أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عساسي عبدالحميد - -عليزا- من حبرون، عن البشير مرقس .














المزيد.....


-عليزا- من حبرون، عن البشير مرقس .


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 2635 - 2009 / 5 / 3 - 01:40
المحور: الادب والفن
    


حدث ذلك منذ سنين عديدة أيام كنت طفلة في ميعة الصبا، كنت بصحبة والدي نجمع بعضا من سنابل الحقل التي فضلت عن الحصادين ونحضرها لنعاجنا التي وضعت حملانا جميلة في صيف ذلك العام، وكانت أمي تحضر لها أيضا حبوب شعير السنة الماضية لكي تذر حليبا كافيا لصغارها، في تلك الصبيحة مر علينا عابر سبيل رأيته يتجه نحو أبي ويقول له، سلام عليك يا يعقوب، هلا سقيتموني ماء من عندكم ؟؟ فهرع أبي نحو أمي وأخبرها بأن الرجل الواقف أمام باب بيتنا هو من أصحاب يسوع، نعم يسوع الناصري الذي تآمر عليه شيوخ السنهدريم وروما وصلبوه بأورشليم بين لصين وأن اسمه "مرقس"، يقولون أن يسوع منحه سلطة على الأرواح الشريرة وقدرة على شفاء الأسقام والعلل، كما أمره مع تلامذة آخرين بالكرازة بين جميع الأمم ..

أحضرت أمي طستا من ماء بئرنا الخلفي كما أحضرت له أيضا رغيفا وجبنا وزيتونا ثم جلس الغريب على صخرة صغيرة قدام أبي وبدأ يحدثنا عن خلاص إسرائيل وعن الكلمة الحية التي تغير القلوب وتصنع منا خليقة جديدة مولودة من السماء، وحدثنا أيضا عن الإيمان الحق الذي يبارك حصادنا وقطافنا و يملئ خوابينا عسلا جيدا و زيتا رفيعا، وعن كنوز السماء التي لا تبلى ولا تصدأ، صمت عابر السبيل برهة ثم قال لأبي: فليحل سلام الرب على هذا البيت وليبارك لك في خرافك، قال هذا وألقى بنظرات عميقة نحو الغرب وقال: ها أنا ذا قد مررت اليوم بحبرون لأنال بركة أبينا ابراهيم والتقيت بكم وسقيتموني ماء وأعطيتموني زادا، وغدا سأعبر بئر شيفا وسيناء في اتجاه الإسكندرية لأحمل كلمة الله لشعب مصر لينال البركة، لأنه مكتوب مبارك شعبي مصر، وسأحمل معي ذكرى هذا البيت وذكرى كل إسرائيل على ضفاف النيل...
هكذا تكلم مرقس وكانت في كلماته حرارة أخاذة، وبعد مرور هذه السنين ينتابني شعور غريب بأن هذا الزائر ما برح أمام باب بيتنا وقدام حظيرتنا و لم يغادرنا قط، فرنة صوته ما زالت تتردد على مسامعي كما البارحة كلما وضعت نعاجنا حملانها الوديعة وكلما حملت لها سنابل وعشب الحقول المجاورة مع أطفالي الصغار ...

يقولون أن كنيسة يسوع تزداد وتكبر منذ أن وطئت قدما مرقس أرض مصر، و سمعنا كذلك أن روما بدأت تهابه وتترصد أتباعه ، لكن الحق الحق أقول أن روما نفسها ستتعمد بدموعها وبدمائه وسترفع فوق تلالها صليبا لذكرى الناصري العجيب ...فخرافه ليس من إسرائيل فقط بل من كل الأمم .



#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معا من أجل مندائية العراق ...
- محمد عمارة ونصارى مصر ....
- إسرائيل و العد العكسي لضرب إيران ..
- تازمامارت الحسن الثاني ودموع أحمد منصور....
- شعانين الحب...
- عما قريب ستشهدون زوال إسرائيل من الوجود .
- المغرب بين سندان التشيع ومطرقة التنصير ...
- إرهابيو السعودية والمناصحة الوهابية ....
- الرئيس الأمريكي أبو عمامة- أوباما- يتخوف من ضربات قادمة للقا ...
- الرأي العام الإسرائيلي والعقل الباطن الوهابي...
- زوال إسرائيل من الوجود ونهاية ملك آل سعود.
- أندراوس، عن يسوع والصلاة الربانية.
- لماذا أسلم خالد بن الوليد؟؟
- ظهور شيخ يدعى القرضاوي علامة من علامات قرب ظهور المهدي -عج- ...
- -بالروح بالدم نفديك يا البشير- ...
- بطرس، على ضفاف طبرية....
- البشير يتحدى المجتمع الدولي ويصر على حضور مؤتمر الدوحة المقب ...
- يهود اليمن والدية.
- تصريح -أوباما- بسحب قواته من العراق، هل هي بداية تطبيع مع طه ...
- ليلة القبض على البشير....


المزيد.....




- عام على رحيل صانع الحلم العربي محمد الشارخ
- للشعبة الأدبي والعلمي “جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 ال ...
- من هو ضحية رامز في 13 رمضان؟ .. لاعب كرة قدم أو فنان مشهور “ ...
- فنانون يبحثون عن الهوية بين أرشيف التاريخ وصدى الذاكرة
- أمير كوستوريتسا: الأداء الأفضل في فيلم -أنورا- كان للممثل ال ...
- جماعة تحت السور التونسية.. أدباء ساخرون من المجتمع والاستعما ...
- وفاة المؤلفة الموسيقية الروسية البارزة صوفيا غوبايدولينا
- فنان سنغالي يشرح سبب رسمه رأس ماكرون مقطوعة على الجدران
- Moscow Fashion Week يجمع بين صناعات الموضة في المناطق الناشئ ...
- السلطات النرويجية تهدد لاعبة كرة يد روسية بانتزاع أطفالها بس ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عساسي عبدالحميد - -عليزا- من حبرون، عن البشير مرقس .