الحكومة والدولة .. الخلط بين المفهومين

داودسلمان الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 2635 - 2009 / 5 / 3 - 08:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يخلط كثير من الناس، بما فيهم المثقفين، بين مفهومين(الدولة والحكومة) ، حيث يذم البعض وتارة يمدح الحكومة، ويقول ان الحكومة أي حكومة قد اخفقت في العمل الفلاني واخطأت في المجال العلاني، او يقول مثلا ان الدولة ظالمة لاتتسم بالعدالة والمساواة ولاتعي شيئاً من الديمقراطية وتعترف بحقوق الانسان ٍ، إلى غير ذلك من الكلام الذي نسمع منه الكثير من خلال وسائل الإعلام المختلفة ، ولاسيما من شاشات الفضائيات.
وهذا الخلط يأتي بسبب ضعف الثقافة لدى هؤلاء س، وعدم احاطتهم التامة بهذين المفهومين الدولة والحكومة.
فالدولة تتألف من ارض وخارطة ومواطنين او افراد تجمعهم قواسم مشتركة، ويشكلون لحمة ومكون هذه ال دولة، وهي بذلك تكون حية وفاعلة ولايمكن ازالتها بعكس الحكومة. ويعرف الدولة احد الباحثين بأنها مجموعة من الافراد، يحتلون منطقة معينة بصورة دائمة ، ومستقلة شرعيا عن اية سيطرة خارجية ، ولهم حكومة منظمة تأخذ على عاتقها تشريع القانون وتطبيقه على جميع الافراد والمجموعات الداخلية ضمن حدودها القانونية.
اما الحكومة فهي السلطة التي تدير شؤون الدولة وتتكون من رئيس الدولة ورئيس الوزراء الذين يمثلون وزارتهم، فمثلاً الذي له نصيب في علم الاقتصاد يجب ان يصير وزيراً للمالية او للتخطيط، والذي يهتم في الجانب الثقافي يمكن يصير وزيراً للثقافة اوالاعلام، وهكذا دواليلك.
وعليه، فلا يمكن قيام حكومة بلا دولة والعكس غير صحيح، او قد تكون فيها حكومة لكنها ودكتاتورية قمعية تسلطية ، او تكون ديمقراطية وفيها برلمان هو الذي يشرع القوانين والاحكام ، وهذا البرلمان منتخب من قبل الشعب ولكن لابد للدولة من حكومة تدير البلاد وتهتم بشؤون المواطن وتدير المؤسسات الحكومية والمدينة، ساء كانت حكومة عالة تحقق المساواة او ظالمة تغتصب حق المواطن، وكما قال الشاعر:
لايصلح الناس فوضى لاسراة لهم
ولاسراة اذا جهالهم سادوا
ويمكن لأي احد انتقاد الحكومة ، اذا رأي هناك نقص في أدائها او ان فهيا فسادا ادارياً ومالياًن فيشجب ذلك ويدينه من خلال رصده لهذه الحالات التي هي ليست من مميزات وصفات الحكومة الناجحة، التي تراعي المواطن وتجعل حقوقه نصب عينيها. لكن ليس من العقل ولا المنطق انتقاد الدولة، لان اهم مكونات الدولة هو الأرض والسكان ، فكيف ننقد الأرض والسكان. ثم ان الحكومات تنتهي وتزول وتعاقبها الحكومات اخرى، لكن الدولة باقية لاتزول بقاء الدهر.

#داودسلمان_الكعبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات