حيدر الحيدر
الحوار المتمدن-العدد: 2632 - 2009 / 4 / 30 - 10:05
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
حلمت بأني اعانق طيف ابي ذر يجيئ من ـ ربده ـ
يجتاز صحارى الخيبة ، يمضغ آهات الارض ....
الشاعر : محمد البدري 1979
من ديوانه : اغنية حب لنوروز
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وجد نفسه منفياَ في صحراء قاحلة ،لاشئ يحيط به سوى السماء الزرقاء ،وكثبان الرمل ، ووهج الشمس ،ومساحل نعليه اللتين نحتتا خطاَ طويلاَ متكسراَ فوق الرمال الملتهبة .
كانت الرياح قد عصفت بخيمته فحمل وتدها ودأب يحث خطاه عسى ان يعثر على من يهديه الطريق الى المدينة من جديد .
تصبب عرقاَ واحس ان جدولاَ ينحدر من رقبته ينساب بهدوء فوق عموده الفقري .
واوشك العطش ان ينهكه لو لا اصراره العنيـــــد ومقاومته الشديدة لليأس .
واصل المسير في رحلته الشاقة مخلفاَ وراءه الكثيرمن واحات السراب . اجهده تعب المسير فتوقف ليستريح
أمعن النظر في الأفق الممتد أمامه فأرتسمت في عينيه فرحة كبرى ، حين رأى واحة خضراء تظهر من بعيد ونخلتين باسقتين تشمخان عند ضفاف غديرها ، واعرابياَ أسمراَ بكوفية بيضاء يلوح من على ظهر راحلة تلوك بفكيها .....
ترك نعليه وما كان بيمينه واسرع بخطوات شبه مجنونة . وارتمى بشوق في احضان ذلك الغدير ، ما ان شرب وارتوى حتى رفع رأسه :
ـ حياك الله .
ـ حياك الله .
ـ يا أخا العرب ... هل لك ان توصلني الى المدينة ؟
أومأ الاعرابي برأسه موافقاَ ،وأناخ له الراحلة :
إصعد يا طويل العمر .
طوت بهما الراحلة رمال الصحراء وإنطلقت لتهبط في المدينة وقبالة البوابة العالية لقصر السلطان .
حطت قدماه الارض والتفت ليشكر الاعرابي فلم يجده
ادرك انه وصل لغايته ، فأطلق صرخة (لا ) دوت لها فضاءات المدينة ،
سدد على اثرها احد حراس القصر سهماَ نحو حنجرته .
في هذه الاثناء تعالت زغاريد نسوة ٍعلى صراخ مولودٍ جديد ،
تساءل الناس عن اسمه ؟
ابتسمت امه وهي تصغي الى السماء .
اسمع صوتاَ مدوياَ يقول : اسم الوليد القادم ـ ابو ذر ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيدر الحيدر ــ 26 / 8 / 1981
من مجموعتي القصصية ( أصداء تدوي في فضاءات احلامي )
#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟