ازمة ثقافية مربدية

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2634 - 2009 / 5 / 2 - 09:54
المحور: الادب والفن

بات العراق مصنع الازمات ، ما ان يخرج من ازمة حتى يدخل في اخرى ، ازمات سياسية يفتعلها السياسيون عبر التصريحات الاعلامية والملاسنات الكلامية التي تتلقفها الفضائيات بكل سرعة وبأثارة مفتعلة لتنعكس اثارها على المشهد الامني ، ترافقها ازمات اقتصادية خانقة تفتك بالمواطن العراقي ، وازمات خدمية بسبب سودء اداء بعض الوزارات ، فلاماء في بلد النهرين ، ولاكهرباء ، ولاسكن الا في بيوت الصفيح التي باتت احدى مظاهر النهضة العمرانية في عراق الخير ، والى مالانهاية من الازمات المتوالية ...
واليوم يدخل العراق في ازمة جديدة لم تكن بالحسبان ، ازمة ثقافية اشعلتها اطراف في وزارة الثقافة ، هذه الوزارة التي طالتها المحاصصة وفقدت هيبتها وتسميتها ، بل صنف احد وزرائها السابقين في خانة الارهاب ويلاحقه القضاء العراقي ولكم ان تتخيلوا حال هذه الوزارة ...!!
الازمة الجديدة تفجرت عندما اعلن الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة جابر الجابري بان الاسماء المدعوة لمهرجان المربد السادس هم من البعثيين وان طرح اسماءهم كان مقصودا ، فيما ردت مصادر في الوزارة واتحاد الادباء بأن تصريحات الجابري بعيدة كل البعد عن الحقيقة وانها مجرد اثارة فتنة ودعوة للقتل ..!!
كان الاحرى بأطراف الوزارة ان تناقش هذا الامر في اجتماع بوزارة الثقافة وبالتالي التوصل الى حل هادئ بعيدا عن الضجيج الاعلامي الذي تستغله وسائل الاعلام لخلق ازمة ثقافية كبيرة ، فالبعض من مسؤولي الوزارة عد هذه التصريحات محاولة لافشال مهرجان المربد و دعوة للقتل لان الكل يعرف مدى الاستياء الشعبي من دعوة الحكومة للمصالحة مع البعثيين والتي عدوها مكافأة للقتلة ...!!
ولو كان هناك اسماء بعثية فمن المسؤول عن دسها في قوائم المدعوين ، او ربما كان الغرض من دس هذه الاسماء البدء بمصالحة ثقافية لتبدأ بعدها السياسية ، التي اعلنتها الحكومة ثم عادت لتنكرها بعدما شعرت برد الفعل الشعبي ضد هذه الخطوة ...
كنا نتمنى ان يكون خطابنا الثقافي هادئا ومتحضرا ، لا ان نرقى الى مستوى بعض المسؤولين الذين يشعلون الازمات ويؤولون الاشياء من اجل مصالح ذاتية وحزبية ....
لننهض بالثقافة العراقية الى مستوى من الرقي وان نصبح المثل الاعلى في الحكمة والفطنة والتصالح مع الذات وتخطي الازمات ولننزع العباءة السياسية ونبتعد عن الخطابات المتشنجة ، ولتبقى وزارة الثقافة وزارة مستقلة بعيدة عن التحزبات والتكتلات ...

#جمال_المظفر (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات