سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 2629 - 2009 / 4 / 27 - 09:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعد لوحات الفنان سلمان عبد الكاريكاتورية انجازا وطنيا وعالميا، علميا وفنيا . فقد فتحت افاق واسعة لتوصيل كافة العلوم الى الجماهير بامتع الوسائل واروعها بعد ان بقيت الكتابة ومن ثم السينما عبر التصوير واخيرا الانترنيت جامعا بين الكتابة والتصوير، الوسائل الوحيدة لتوصيل جميع الانجازات العلمية والادبية والفنية للاجيال المتتالية وتطويرها . وفي مراحل متقدمة من تطور البشرية بزع فن الكاريكاتير كفن التعبير عن القضايا الانية الملحة باسلوب ساخر او مسلي وجرى تقييمه عالميا باعتباره اصدق واقرب فهما من مقال مطول. ولكن رسوم سلمان عبد الكاريكاتورية بتعابيرها الفنية الرائعة وتتابعها فتحت افاقا واسعة لفن التوعية والتحريك الجماهيري وتقريب القضايا السياسية والفكرية الى فهم الجماهير فضلا عن التوثيق التاريخي للاحداث بتسلسلها التاريخي . ان تصويره الكاريكاتيري للمشاكل التي تعانيها الجماهير العراقية وعباراته المقتضبة التي تجمع بين عمق التحليل والمتعة لحد اثارة الضحك حتى لدى من لم يعرف الضحك لسنوات تعرض خلالها لسلسلة من الكوارث والمحن المتلاحقة، تبدد الظلام الذي خيم على حياته . ولذلك فان معرضا للوحاته الانية سيكون لاسلوبها السهل الممتنع المتوج بالمتعة تأثير كبير على وعي الجماهير وتحريكها لانه بما يثير من الضحك والمتعة ينفث الانسان عامة والعراقي خاصة ما تراكم في اعماقه من بؤس ويأس وكمد، ويحرر طاقاته المكبوتة ويحرك ذاكرته وتجاربه ويفتح الافاق امامه. ان تصويره الكاريكاتيري لنقد الاتفاقية الامنية بين الحكومة العراقية والادارة الامريكية المعقودة في ظل الاحتلال التي صورها تحت عبارة تساؤل مركزة " صبرية ما كلتيلي شنو رايج بالاتفاقية الامنية !" وتحتها صورة القتلى والمعوقين وانطفاء المواقد والاواني الفارغة والمحطمة، ليس كمقال مليء بالتحليل الاقتصادي والاجتماعي يمر كما يمر أي مقال وينسى تحت ثقل الاحداث بل يثير عاصفة من المشاعر والتاثيرات مشفوعة بالثقة والامل. ولايمكن لاي وصف بالكلمات ان يصور عمق ودقة نقده للحكومة ولاعضاء البرلمان ، كما تعكسه بصدق رسومه، وعمق تاثير ها على وعي الجماهير وتحريكهم ، الامر الذي اثار غضب الحكومة ودفع الادارة المحلية في كربلاء الى ملاحقة الفنان المبدع ومنع اقامة معرضه وملاحقته قانونيا فضلا عن منع اقامة معرضه في بغداد وصمت البرلمان على هذا الخرق الصريح للديموقراطية التي تحت شعارها جرى احتلال العراق واستعباد شعبه .
ان البوما يضم جميع رسومات سلمان عبد خلال مرحلة الاحتلال تشكل اصدق تسجيل لتاريخ هذه المرحلة بل واعمق تحليلا لكل وقائعها الاجتماعية والاقتصادية ويفتح مجالا رائعا امام علوم التاريخ للتطور والوصول الى الجماهير .
ان النابغة والفنان العالمي والعراقي سلمان عبد يستحق كل التقدير والتثمين عالميا ووطنيا وادانة كل محاولات ملاحقته والتعتيم على انجازاته الفنية والعلمية او التاثير عليه لحرف توجهاته، باعتبارها جريمة بحق الانسانية .
سعاد خيري في27 /4/2009
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟