ملداء نصره
الحوار المتمدن-العدد: 2630 - 2009 / 4 / 28 - 07:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سوريا، البداية في التاريخ والحضارة آلت إلى جزءٍ من هذا العالم الفوضوي المعوّلم, وحيِّز جغرافي في محيط عربي متهالِك و مقزَّم..!؟ سوريا من قبل، وعلى مرِّ التاريخ، انتكست ونهضت . . تضررت وقامت..!؟ وإذا ما نظرنا إلى الماضي القريب جداً سنلاحظ ما تتالى على سورية من أخطار، وضغوطات، ومصاعب.
لقد بدأ كل ذلك بعيد مسلسل الاغتيالات في لبنان..!؟ ومن ثمَّ الاتهامات المتتالية للنظام السوري بأنه وراء كل ما يجري سواء من المرتكبين الحقيقيين أو من الذين يريدون دفع النظام في غير اتجاه..!؟
كان على أهل الحكم في سوريا بداهةً الدفاع عن أنفسهم والوقوف بوجه الخصوم من داخل لبنان، ومن داخل سوريا، ومن أمريكا و بعض الدول الأوربية..!؟ هذا طبيعي ومتوقع من دون أن ننسى الحرب في الجنوب اللبناني والدعم السوري لحزب الله بحيث ترتَّب على هذا الدعم بغض النظر عن الأهداف السياسية المتوخاة من وراءه أن صار هناك المزيد من الأعداء دولياً و إقليمياً ومحلياً..!؟ غير أن النظام الحاكم كان شديد الثبات في سياساته هذه ولم يكن ينقصه سوى تحصين خندق هذه السياسات من الداخل الوطني وهو ما لم يحدث لحسابات أقلها غلبة مفهوم الاحتكار الحزبي والاستئثار السياسي..!؟ ثم تكرّر الأمر مع الحرب على غزة وتعرَّضت السلطة من جراء ذلك إلى مزيدٍ من الضغوط أمريكياً وأوروبياً وعربياً حتى أنه وصل الأمر إلى التهديد السافر وبعض التنفيذ العملي لعزل النظام وحصاره اقتصاديا وسياسياً ومع كل ذلك بقي منطق الاستئثار سائداً و ظلَّ الداخل الاجتماعي السياسي على حاله..!؟ إنه لمن البداهة القول:
إن مصداقية السياسة الخارجية ودوام تأسيسها وبلورتها على قاعدة وطنية راسخة يتأتى من تلازمها وتكاملها مع السياسة الداخلية فمن غير التوازن والموائمة بين الخارجي والداخلي ستتقدم المصالح ما دون الوطنية ويتمظهر هذا المشهد بتراجع مطرد لمنسوب الحرية والمشاركة وكلما تقدمت المصالح النفعية والسلطوية تراجع هذا المنسوب وتغوَّل العقل الأمني وغامت آفاق المستقبل وتدهورت أحوال الناس على كل الصعد حتى يصل الأمر بأن يصبح الكلام مجرَّد الكلام في الهواء حبل مشنقة ويا لها من مشنقة عرف و يعرف طعمها الكثيرون...!؟
#ملداء_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟