نجاة تميم
الحوار المتمدن-العدد: 2625 - 2009 / 4 / 23 - 08:54
المحور:
الادب والفن
يرجع الفضل الأكبر لإفتخار سكان جزر الأنتيل كونهم سودا إلى الشاعر والسياسي المارتنيكي إيمي سيزير. فخلال دراسته "بالمدرسة العليا للأساتذة " بباريس، أسس مع صديقيه الرئيس السابق لجمهورية السنغال الشاعر ليوبولد سيدار سينغور والشاعر الغيني ليون داماس مجلة أدبية إسمها "الطالب الأسود" عام 1934. وفي هذه المجلة ظهر لأول مرة مصطلح "الزنوجة" الذي أصبح فيما بعد حركة تهدف إلى تغيير المفهوم السلبي للزنجية.
كتب إيمي سيزير عددا من المسرحيات مثل "تراجيديا الملك كريستوف" عام 1963 و"موسم في الكونغو" عام 1966. أما في الشعر فقد أصدر "الأسلحة العجائبية" و"الشمس المقطوعة العنق". ومن أبرز أعماله الأدبية "مذكرات العودة إلى الأرض الأم" الذي نشر عام 1935 وقد كتب مقدمته أندريه برتون، الشاعر الفرنسي والمنظر للحركة الأدبية والفنية السريالية في فرنسا، الذي أصبح فيما بعد صديقا له. يعتبر إيمي أحد أبرز وجوه تيار "الزنوجة" في الشعر الفرانكفوني ورمزا للحركة المناهضة للإستعمار. كما أنه تقلد لسنوات عديدة مهمة عمدة فور دو فرانس من عام 1945 إلى 2001. وقد ساعده على إعتلاء هذا المنصب الحزب الشيوعي الفرنسي الذي غادره غاضبا، إثر تدخل الإتحاد السوفياتي في أحداث 1956 في هنغاريا، ليشكل بعد ذلك الحزب التقدمي المارتنيكي.
ولد هذا الشاعر والكاتب المعادي للاستعمار سنة 1913 بجزيرة المارتينيك التابعة لفرنسا حيث قضى عمره وهو يدافع عن مصطلح " الزَنْوجة"، الذي يهدف من خلاله أن يعيد إلى الإنسان الأسود كرامته المهدورة بالعبودية.
ويقول : رغم مرور قرون عديدة من الخزي والعار الَلذين وصما الحضارة الإنسانية بسبب العبودية، فإن الدم الإفريقي ما زال يغلي في عروق سكان جزر الأنتيل. أما الصدى الذي لاقته أشعاره ونثره وكتاباته ومسرحياته فقد بدا واضحا جدا عند وفاته، العام الماضي، يوم 17 ابريل 2008 بجزر المارتنيك. حيث رافق حشد كبير من الناس وفي مقدمتهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "بابا إيمي" إلى مثواه الأخير في تشييع رسمي وشعبي يذكرنا تماما بمراسم تشييع فكتور هيغو.
#نجاة_تميم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟