|
جمال مبارك رئيسا لجمهورية مصر ... بيدي لا بيد عمرو
أسعد أسعد
الحوار المتمدن-العدد: 2634 - 2009 / 5 / 2 - 03:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا شك إن العد التنازلي لفراغ كرسي الحكم في مصر قد بدأ منذ زمن ... و واضح جدا إن السيد حسني مبارك قد آثر الإبتعاد عن القاهرة و مشاكلها التي تمثل آلام و معاناة معظم الشعب المصري المطحون و إتخذ لنفسه الإستراحة الأخيرة في شرم الشيخ بين الأجانب و السياح و المصطافين و المُشَتّيين و الطبقة الراقية جدا بعيدا عن صعاليك الشعب المصري قبل وصول حكمه علي مصر إلي محطة نهايته ... و هو بهذا يشبه طيبيريوس قيصر في القرن الأول الذي ترك روما بضوضائها و هوائها الملوث و زحامها و غوغائيتها ...فتركها و ذهب إلي منتجع كابري في الهدوء و السكينة يدير شؤونه الشخصية و يوطد حكمه المتهاوي تاركا روما تتلاقفها القوي المتصارعة علي فريسة الحكم حين تهوي أخيرا من بين يديه التي تتراخي بفعل الزمن و أصبح الكل يتوقع أن تسقط الثمرة في أي لحظة تقررها الأقدار و العارف ببواطن الأمور في تركيبة الشعب المصري و طريقة تفكيره يعلم إن المصري اليوم يحيا تحت شعار "إصبر علي جار السو ليرحل لتجيله داهيه تاخده" و لعل أول من يعلم هذا هو السيد حسني مبارك نفسه و ربما هذا هو السبب الذي يجعله يهمل ترتيب بيته حتي إذا ما رحل عنا فسيترك الشعب ليعاني من الآثار المدمرة التي سوف يسببها خلو كرسي الرئآسة فجأة أو ربما بمقدمات قصيرة و سريعة ليعرف الشعب من بعده قيمة حسني مبارك و يتحسر و يقول ولا يوم من أيامك يا حسني أما النسور المتأهبة للإنقضاض علي جثة حكم مصر المتهالكة فهي ثلاثة تراقب الموقف بتحفذ و حذر أولها و أقواها هو الجيش المصري الذي يري في نفسه إمتدادا طبيعيا لإنقلاب يوليو العسكري أو هو علي الأقل يؤهب نفسه ليظل مركز القوة المتمتع برفاهية السلطة دون عنائها مستعدا أن يدافع بكل حزم عن نواديه الفاخرة و منتجعاته الأسطورية و تمويلاته الأمريكية.... و ثاني النسور هم الجماعة المحظورة إسما و القابعة علي عقل الشارع المصري فعلا باللحي و الجلباب و الحجاب و النقاب و القبقاب ... و هذه مدججة بسلاح البترودولار و تطمع في زحزحة أخطبوط الحزب الوطني الحاكم و تحلم بإعادة فتح مصر لتحظي بالسبايا و الغنائم و دخول الأقباط في دين الله أفواجا...أما ثالث النسور فهو السيد جمال مبارك الذي ينتظر مترددا متخوفا و متحسبا للبدائل إذا ما فشل إنقضاضه علي فريسة عرش مصر... و هو يعرف إن مهمته الأولي و سبب دفعه إلي هذه المخاطرة هو الطرمخة علي مصادر الثروة الشخصيىة لعائلة مبارك و بقية أعضاء العصابة الوطنية ...و البديل الوحيد أمامه هو إستعمال جواز سفره الإنجليزي ليستكمل مسيرة حياته في هدوء ريف بريطانيا العظمي حيث جدته و بقية عائلة والدته من نسايب و حبايب آل مبارك... و الشعب المصري الغلبان يتنازع عواطفه في هذا المشهد المأساوي لتاريخ هذا البلد الغني الفقير ... العظيم المدهوس... المهم المهمل... يتنازعه مجموعة من الصقور و الحدادي و الغربان تحوم و تنعق و هي تستشعر جنازة مصر الرهيبة القادمة لا محالة.... فالأحزاب المحلية و التي تتوالد في عنقودية بكتيرية تنخر في جسد الوطن فتكثّر داءه بدلا من أن تكون بلسما لشفائه ... و كلها تنعق ...الفساد ...و القهر ...و ضياع الإقتصاد ...كالنادبات القدامي في جنازة فرعونية... الصويت و العويل ... لا حلول و لا تشخيص دقيق للمشاكل و لا حتي نصائح عن قوارب الإنقاذ و أطواق النجاة حين تأتي علينا ساعة غرق السفينة و هي آتية أكيدة ... الكل ينعي نصيبه الضائع من كعكة جسد بهية الميتة و جماعات المثقفين و الإعلاميين يدورون في أفلاك أبراجهم العاجية يعرضون بضاعة أفكارهم التي لا يستطيع الشعب المصري أن يشتريها ... فمهما كانت برّاقة و ينبعث منها رائحة الحرية و التقدم الحضاري و الرفاهية الإقتصادية فالمعروض منها في سوق الثقافة و الإعلام ليس له دليل الإستعمال الذي يشرح كيف يمكن الحصول علي هذه الحلول و كيف يمكن تطبيقها عمليا و من الذي يقوم بتشغيل هذا المُنتَج البرّاق اللامع ... مع العلم إن أصحاب هذا المُنتَج من المفكرين المثقفين ليس بينهم واحد مستعد أن يقود هذه التجربة ليقود الشعب المصري أو حتي جزء منه في عرض عملي عن كيفية التشغيل ... و أقصد بهذا كله النظام المتطور الحديث في إدارة الدولة و إسلوب تشغيلها إن بارقة الأمل الوحيدة هي أن يختار الشعب بنفسه أحد الخيارات المتاحة قبل أن تُفرض عليه... الجيش أم الإخوان أم جمال... و الصراع الحقيقي هو بين الإخوان و جمال...فالجيش سيتحرك في أي لحظة تسير فيها الأمور إلي غير مصالحه و سيظل الجيش هو السلطة البعيدة عن السلطة إلي أن يأذن الله بأمر ما فيتغير الشعب المصري من تابع إلي قائد و من خامل إلي ديناميكي حي متحرك و متفاعل و يبقي أمام الشعب المصري خياران لا ثالث لهما ... جمال أم الإخوان... أما الإخوان فالوصول إلي السلطة عندهم لن يأتي إلا بثورة يحاول بها قياداتهم تطبيق النمط الإيراني , إلا أن الواقع الذي يعرفونه جيدا تقابله عقبتان لا أحد يستطيع التكهن بما يمكن أن يحدث أذا ما واجهها الإخوان... فالسيطرة علي الموقف المتفجر الغوغائي لصالح الإخوان يتطلب أولا أن يكون القطاع الأكبر من الشرطة و الأمن موالين للإخوان و ذلك بأن يقدم الإخوان وعود براقة بمكافآت بترودولارية سخية لمعظم قوات الأمن و هذا من الصعب تحقيقه و لكن ليس مستحيلا , بقي أن يتم إحتواء الأزمة سريعا و إلا فشل الحلم بالتدخل السافر للجيش... ثم من جهة العائق الثاني فيجب أن يقدم الإخوان للجماهير شخصية كاريزمية مثل الخوميني و هم للأسف ليس لديهم حاليا إلا مهدي عاكف و طظ في مصر و اللي في مصر و إللي جابوا مصر , ثم إن مهدي عاكف مستعد أن يبيع التكية لأي مسلم ماليزي و لا الحوجه للمصريين و ليس يبقي أمامنا إلا جمال مبارك... و إذا ترك الشعب المصري الساحة ... و خليها ماشيه و قول ياباسط ... فعلي جمال أن يعقد حلفا مع الجيش أولا.... ثم يضمن تزوير الإنتخابات لصالحه حتي لا تُشتت أحزاب المعارضة الأصوات أو تتحالف لصالح أيمن نور مثلا و تقع الطوبه في المعطوبة و يخسر جمال و لو إن هذا سيناريو بعيد التنفيذ ... لأن المعارضه بصراحة و بصراحه الصراحة تعمل لصالح الحزب الوطني ....و إذا كان الموضوع نخوة و وطنية و كلام كبير ....طب ما إحنا بنتورث غصب عننا بقالنا الفين و خمسميت سنه .... خلاص ... حبكت ... جت علي جمال.... الموضوع مش إننا ندي جمال فرصة.... الموضوع إن الشعب المصري يأخد من هذا الموقف فرصة.... فرصة للديموقراطية ... ماذا يحدث لو وقف الشعب فعلا بأغلبيتة لإنتخاب جمال .... لا تزوير ولا يحزنون .... المهم أن يكون هناك برنامج و مطالب محددة يعدّها الشعب المصري و ليس جمال مبارك .... برنامج إصلاح بخطة زمنية ... و أهمها تفعيل الإدارة المحلية و إستقلال المحافظات ماليا و إداريا ... و يكون هذا البرنامج شرط لوقوف الشعب ورا جمال أي قبول جمال للبرنامج الذي يعدّه الشعب كما أعدّه الشعب المثقفون و الناشطون و أصحاب الفكر و الرأي ينبغي أن يبدأوا بإعداد برنامج إصلاح أحوال مصر و يتقدموا بهذا البرنامج إلي جمال مبارك و أنا أدعو الشباب و الناشطين خاصة علي شبكة الإنترنت و مستخدمي ال "فيسبوك" أن يكوّنوا جمعية شعارها "إنتخاب جمال مبارك بيدي لا بيد عمرو" و أن تتكاتف الهيئات الناشطة لإنتخاب جمال مبارك .... لأن البديل و المجهول أشد و أفظع مما نتصور.... و بلاش حكاية لا للتوريث .... لأن لو عمرو فرض علينا جمال ستضيع علينا فرصة مفاوضة و مناقشة برنامج إيجابي من الشعب و إلي الشعب و بالشعب...لكن لو إحنا إللي جبنا جمال سيكون لنا فرصة الحوار و النقاش و المطالبة و قد يجد جمال فينا الفرصة ليكون رئيس وطني منتخب يصنع لنفسه إسم في التاريخ الوطني بحق و حقيق بعيدا عن النزيف الوطني الذي ضيع مصر لحساب شلة المنتفعين... و الموضوع ليس بهذه السهوله و غير مضمون أيضا... هل سيكون ولاء جمال للكرسي و للعائلة أم للشعب و للناس الكادحين...لكن المهم أن يحاول الشعب تغيير الأمور و يتحرك ليختار رئيسه بإرادته و ليس بالتزوير و البوليس ... و ليس بالدبابه.... فهل ستقبل مصر أن تغير الأوضاع بيدها أم ستنام في العسل و تقول يا باسط و كل شئ بأمر الله و تترك مستقبلها ليد عمرو.
#أسعد_أسعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يسوع المسيح الناصري و المسيح عيسي إبن مريم ...ضدان مفترقان ب
...
-
صراع أربعة عشر قرنا من الزمان ...و سيدوم إلي الأبد
-
حماس ...السلطة الشرعية في غزة...المخطط الإسرائيلي...و الأخطا
...
-
قرار الحرب في غزة ...بيد من؟
-
في غزة الجريحة...الدم الفلسطيني في خدمة الإقتصاد الإسرائيلي
-
غزه ...و راحت
-
صواريخ حماس الطائشة...و العاب إسرائيل النارية...و مصر لا أسم
...
-
الحوار المتمدن...صوت صارخ في البرية
-
صراع الأديان بين الكتاب المقدس و القرآن
-
حوار الأديان ... متي يكون صحيحا و متي يكون مجرد هذيان؟
-
عندما يعتنق باراك حسين أوباما الإسلام ...إستجابة لدعوة بن لا
...
-
إمتهان الكرامة المصرية علي الأرض العربية...و أقباط المهجر بي
...
-
الإسلام هل هو دين و دولة أم دولة تحت ستار الدين؟
-
مصر .... صورة متناقضة بين الخيال و بين الواقع
-
سيادة العقيد محمد خلف الرشدان يهاجم الكتاب المقدس و يفتح الن
...
-
الشرطة في خدمة الشعب
-
رسالة إلي أخي المسلم الذي سألني... هل تعتقد أن المسيح هو الل
...
-
الإنجيل بحسب الاستاذ محمد الشهابي... سمك لبن تمرهندي
-
رد علي الأستاذ محمد الشهابي : قضية صَلب المسيح... الفِكر الع
...
-
قضية صلب المسيح – الحرف الغائب الذي يقودنا إلي التفسير الصائ
...
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|