أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بقوح - قصة قصيرة الميزان العجيب














المزيد.....

قصة قصيرة الميزان العجيب


محمد بقوح

الحوار المتمدن-العدد: 2630 - 2009 / 4 / 28 - 05:26
المحور: الادب والفن
    


كنتُ أصولُ و أجولُ في سوق مدينتي .. ، أقلّبُ صفحات أروقته المكدّسة بالسلع .. و بأجساد الناس الذين لا عمل لهم .. ، فجاءوا إلى السوق لتضييع الوقت .. ، و منهم من يستمتع بالانخراط طوعا في الزحام .. و بالتدافع بالأذرع .. و عندما خرجتُ .. و قبل أن أبتعد عن بوابة السوق الضيقة ، رأيتُ بعض الواقفين متحلقين حول رجل أسمر اللون .. نحيف الجسم .. تقدمت إلى الحلقة .. ، فوجدتُه يعرض على الناس حوله ميزانَه العجيب .. ميزانٌ أصيلٌ و عادلٌ يندر على المرء أن يجد مثله في زمننا ، كما يقول .. إنه ميزان عريق و مفيد .. ورثه من جده رحمه الله .. و يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر .. و من أبرز خاصياته العجيبة .. ، أنه ميزان يرنّ رنّات متتالية .. بواسطة جرس غير مرئي مدمج في معدنه الداخلي .. ينبّه صاحبه كلما شعر بوجود شبهة معينة في السلعة أو الشيء المراد معرفة وزنه .. فيعمل الرجل ، في هذه الأثناء ، على شدّ أنظار الناس المنبهرين بهذا الكائن / الميزان العجيب .. لإضفاء المصداقية على كلامه .. و ذلك بإخراج هاتف محمول صغير .. و يقول بصوت مرتفع و جوهري بأنّ ( هذا الهاتف مسروق .. و بمجرد أن أضعه على إحدى كفتي الميزان ، سواء الأولى أو الثانية ، سيرنّ ميزانُنا العجيب .. منبها حضوركم الكريم .. بأن هذا الهاتف فيه شبهة .. و بالتالي فهو يرفض رفضا باتّا و تامّا .. أن يزنه .. و سترون ..) و بالفعل لم يكد الرجل ، الوقور بشيبه على رأسه .. و بكبر سنه الواضح ، أن وضع بتأنّ متناه ، الهاتف على الكفة اليمنى للميزان ، الموضوع على قطعة ثوب حمراء ، حتى سُمع رنينٌ قوي و ملفت للانتباه .. فصفّق الحاضرون تصفيقا جماعيا متتاليا .. و بدت علامات الانشراح .. و الاندهاش .. و الأسئلة .. بادية على وجوههم المكفهرة .. و في خضم هذه التصفيقات التي أخذت تخف .. تقدم شابّ في مقتبل العمر .. و أحنى ظهره على الميزان العجيب .. و من داخل كفته النحاسية اليمنى أخذ الهاتف ( المسروق ).. و دون أن ينظر إلى الحاضرين .. و بنقرة خفيفة واحدة في أسفله أسكتَ رنينَ الهاتف .. قلتُ :ها قد وصلت ساعة حقيقتك يا ( سي عبون )..
و لم ينتبه الرجل الأسمر حتى انهال عليه جمهور الناس .. ، الذي كان يتابع قبل حين باندهاش ترّهاته ..، بالضرب و الرفس و السب و الشتم .. و رُميَ بكل ما كانت تحمله أيديهم .. كأكياس الخضر السوداء الرخيصة ..
و لم يتمكن من الهرب بحياته حتى تدخل رجل أمن .. كان هناك بالقرب من السوق .. ينظم مرور السيارات ..
أما أنا .. ففضلتُ أن أتّجه إلى مقهى ( السفينة ).. في قلب ( المدينة ).. و أقرأ أخبار ( الحكومة ) في جريدة ..

محمد بقوح



#محمد_بقوح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص المدينة و أبوابها الأربعة
- رقصة الأوثان
- كلاب قبيلة الشلال
- شهوة الصمت
- يبس الوقت
- رجال من تراب
- المزيف
- الحريق
- الخراب
- أنشودة الزورق
- أيها العابرون في وجهي
- يوم أزرق
- قواعد اللعبة
- شرارة .. سمك السردين
- الإشارة أبلغ من ضربة سيف من خطاب مخشب
- سلاما يا سيدة الشموس
- توظيف الجنون في الكتابة الروائية
- لهذا المساء رائحة الأمس
- نظرية السلطة الرمزية عند بيير بورديو


المزيد.....




- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بقوح - قصة قصيرة الميزان العجيب