أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي النجار - انتبهوا: السيد مانديلا يطرق الابواب














المزيد.....

انتبهوا: السيد مانديلا يطرق الابواب


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2634 - 2009 / 5 / 2 - 03:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كل بلدان الاستبداد والتمايز بين البشر ، يدخل الزعماء المستبدون التاريخ عنوة وقسراً، سواء من أبوابه أم من شبابيكه، يدخلون بلا أغطية شرعية لا من الله ولا من البشر، يدخلون عن طريق «صلة الرحم» لأنهم أولاد مستبدون، او عن طريق التزويرات والمؤامرات والدسائس وغالباً ما يكون هذا الطريق مُعبداً بالدمار والدم، والمهم حين يدخلون التاريخ يستأنسون بمسك زمام السلطة، يسترخون على كرسيها مدى الحياة، وإذا اقتضى امر هذا الاسترخاء ان تُغير السنن والدساتير والأعراف فلا بأس، وإذا اقتضى ان تسفك الدماء وان يُعاث بالارض فساداً فلا بأس، وإذا اقتضى ان تكمم الافواه وتملأ السجون ويُطرد الرافضون خارج اوطانهم فلا بأس...من النادر ان نعثر على زعماء شجعان يدخلون التاريخ الإنساني من ابوابه المشرقة والمضيئة. هاهو السيد مانديلا (روليهلالا نيلسون مانديلا مواليد 1918 ) يطرق ابواب التاريخ ليدخله شامخاً بأمتياز كرجل اسود حياته ناصعة البياض،

يدخل التاريخ ومعه كل الارواق الشرعية التي تؤهله بالدخول، واول هذه الاوراق نضاله المرير الطويل من اجل ان تتحرر بلاده جنوب افريقيا من الحكم الذي يقوم على التمييز العنصري الشامل، الحكم الذي حجب الحرية عن السود، فلا حق لهم بالانتخابات ولاحق لهم بالمشاركة في الحياة السياسية او إدارة شؤون البلاد. بل والاكثر من ذلك كان يحق لحكومة الاقلية البيضاء ان تجردهم من ممتلكاتهم او تنقلهم من مقاطعة الى اخرى، شعر مانديلا بقسوة التمييز وحرمانه من الحرية ولكن مع ذلك عرف ان تحرير نفسه مرهون بتحرير الآخرين، مرهون بإلغاء كل العسف الواقع على الجميع، لذا بدأ رحلة التحرير القاسية واستمرت هذه الرحلة حتى وهو في داخل السجن مدة سبع وعشرين سنة! كم من القوة والصلابة قد يبلغها انسان ليصمد كل هذه الفترة؟ كم من العزيمة والإصرار يحتاج الإنسان لكي يبقى وراء هدفه حتى تحقيقه؟ قد يبدو الامر مستحيلاً ولكن مانديلا لم يجد لتلك الكلمة اي أثر في معجم حياته رغم انه تألم كثيراً وتعثر كثيرًا ولكنه كان يرى وكما يقول: « ان العظمة في الحياة ليست في التعثر ولكن القيام بعد كل مرة نتعثر فيها».وخلال سجنه اصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمزاً لرفض سياسة التمييز العنصري. واخيراً نالت جنوب افريقيا حريتها وانتصرت على الفصل العنصري المقيت ليصبح مانديلا اول رئيس اسود لها (1997 -1999 ) بعد ان شغل منصب رئاسة المجلس الإفريقي الأعلى (1991 -1994) وخلال فترة حكمه شهدت البلاد إنتقالاً جوهرياً من حكم الأقلية الى حكم الأغلبية، إضافة لهذه الأوراق المشرفة التي يعتز بها مانديلا وهو يطرق ابواب التاريخ ليدخل دائرته بجدارة نلاحظ انها، اي اوراق نضالاته ممهورة بجائزة نوبل للسلام التي حصل عليها هو وشريكه الابيض الرئيس السابق فريدريك دكلارك في عام 1993 ولكن الاروع من ذلك كله ان يقرر رجل النضال ورجل السلام هذا ذو 85 عاماً الإعلان عن تقاعده وترك الحياة السياسية للأقدر والانشط منه وفضل ان يقضي ما تبقى من عمره بين عائلته وان يساهم في نشاطات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق الإنسان في كل ارجاء العالم، طرقات الابواب النبيلة التي يدقها السيد مانديلا لكي يدخل فسحات التاريخ بجدارة قد يسمعها الآخرون، خاصة اهل الاستبداد، فيتعلموا الحكمة بالحكم، لان للتاريخ صولات وقحة يغربل فيها بصرامة من دخل فضاءاته دون مؤهلات او تأهيل فيعزلهم دون شفقة ويرميهم الى القمامات.



#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيطان في المعنى الاسلامي
- خيانة العقل في الإعجاز العلمي: كروية الأرض نموذجاً
- كيف يقرأ المسلمون احوالهم
- الثواب والعقاب في الخطاب الاسلامي
- محنة النساء في الذهنية التقليدية
- انصر اخاك ظالماً او مظلوماً: البشير نموذجاً
- مفهوم العلم بين الاسلام والحداثة
- عصا البشير وضربات الجزاء
- في الاعجاز العلمي...من يضحك على من؟!
- قراءة جديدة في الامام علي
- التقديس في الذهنية الاسلامية
- الاسلام المتشدد وأوهام التفوق
- قراءة جديدة في الرسول الكريم
- علماء الجهالة وحديث الاإبل
- علماء الجهالة وحديث الذبابة
- مهزلة العقل في الاعجاز العلمي للقرآن
- هل يمكن التصالح مع اليهودي ؟!
- المسلمون وسؤال التنوير
- المسلمون وسؤال التخلف
- الاعجاز العلمي ورمٌ في عقل المسلمين


المزيد.....




- ماذا وجد مصور داخل قرية مهجورة في السعودية؟
- أردوغان يستذكر سلطانين عثمانيين -بالدفاع عن فلسطين- ويوجه دع ...
- الأمن الباكستاني يعتقل اثنين من كبار قادة -طالبان باكستان-
- كينيا: لماذا اقتحم الشباب برلمان البلاد؟
- ملاعب أوروبية.. شغب وعنف وقتيل ضمن الضحايا
- صربيا – كرواتيا – ألبانيا.. يورو 2024 مسرحا للنعرات القومية! ...
- حلف الناتو يعلن تعيين الهولندي مارك روته أميناً عاماً جديداً ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على رفح و-كتائب الأقصى- تستهدف تجم ...
- الجزائر تجهز مستشفيات ميدانية لغزة
- الاعتراف بفلسطين.. جدل في انتخابات فرنسا


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي النجار - انتبهوا: السيد مانديلا يطرق الابواب