أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد السوره ميري - -الحجيج يمرون من هنا- قصيدة لقوباد جليزاده














المزيد.....

-الحجيج يمرون من هنا- قصيدة لقوباد جليزاده


ماجد السوره ميري

الحوار المتمدن-العدد: 2626 - 2009 / 4 / 24 - 06:08
المحور: الادب والفن
    



شعر: قوبادي جلي زادة
ترجمة : ماجد السوره ميري

بسم الله الرحمن الرحيم
"يسألونك عن الانفال ، قل الانفال لله والرسول"

اتكلم من عَرعَر
تحت ظلال الحجر الاسود المقدس
(بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم)
من عَرعَر
من قبر مجهول في عَرعَر
السلام عليك يا "باليسان"1
براعمك ،زرعتها الملائكة في ارض الجنة
ومن ينابيعك الرقراقة تنساب مياهها
ومن مكحلة فاتناتك الجميلات ،اكتحلت
ومن عصافيرك اللطيفة تعلمت طيور الجنة فن الطيران

اتكلم من عَرعَر
من عَرعَر
السلام عليك يا باليسان
أنت هناك يمشط النسيم رموشك
وأنا هنا تنهش الرمال الناعمة جلدي
أنت هناك يملأ الورد فمك
وأنا هنا يملأ الجمر جراحي

اتكلم من عَرعَر
من بيداء الآفات
من جبل عرفات الشامخ
ابعث سلامي الى باليسان
باليسان قرية جميلة تجري من تحتها الانهار
في راحتيها ينفجر اللون وتتساقط الانوار
على كتفيها ورق الحب وتغرد الاشجار
وفي محراب مسجدها،
تركع الحمائم وتسجد الامطار

اتحدث من عَرعَر
من سرداب بلا نوافذ
من جرح بلا حدود
من مقبرة بلا قبور

عَرعَر
انطفاء 182 الف شمعة
في مساء نوروزي
تجفيف 182 الف فراشة
في طيات "كتاب مقدس"

عَرعَر
في عيون زرقاء اليمامة
182 الف دمعة حمراء محتبسة
عَرعَر
في جبين عار التاريخ
عبارة عن 182 الف عش سنونو مخرب

اتكلم من عَرعَر
من جنائن الانفال المعلقة
انفال:
182 الف ... ذبابة
182 الف ... جرح

انفال:
182 الف ... جرادة
182 الف ... سنبلة
انفال:
182 الف ... سيف
182 الف ... عنق
انفال:
182 الف ... حجارة من سجيل
182 الف ... زهرة رمان اسيرة
182 الف ... جمر من حديد
182 الف ... دمعة ندى شهيدة

اتكلم من عَرعَر
يمر الحجيج من هنا
وجيوبهم مليئة بالجوز
و(زمزمياتهم) مليئة بالنسمات
الحجيج يعودون من هذا الطريق
افواههم مليئة بالحبة الخضراء
وزمزمياتهم مليئة بماء زمزم

ناداهم رضيع من تحت الثرى:
كانت عندي ارجوحة
بين شجرتي كالبتوس سامقتين
في الق نور القمر
وناداهم عصفور من تحت الثرى:
كانت عندي شجرة اغني لها
وكانت تصفق لي ورقة بورقة
ونادتهم شجرة من تحت الثرى:
انا كان عندي ينبوع صغير
اتوضأ فيه للفروض الخمسة
ومن تحت الثرى قال كلب للحجيج:
وو وو وو
انا كان عندي راع وقطيع أغنام
لاخبر عنهم عندي ولا أثر

الحجيج يعودون من هنا
تملأ الحسرات "عمائمهم"
وزمزمياتهم متخمة بالوحدة

قالت لهم نعجة شهيدة:
كانت عندي فتاة تحلبني
كأن اصابعها عشرة انهار من سكر
من تحت الثرى نادتهم حمامة:
كان عندي نهر أغتسل فيه بسم الله
بعد كل تزاوج.

امرأة من تحت الثرى...
" اذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة
ونجني من فرعون وعمله
ونجني من القوم الظالمين"

وناداهم صوت "عبد الباسط" من تحت الثرى:
قبل ان تحرقوا آياتي ،
قبل أن يلون "اصحاب" أبي جهل
حروفي المقدسة بحمرة الدم
كنت في مسجد جبلي
واضعا رأسي على فخذ فراشة
والورد يبعث نسائمه لانفاسي
وطائر الكناري يغردني.

قالت لهم مقبرة من تحت الثرى:
كانت عندي قرية
وفي ساعة السحر
قبل ان يوقظ الديك المسجد
عصبوا عينيها
وكبلوا يديها
ورموها في حوض سيارة!

يمر الحجيج من هنا
وسط مقبرة لا قبور فيها
في بحر من الصرخات
في سماء متقهقرة.

كانت جيوبهم ملؤها البساطة
وزمزمياتهم ملؤها ( السذاجة)!!

ناداهم (ملاي كَورة)2:
قبل ان تذهبوا لاصابع الحجر الاسود
هاكم مسبحة من 182 الف حبة زيتون.
وقالت لهم "حبيبة خان"3:
هاكم قلادة من 182 الف مقلة عين
لجيد عائشة

اتحدث من عَرعَر
من عَرعَر
على مدى البصر
الاثار المقدسة لاقدام النبي
على مدى البصر اثار " حجال" قرية الايتام
وترانيم الينبوع المسلوب
على مدى البصر
بستان عدالة عمر ومصحف عثمان الاخضر
على مدى البصر
(كولة بالِ)4 (لاوكٍ)5 محترق
وسيول التقوى وبيادر(الايمان)!!.
على مدى البصر
رأس مالك بن نويرة وجسد (عمري خاور)6 الممزق

اتكلم من عَرعَر
من عَرعَر
على بعد شبر من غار حراء
اسمع رفرفة جناح جبريل
اسراب الخلائق العجيبة
تخرج حاملة عذوق تمر (إقرأ)
بيد تحمل السيف
وأخرى تشع نورا

ارى "خالدا" بعد مجازر بني قريضة
يمسح عرق جبينه ب"كليتتي"7
ويمسح الدم عن سيفه ب"فقيانتي"8

تصل جموع فرسان من كوردستان،
يربطون خيولهم السوداء بشواهد قبوري المجهولة
وخلف كل فارس اسمر
هناك (خه ج)9 اسيرة سيبان10 وإمرأة شهرزورية مكبلة

ودمي يتساقط قطرة قطرة
في حنجرة ذلك القرع الاخضر
حيث ينادي فيها بلال الله أكبر!!!
اتحدث من عَرعَر
من عَرعَر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش المترجم
1-باليسان : اول منطقة تعرضت للقصف الكيمياوي والانفلة
2-مةلاى كَةورة: شخصية تراثية كوردية
3- حبيبة خان : هي حبيبة الشاعر الكلاسيكي الكوردي الكبير نالي
4-كولة بالَ : سترة صوف محلية
5- لاوك: لحن شعبي معروف
6- عمرى خاور: من شهداء حلبجة صوّر محتضنا طفله
7- كليتة : لباس محلي
8- فقيانة : غطاء رأس طلبة العلوم الدينية
9-خه ج: حبيبة سيامند في الحكاية التراثية الكوردية
10- سيبان: منطقة في كوردستان العراق



#ماجد_السوره_ميري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد المجيد لطفي .... عملاق آخر في طي النسيان
- ثورة الرابع عشر من تموز في يوبيلها الذهبي ما لها وما عليها
- د . كامل حسن البصير علم بارز … طواه النسيان !
- 30 حزيران ذكرى اندلاع الثورة العراقية الكبرى
- الفنان الخالد حسن زيرك في ذكرى رحيله السادسة والثلاثين، ما ز ...
- الخامس عشر من حزيران عيد الصحافة العراقية
- مندلي تستصرخ الضمير الإنساني ...


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد السوره ميري - -الحجيج يمرون من هنا- قصيدة لقوباد جليزاده