجرَّد مدرِّسٍ ثانوي، أو أستاذٍ جامعي في أحسن الأحوال..!؟ ثمَّ كيف يمكن فهم مسألة قدوم الأخر ليبحث ويدقق في زنازين الوطن، عن أبناء الوطن المعتقلين وطنياً وذلك بهدف الاطمئنان على أوضاعهم، والسعي لفك أسرهم الذي تمَّ على يد حراس الوطن كما تفعل منظمات حقوق الإنسان العالمية،كيف تفهم السيادة في مثل هذه الحالات المعتادة..!؟ أسئلة كثيرة من هذا القبيل تطرح ولا شك أنَّها تحتاج لمقارباتٍ جريئةٍ بعيدة عن الاجترار والدوران في المكان. . نعم لم تعد مفاهيم كثيرة تتماشى مع الرغبة في اللحاق بقطار الحضارة والتقدم هذا إذا وجدت الرغبة أصلاً.. وهاهو مفهوم فلسفة ماركس عن الانسان الأممي المشروط بالانتماء الطبقي يتجلى كحقيقة ملموسة لكن بعد تعديل الطابع الطبقي له بحيث يصبح غير مشروط أي كونياً بامتياز. .!
لا معنى لسيادة وطن أبناءه يتسولون نسمات الحرية، ويفتقدون مقومات المواطنة.. ويكتفون بالفرجة على الآخرين في تقدمهم المتسارع.. ولا معنى للسيادة إذا كان الآخرون في العالم يساومون الأنظمة على قضايا شعوبها بحيث أصبحت معانات البشر، وافتقادهم لكثيرٍ من شروط تحقق إنسانيتهم أوراق ضغط وابتزاز..!إنها لبداهة أنَّ نقول: إنَّ الأنظمة التي توصل شعوبها إلى حالة لا تختلف كثيراً عن حالة العبيد أيام زمان لا يحق، بل لا يجوز لها أن تتذرع صبح مساء بالسيادة، والمصالح العليا، والقداسة وغير ذلك.. ثمًَّ تقوم بمحاكمة الناس على هذه الأرضية..! وإنه لمن العجب مقابل ذلك، أن يستمر بعض المعارضين للأنظمة في الحديث عن الوطن، والسيادة انطلاقاً من نفس المفاهيم وهاتيك المصطلحات المخزَّنة لدى متاحف الأنظمة بمنظريها، وكتابها، وبدونهم..!إنهم يجِّيرون بفعلتهم هذه مشاكل السلطات التي لا يغمض لها جفن ( يا حرام ) وذلك من أجل السهر على صون عرض السيادة و شرف سياج الوطن المرقَّع..! هذا الوطن الجغرافي المجرّد من آدميته و المقدس على طريقة تقديس النص في الفقه الإسلام.. ومن باب بعض الوفاء، لا بدَّ أن نشير إلى كرم الأنظمة الوطنية الحاتمي مع معارضيها الوطنيين، حيث تأخذهم بين الفينة والأخرى إلى بعض المصايف والمنتجعات، كي يراجعوا دروسهم الوطنية وخاصة درس الاستهداف لأنهم يحفظونه بالمقلوب، أي حين تكون السلطة الحاكمة مستهدفة من دولة كبرى لهذا السبب أو ذاك..يصرخون: يا جماعة.. يا جماعة الخير، الوطن مستهدف..وهكذا تصبح السلطة الوطنية التي شرشحوها سابقاً بسبب ما تفعله بالناس، ووطن الناس، تصبح بلمح البصر رأس حربة وطنية في مواجهة الإمبريالية العالمية..! وشو علاقة الداخل بالخارج والسياسة الخارجية بالسياسة الداخلية كله يصبح كلام فاضي..! ولكن هذا الكلام لا ينطلي كما يعرف الجميع على سلطة أحبت الوطن إلى درجة أنها أكلته ورِّيحت الكثيرين من همه.. وهي لذلك تعتبر صرخاتهم الوطنية تصغيراً لها، و( تقليلاً) من شأنها ..وتدخلاً في شأن من شؤونها..! إذن لا بدَّ من الفلقة..!
15/4/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتاجرة لبنانية والتاجر ميخائيل عوض
- غباء القوة
- المراهنة الخاسرة
- التغيير بين مؤثرات الداخل والخارج
- ميليشيا الصدر ووحوش الفلوجة وجهان لعملة واحدة
- حكايات سياسية من هذا الزمن بمناسبة الإفراج عن:محمد غانم _ 1 ...
- هلوسة سياسية
- درس سلطوي جديد لبعض المعارضين
- وحوش الفلوجة
- سوريو الخارج وشهادات العمالة المجانية
- من يصلح من و عودة صاحب الكلكة
- أسلحة الدمار الشامل
- السجن والوطن وما بينهما إلى: محمد غانم
- نعسانيات الأغا على الجزيرة
- عن الخطوط الحمراء
- الحرية أولاً وثانياً وأخيراً
- في الوقت العصيب صاحب ( الكلكة ) يحاسب أصحاب الجبهة والقومجيي ...
- في الوقت العصيب صاحب ( الكلكة ) يحاسب أصحاب الجبهة
- صيف سوري ساخن وكوميديا العمالة
- ليلٌ ودماء في المملكة


المزيد.....




- جامعة هارفارد تقف في وجه ترامب، فإلى متى ستصمد؟
- وزير الصحة الأمريكي يحذر من ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بال ...
- لقاء مصري سعودي لتفادي أزمة حجاج جديدة
- إيران تحذر من انهيار المسار الدبلوماسي بسبب -تناقضات أميركية ...
- الكونغو الديمقراطية: مصرع 50 شخصًا على الأقل في حريق قارب شم ...
- برفقة ابنته.. كيم جونغ أون يدشّن مجموعة جديدة من المباني الس ...
- بوتين يهنئ تروفانوف بإطلاق سراحه من قطاع غزة ويقول: علينا إب ...
- بيسكوف: بوتين وويتكوف لم يناقشا الملف الإيراني في اجتماع بطر ...
- وسائل إعلام: إيقاف ثالث مسؤول في البنتاغون عن العمل على خلفي ...
- مفتي مصر السابق يثير تفاعلا بحديثه عن هجوم 7 أكتوبر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - ماهية الانتصار في الزمن الراهن