أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - الناشرون العرب يستبيحون الملكية الفكرية !














المزيد.....

الناشرون العرب يستبيحون الملكية الفكرية !


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 2632 - 2009 / 4 / 30 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تنشر مقالتي هذه ، أكون قد قلت كلمتي في اجتماع المنظمة العالمية للملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة التي ستحتفل بيوم عالمي للملكية الفكرية بتورنتو هذا العام ، وسيصادف الأحد 26 ابريل 2009 .. وينبغي أن يكون معظم الناس على دراية بالملكية الفكرية التي تتضمن حقوق المؤلفين ، وبراءات الاختراع ، والرسوم والمشروعات والخطط والنماذج الصناعية والعلامات التجارية.. الخ ولكن لم يزل الكثير من هذه الأعمال التجارية مستهدف من قبل كل أصحاب عمليات السطو ، والنشر الخفي ، والتعاقدات المزيفة التي تتحايل على المفاهيم القانونية التي ينشغل بها العالم اليوم لمعالجة فجواتها .. إن هذه المنظمة التي تشكلت من عدة دول قد اختارت أن يكون 26 ابريل من كل عام يوما لها ، وهو ذكرى تأسيسها والتوقيع على اتفاقية إنشائها منذ دخولها حيز النفاذ في عام 1970 .
إن لهذا اليوم أهميته بالنسبة لكل المؤلفين والمبدعين والفنانين في العالم ، وتصاحبه أنشطة وفعاليات وحملات ، تسعى كلها إلى زيادة الفهم العام لما للملكية الفكرية من أهمية ، وهي ليست غاية حسب ، بل أنها في الواقع وسيلة ، والتشبث بها وبالكيفية التي تعزز نظام الملكية الفكرية ليس فقط الموسيقى والفنون والتسلية ، وإنما أيضا جميع المنتجات والابتكارات التكنولوجية التي تساعد في تشكيل عالمنا المعاصر . إنني بمقالتي هذه ، أريد أن انقل " رسالة " من المنظمة العالمية للملكية الفكرية ( الويبو ) إلى كل المثقفين والمؤلفين والمبدعين العرب من كل الأجيال ، لما ينالهم من حيف وغبن وسطو وسرقة حقوق علنية من قبل أغلب تجار الكلمة والإبداع العرب الذين تزداد تجاوزاتهم ، وهم يأكلون حقوق الناس الأحياء منهم والأموات .. إنها " رسالة " موجهة أيضا ، إلى كل المسؤولين بضرورة تأسيس محكمة قضائية عربية تنظر في حقوق المبدعين والمؤلفين العرب المهدورة على أيدي الناشرين حتى وان كان الناشر يرتبط بدوائر رسمية عربية ! ومن اجل الاحتراز على الأمانة في ما يتعلق بالموضوع ، لابد من ربط أي مشروع مثل هذا بمنظمة الويبو العالمية دوليا ، وان يكون اتحاد الناشرين العرب مسؤولا عن كل تجاوزات أعضائه .. بدل الدفاع عنهم والتغطية عليهم !
إن أهداف اليوم العالمي للملكية الفكرية تتضمن زيادة الوعي بكيفية براءات الاختراع ، وحقوق الطبع والنشر ، والعلامات التجارية ، والرسوم ، والنماذج ؛ فضلا عن زيادة فهم كيفية حماية حقوق الملكية الفكرية سيساعد على تشجيع الإبداع والابتكار ؛ والمساهمة المقدمة من المبدعين والمبتكرين لتنمية المجتمعات في العالم ؛ ناهيكم عن تشجيع الاحترام لحقوق الملكية الفكرية للآخرين.
إن تجربتي الصعبة مع دور النشر العربية هي واحدة من مئات بل آلاف التجارب التي أضاع فيها أصحابها حقوقهم المالية عندما أباح الناشرون العرب لأنفسهم حق استلاب الملكية الفكرية لأصحابها العرب . إنني اسأل كل المؤلفين والمبدعين العرب عن تجاربهم المريرة مع الناشرين الذين يناورون عندما يتعاقدون على طبع ألف أو ألفي نسخة من مؤلف ما ، ولا يمنحون حقوقه له إلا بشق الأنفس حسب المبيعات كما يفترون ! أو لا يمنحونه شيئا ، وهم يطبعون الآلاف المؤلفة من تلك الطبعة الأولى ، ويجنون منها آلاف الدولارات . هل من مساءلة قانونية للآلاف من الكتب المطبوعة ، وقد رحل أصحابها إلى دار البقاء ، من دون مفاتحة الورثة الذين لهم الحق شرعا في تركة المتوفين من المبدعين والمؤلفين ؟ هل ستبقى المؤسسات الرسمية العربية صامتة إزاء هذا النهب المنظّم ؟
يحدثني البعض عن أن كتبا معينة لم يزل أصحابها على قيد الحياة ، وهم يعيشون في أماكن بعيدة .. يعاد طبع كتبهم ، أو تصويرها وتجليدها كالأصل ، وتباع في الأسواق من دون أي حساب ولا كتاب .. ولقد أصبحت الأجهزة الحديثة ، وإعادة السطو من خلال الانترنيت من فواجع هذا الزمن العربي .. إنني لا أجد مثيلا للمأساة العربية أبدا في مجتمعات ودول أخرى . صحيح أن هناك تجاوزات قد تحدث حتى في الدول الغربية ، ولكن ليس بمثل الذي يحدث في سوق الكتاب العربي خصوصا . إن عددا كبيرا من دور النشر العربية ، وما يسمى بمراكز بحوث وترجمة ودراسات عربية تزاول مثل هذا الاستلاب لحقوق الملكية الفكرية والإبداعية العربية والأجنبية معا ، فكثيرا من الكتب المترجمة لا يؤخذ رأي مؤلفيها بذلك ، فالمؤلف يستحق تعويضا عن ملكيته ، كما هو حال المترجم الذي يتقاضى بدوره أجوره .. إن محيط النشر العربي يفتقد كل القيم والأخلاق على أيدي كثير من تجار جهلة محترفين لا يدركون أي معنى للثقافة ، ولا تهمهم إلا جيوبهم ، وليس هناك من رادع قانوني يوقفهم عند حدهّم .. وستزداد هذه المشكلة يوما بعد آخر إن لم تؤسس ضوابط حقيقية لحقوق الناس .. إن جامعة الدول العربية يمكن أن تضطلع بهكذا مهمة إنسانية وفكرية بدل مهامها السياسية التي لا نجني منها شيئا أبدا .
إن من حق كل المؤلفين والمبدعين العرب أن يطالبوا بحقوقهم المستباحة .. إن دعوتنا هذه قد سبقتها دعوات أخرى منذ زمن طويل دون أي استجابة تذكر .. إننا نناشد الضمائر الرسمية الحية ، باسم كل المفكرين العرب لتأسيس نظام قانوني مستقل يلجأ إليه الجميع كي يتوقف السارقون من تجار الكلمة والإبداع عند حدودهم ، وان يعاقب كل المخالفين الذين يخرقون نظم الملكية الفكرية .. فضلا عن تشكيل لجان مراقبة على المطابع ودور النشر ومخازنها ومبيعاتها .. وحماية كل النصوص الإبداعية الفكرية والفنية الموسيقية والغنائية واللوحات التشكيلية من العبث والسطو والاستنساخ .. إنكم بذلك تؤسسون عهدا جديدا للحياة النظيفة ، للابتكار والخلق والإبداع في حياتنا العربية . فهل ستحقق أمنياتنا ؟



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروعنا حضاري أولا وأخيرا: دعه يعمل.. دعه يمر!
- الخروج من عار التخلّف !
- محاكمة الثقافة العربية: لماذا ؟
- العراق : لا إمبراطورية ولا دوقيات !!
- مقبرة الإمبراطوريات.. خوفاً من مستنقع أفغانستان
- التلفزيون يتسّلط على مجتمعاتنا !
- إستراتيجية مصالحة أم اعتدال وممانعة ؟
- التفكير بعيدا عن زنزانة سوداء !
- العرب بعد خمسين سنة !!
- أين صارت مبادرات الإصلاح؟
- خطوة عراقية نحو التغيير !
- الأحفاد في الشتات
- رسالة إلى الأصدقاء اليساريين العراقيين
- ميسون .. أو أسامة : أحقّ من غيرهما أيها النوّاب
- العراق 2008: تقرير سنوي رصد كورنولوجي للإحداث وتوقّعات للعام ...
- دَرس غَزّة : التوّحد بعد الانقسام !
- سَحلٌ بالحِبالِ أمْ رَشقٌ بالأحْذِية ؟
- 2009: مواجهة التحديات الصعبة
- قبل ان يأكلنا ماردُ العصر !
- حقوق الملكية الفكرية والثقافية العربية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - الناشرون العرب يستبيحون الملكية الفكرية !