أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الناصر - التكريتي والموسوي















المزيد.....


التكريتي والموسوي


حسن الناصر

الحوار المتمدن-العدد: 2630 - 2009 / 4 / 28 - 07:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما ردد خيرالله طلفاح خال صدام حسين الذي كان ينعت نفسه بانه خير من الله (طل وفاح) في مجالسه الخاصة والعامة اواخر حياته عبارة (تكريت شجرة ياعصفور يجي يوكر عليها) والرجل المشهور بسلاطة لسانه قد نطق الصدق اذ اصبح لقب التكريتي مستشري في حقبة البعث منذ السبعينات حتى انهيار النظام الى درجة اصبح سكان قرى سامراء واطراف الشرقاط يتلقبون به لما يحمله من دلالة سلطوية جعلت من عامة الناس تكن له البغض والفزع في آن واحد , ومن الطرف التي تختزنها ذاكرتي ان أحد العسكريين من سكنة قضاء الطارمية شمال بغداد ومن عشيرة المشاهدة تغيرت لهجته البغدادية تماماً حينما ارتبط هذا القضاء ادارياً بمحافظة صلاح الدين حيث بدأت تنساب على شفاهه كلمات (ايدو , راسو, سيارتو, بيتو...الخ) ولدى مراجعته احد مختاري مناطق البصرة الذي كان يعمل بها وبعد انجاز المختار للمهمة التي كلفه بها هذا المشهداني ربّت الأخير على كتفي المختار كما يفعل مع صغار السن قائلاً له (عفيو مختارنة عفيو) [1]. وقد توسعت مفردة التكريتي كثيراً ومن ثم طغى عليها لقب الناصري الذي اختصت به عشيرة صدام حسين المعروفة بالبيجات (نسبة الى احد اجدادهم وكان بيك حسب ادعائهم) حتى انبرى صدام حسين في سنوات حكمه الأخيرة الى أصدار قرار ممجوج يلزم القبائل العراقية بتقديم مشجرات نسبية وخاصة الهاشميين [2]منهم كما ارفقها بعقوبة رادعة للمخالف .

وبعد سقوط النظام السابق ظهر لقب الموسوي ليتسيد الساحة العراقية بديلاً للقب التكريتي حيث تشكلت ثلاث نقابات (للسادة) في كل من الحلة والكاظمية والكرادة تمنح هويات خاصة للهاشميين ومشجرات نسبية لعشائرهم جرى تزييف الكثير منها ليتم منح هذا اللقب لعشائر وبيوتات لاتمت له بصلة مقابل مبالغ مالية , وقد تحولت ألقاب الكثير من كبار الموظفين الاداريين المخضرمين بين العهد السابق واللاحق وبدأوا يتزينون بلقب الموسوي بدل ألقابهم السابقة وحينما تستفسر من الشخص المعني عن سر هذا التحول وعدم وجود هذا اللقب في الماضي يجيبك بعبارة : (تقية مولاي) .

المعروف عن الامام موسى الكاظم (ع) انه قضى شطراً كبيراً من حياته في سجون هارون الرشيد وانحصر نسله في ثلاثة من ابناءه فقط هم علي الرضا ­(ع) وجعفر الخواري وابراهيم المجاب اما الباقين فلم يعقبوا بل ان بعض النسابة يشكك بما نسب اليه من كثرة الابناء بسبب طول مدة حبسه ووفاته في السجن فليس من المعقول ان يشمل عقبه نصف سكان العراق حالياً[3].

كما نلاحظ ايضاً تداول لقب الياسري بشكل ملفت للنظر وهذه الاسرة تنحدر من جدهم السادس (ياسر) من ذرية زيد الشهيد وباسمه تلقبوا ولا يتجاوز عدد رجالها عن الف ونيف بسبب قرب عهد جدهم المذكور , لكن الغريب انتشار هذا اللقب واقترانه بالكثير من اسماء الكوادر السياسية والادارية المتنفذة حالياً الى درجة ترسخ انطباع بانه منتحل من قبل البعض كوسيلة للمتزلفين والطامحين بامتيازات السلطة مستخدمين ادواتها المثمرة حالياً وأولها اللقب وأوسطها اللحى والسبح (جمع سبحة) وسجادة الصلاة المنشورة بشكل علني في المكاتب الرسمية وآخرها وشم اسود في الجبين وعبوس في الطلعة للأستدلال على الزهد في الدنيا واستذكاراً لمحنة الصراط المستقيم .

انه الرياء بلا شك الذي طالما امتاز به سياسيونا السابقون واللاحقون وقد يظن المتلقي بان هؤلاء أختزلوا دروس معمقة من كتاب الأمير لنيقولا مكيافيللي في السيطرة والاستئثار بالسلطة وبشتى الطرق حتى وان كانت خسيسة .

ان ظاهرة القبيلة والعشيرة تسحب المجتمع العراقي قرون الى التقهقر والانتكاس القيمي كونها مرحلة تسبق التمدن والتحضر وهي صورة من صور البداوة او مرحلة انتقالية مابين المجتمع الرعوي والمجتمع المتمدن وتمتاز ببدائل واعراف وتشريعات لاتتماهى واسس الحياة المدنية , وغالباً ماتجعل من ذاتها بديلاً للسلطات الثلاث في الدولة , التشريعية والتنفيذية والقضائية كونها تخلق التشريعات (السنائن) وتنفذها وتحدد العقوبة وتصدر الأحكام في تقدير التعويض والدية (الفصل) التي تقع احياناً على امرأة سيئة الحظ من عشيرة الجاني يفرض عليها الزواج من رجل من ذوي الضحية قد يكبرها بضعفين . ولا وجود للدولة في ادبيات هذه السلوكيات العشائرية بل يعتبر اللجوء الى القضاء او الى مراكز الشرطة شأناً آخر لا علاقة له بالعرف العشائري واحياناً يمتنع ذوي الضحية من رفع شكوى لدى الجهات المختصة أستعلاءاً وأستنكافاً كونه اسلوب الضعيف ـ حسب فهمهم ـ لانهم يخططون للاقتصاص بشكل شخصي .

ومؤخراً استشرى لقب المالكي بين أوساط الكتاب والأدباء والشخصيات السياسية وحتى في الأسماء الوهمية (النيك نيم) في غرف البالتوك او في عناوين البريد الالكتروني (الاميل) وهو انعكاس لسطوع نجم السيد رئيس الوزراء نوري المالكي انسحب بدوره على هذا اللقب ولا اعلم هل ستتبدل الألقاب قريباً لتتماشى مع لقب رئيس الوزراء القادم في حال لم ينجح المالكي بالفوز بولاية ثانية , كل شئ ممكن في بلد أكثر ما يشتهر به هو الصرعات وتقلب الذائقة المزاجية .



[1] الملفت للنظر ان الكثير من رموز السلطة السابقة تغيرت لهجتهم لصالح اللهجة الريفية لقرى الحويجة والعلم والشرقاط وتكريت ومنهم صدام حسين شخصياً الذي كان يتحدث البغدادية حينما كان نائباً وكذلك طارق عزيز وهو مسيحي حتى عزيز صالح النومان الخفاجي ابن قضاء الشطرة اصبح حينما يردد اسم صدام حسين في مؤتمراته يتلوها بعبارة (الله يحفظو) وهي ظاهرة نفاق اسسها واشتهر بها قياديو حزب البعث .

[2] صدر القرار باعتبار اللقب الهاشمي (السادة) يخص عشائر محددة منها بطبيعة الحال البو ناصر عشيرة صدام حسين , ويقال ان سيد بركات في البصرة هو الذي ابتدع شجرة نسب البوناصر فيما مهرها واقرها عبد الكريم المدني الشخصية الدينية المشهورة في محافظة ديالى وألصقت هذه المشجرة بشكل بارز في جميع الاضرحة والمقامات المقدسة في العراق , في الوقت الذي كان اهالي الحويجة واطراف تكريت من القبائل العربية الكبيرة ينعتون عشيرة البوناصر بكلمة (زكالبة) أي الذين ليس لهم اصل معروف .

[3] المشهور في السابق ان نسب الاشراف (السادة) ينحصر بالموسوية والحسنية والحسينية لدى السنة والشيعة وتضم عشائر وبيوتات معروفة منها على سبيل المثال الغوالب (بفروعهم) والصوافي والموزان والهماش والزوامل والمكاصيص والبطاط والدنين والشرع والعلاق والياسر والغرابات والجابري والعوادي وبيت وتوت وأخرين لامجال لذكرهم فيما يخص الشيعة اما السنة فاشهرها عشيرة النعيم والمشاهدة اوغيرها من العشائر والاسر التي غالباً ماكانت تتعايش مع قبائل عربية كبيرة وتحمل رايتها أضافة لبعض البيوتات الدينية التي نزحت اما من ايران او جنوب لبنان او الهند وباكستان واستقرت في بعض مناطق العراق حيث المزارات والاضرحة المقدسة .



#حسن_الناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارطة الطريق للأمن في العراق
- الرق يعيش بين ظهرانينا
- من هو الافضل السيستاني والقرضاوي و بابا الفاتيكان ام بيل غيت ...
- اسلمة السرقة
- رد على مقالة الامن الوطني بين الوزارة والمستشارية
- يهود العراق والحقوق المهضومة


المزيد.....




- تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم ...
- روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
- مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا ...
- السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
- بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
- إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
- السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
- إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ ...
- حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات ...
- واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الناصر - التكريتي والموسوي