أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رديف شاكر الداغستاني - الاحتلال( الأصل والملحق ) 1















المزيد.....

الاحتلال( الأصل والملحق ) 1


رديف شاكر الداغستاني

الحوار المتمدن-العدد: 2625 - 2009 / 4 / 23 - 09:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد هيمنة الامبريالية العالمية على العالم باتت لا تخفي نواياها بالسيطرة على الثروات والتحكم بها من خلال استعباد الشعوب بطريقة مباشرة وغير مباشرة معتمدة على شرائح الرأسمال المحلي الطفيلي الاقتصادي والتجاري وعلى سماسرة ينفذون ويهيئون لها السبيل لتحقيق غايتهم مهما كلف الأمر من قتل وتدمير وتمزيق الوطن والشعب لكونها مرتبطة مصالحها بالعجلة الرأسمالية وذراعها جيوش الاحتلال المباشر ومخابرات دول عالمية وإقليمية وحسب الظروف السائدة لدول وشعوب القارة وخصائصها ...
أن عوامل وتكتيكات التي كانت الامبريالية تستخدمها زمن الحرب الباردة قد تم تغيرها واستبدالها بأساليب جديدة تتفق والواقع الجديد الذي حصل بعد انهيار المعسكر الشرقي ومن ما شمل هذا التغير الخطاب الامبريالي الموجه للشعوب عبر وسائل الأعلام الضخمة داخلية وخارجية تهيمن من خلالها على عقول الجماهير وتدفعهم إلى القبول بسياستها الاستعمارية بعد أن تم تدجين اغلب الحركات السياسية المعارضة وعبر مراحل بعيدة مجزئة الخطى في ظل التوازن الدولي السابق وبعــــده ...
ولقد ساعدت التحريفية العالمية ( المحور السوفيتي ) بالذات ومن خلال سياسة أنحرافه عن المبادئ وقبول مشروع التعايش السلمي نفذت الامبريالية خرقها في تشتيت نضال الحركات الشيوعية والثورية وأنشأت حكومات وأحزاب تدعي معاداتها للامبريالية إلا أن واقعها الفعلي تقدم الخدمات الجليلة لها تحت مسميات وطنية وقومية ودينية وسياسية وحتى الإدعاء ببناء الاشتراكية وعقدها لمعاهدات مع المعسكر الشرقي في عملية تضليل لشعوبها وشعوب المنطقة في ذات الوقت تدعم الدول الشرقية تلك الحكومات الفاشية والدكتاتورية الظالمة لشعوبها المعادية للديمقراطية وحقوق الإنسان وتشن أوسع الحملات الدائمة ضد كل من يخالفها الرأي في أي ظاهرة حتى وأن كانت بسيطة فتقتل المعارضين بأبشع الأساليب الفردية والجماعية بشكل سري وعلني أو عبر صناعة حروب داخلية وإقليمية تدمر الشعوب وتجوعها ... هذا ما حصل في العراق الذي كان محتلا" احتلالا" محليا" عن طريق تسليم السلطة للبعث سنة 1968 وخلال تلك الحقبة الكأداء بين الأحتلالين المحلي والمباشر أنجز النظام مهمات جليلة للامبريالية العالمية والصهيونية إلى أن مهد أن يحتل الوطن دون مقاومة تذكر من ذلك النظام لتبدأ مرحلة جديدة لأحزاب وحكام جدد ينفذون مهمات المرحلة الحالية والقادمة للسياسة الامبريالية العالمية بعدما أنجز من سبقهم أدوارهم فتخلت عنهم الامبريالية مؤقتا" وليكونوا تحت الطلب عندما تقتضي الحاجة لهم بأشكال جديدة ...
المرحلة الجديدة المتمثلة في الحكام اليوم بأحزابهم العنصرية والطائفية والقومية لديهم الصلافة بالحديث عن جمالية الاستعمار الأمريكي وشفافيته السياسية منفذين أرادته وبشكل علني كما ذكرنا سابقا" . أنهم يتبارون بأسم الدين في الفتك بالناس وتجويعهم مع أدعائهم بالعمل لصيانة حقوق الإنسان في أكاذيب مكشوفة فلا يبالون لكل نقد موجه لهم من قبل الشعب بأنهم عملاء وسارقي ثروات الوطن وناهبي قوت الشعب فلم يكلفوا أنفسهم بتكذيب ذلك بل ألعمالة لدى بعضهم كار" وليس عارا" حيث تصب لصالح البلد وأي بلد وآه يا بلد ... الذي يمزقونه ويمنحون الأجنبي فرصة نهب ثرواته ويسمونها الديمقراطية والعولمة الحديثة ... ويصرحون ملأ فمهم كفانا اقتصاد دولة مركزية واشتراكية ... التي شوهها النظام السابق لتكون لدى السادة الجدد مدانة وغير مرغوبة ... فالاحتلال لديهم تحرير والمحتلين أصدقاء جاءوا لينقذوا البلد والشعب والدين عبر دبابات وطائرات وقتل العراقيين في إرهاب أنشأ داخليا" وخارجيا" وحروب طائفية صنعوها بين الطائفة الواحدة ويسعرون النيران اليوم من أجل أحداث حرب قومية بين الأكراد والعرب والأقليات الأخرى . أداتهم في هذا المجال القيادة الكردية الشيفونية من أجل أقامة كيان مسخ مستقل عن الوطن على حساب الشعب . كذلك الاحتلال صنع من يدعي المقاومة إلا أنهم استهدفوا الشعب بالقتل الفردي والجماعي ليشوهوا المقاومة الحقيقية لكي لا يكون لها وزنا" وانتشارا" وشعبية"وحضور فاعل بين أبناء كل الشعب العراقي ولقد رأينا من الأدعياء من تحول بين ليلة وضحاها إلى مساوم فمنهم من دخل العملية السياسية ومنهم من تعاون مع الأمريكان مباشرة" ومنهم من يتفاوض من أجل أن يرتب له مكان ...
ويستمر هذا التشرذم والصراع بين صفوف المجتمع العراقي بسبب التواجد الدائم لقوات الاحتلال ولقوات دول أخرى وقيادات الدين السياسي وأحزاب شيفونية تستغل الجماهير المغلوب على أمرها والتي عمتها الشعارات والمجيرة لصالح تلك القيادات التي تحقن التخلف في عقول الناس بالصراع الطائفي فتراها تقتل نفسها بنفسها . هذه الأوراق يلعب بها المحتل مع كونه الاحتلال وأداتها السياسية ... لذلك كان التوافق على بقاء قوات الاحتلال ضمن اتفاقات آمنيه سرية وعلنية وما الاعتراضات إلا على بنود محددة لكل طرف يرى مصلحته فيها خاصة القيادة الكردية الشيفونية موافقة دون تحفظ وهي الأصدق في نياتها بدعوة القوات الأمريكية إلى أنشاء قواعد ثابتة في الشمال والغرض واضح كما ذكرنا سلفا" بإقامة كيان انفصالي مسخ على حساب الوطن والشعب وهي عمليا" تعد العدة للانفصال باتخاذها إجراءات استفزازية ضد العرب والأقليات الأخرى بادعائها عائدية مناطق عربية وتركمانية ومسيحية ضمن دولة كردستان المستقلة وتهيأ الأجواء استعدادا" لشن حرب من أجل ذلك مستندة على دعم الصهيونية على شكل تجهيز بالسلاح وتدريب عناصر لجيش انفصالي لكردستان المستقبل وبالتالي تبقى ورقة يلعب بها المحتل ممكن أن تتغير مواصفاتها بين لحظة وأخرى ...
لقد تصدت شخصيات وقوى وطنية شريفة لهذا التوجه إلا أنها لم تصل إلى الحد المطلوب والمؤثر حيث جلاوزة المخابرات تعمل ليل نهار لكتم الأنفاس من يعارض سياستها وحتى العرب لا يسلمون من هذه الملاحقة أن الأخوة العربية الكردية عبر قرون لم يفسخها من باع نفسه للأجنبي ...
أن مآسينا لم تنتهي أن لم يقف الوطنيون في جبهة واحدة ضد الاحتلال الأمريكي والإيراني وبأسم الشعب والوطن وهذا لم يكن مستحيلا" وأنها الخطوة الأولى تتبعها خطوات أن خلصت النية ...
واليوم بعد أن أستقر الساسة على ضمان مصيرهم في الاستمرار بلعبتهم مع المحتل بتوقيع اتفاقية العار بدأ العد التصاعدي للصراع على مكاسب طائفية وشخصية عبر ما يسمى نتائج انتخابات المحافظات والتي هي مراحل تسبق الفدرالية المجزئة للوطن وإقامة كيانات هزلية لتبتلعها إيران ودول أخرى طامعة في العراق متخذين أشكال تحالفات جديدة منها من يعاود الاعتماد على أزلام النظام السابق من أجل اقتسام الكعكة معه ليضرب خصومه الآخرين الأضعف بدعم أمريكي واضح وهكذا سيستمر العنف وتعود الثارات الشخصية من ضحايا النظام السابق وضحايا الإرهاب الجديد بعد الاحتلال ...
كل ذلك يجري بأسم الدين الحنيف والدين منهم براء جميعا" ... كما كانت الحقبة الماضية تستخدم القومية وتداعياتها في صراعات وطنية مريرة بأسم فلسطين المنكوبة تم المتاجرة بأسمها حكومات تسلقت السلطة قامعة لشعبها وحركات تآمرت بأسمها ضد ثورة تموز وها هي فلسطين الجريحة اليوم تزداد تنكيلا" من قبل الصهيونية وتهميشا" وإهمال وتآمر من تلك القوى الحاكمة وغير الحاكمة على فلسطين ولا زالوا يحلبون في القضية الفلسطينية ... واليوم بأسم الدين يتم تمزيق العراق وجعله ملحق شبيه بفلسطين ولقد كان لقيادة النظام السابق الدور الأكبر في تهديم حركة التحرر العربية والفلسطينية بشكل خاص ولقد شهد العالم كله نتائج تلك السياسات المقيتة المدمرة للوطن والشعب وجاء الجدد اليوم باسم الدين السياسي ليلغوا الوطن من الخارطة عبر مراحل ...
والجماهير تعيش في حالة غثيان منهكة متعبة عبر قرون وإلى اليوم تحقن وتعبئ طائفيا" وقوميا" لتكون وقود تقتل بعضها البعض خدمة لأغراض المحتل بالرغم من أنها قد لمست عبر ستة سنوات من الاحتلال كذب ودجل الوعود الاقتصادية المرفهة والعيش الرغيد والأمن المستقر بل اضيفت مشاكل أخرى جديدة مفتعلة زادها فقرا" مع ثراء السادة الحاكمين وغير الحاكمين عن طريق المحاصصة الطائفية والفساد الإداري والمالي وهم يهربون الأموال إلى خارج الوطن ويستثمرونها لعدم ضمان استقرارهم إلى الأبد في حكم الشعب .
كما فعل من سبقهم حين هربوا أموال من ثروات الشعب إلى الخارج ... كلهم من صغيرهم إلى كبيرهم ينعمون بالسحت الحرام وهم على يقين أنهم زائلون على يد أقرب الناس إليهم في صراع التخادم للأجنبي وللاحتلال أنهم يمكرون لكن ألله خير الماكرين ...
وعلى الباغي تدور الدوائر ...





#رديف_شاكر_الداغستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى تستمر المداعبات لمشاعر الجماهير التواقة إلى التغيير ...
- رحيل المناضل الشيوعي أمير الدراجي 0ابو جودة 0
- بيان كتله تصحيح المسار ووحدة اليسار الضبابية إلى أين؟
- (2)تقارير صحفية من جريدة كفاح الشعب,في الشؤون الاقتصادية ومش ...
- تقارير صحفية من جريدة كفاح الشعب
- القومية الشيفونية رجعية وفاشية ...والحوار المتمدن يتقدم في ا ...
- متى يتوقف أدعياء اليسار عن النشر00 في تهميش الاخرين وتضليل ا ...
- بداية البداية .. التظاهرات ضد الاحتلال
- في ذكرى ثورة اكتوبر العظيمة
- كتلة تصحيح المسار بحاجة الى تصحيح مسارها
- 17 ايلول الانتفاضة الأجرأ في العالم العربي الشيوعي
- سوريا الى اين..؟
- مقهى العباد
- افكار للنقاش على هامش بيانات كتلة تصحيح المسار
- عيد العمال العالمي ... في عراقنا المحتل امسى تعزية للعمال في ...
- الاحتلال في سنته الخامسة لعراقنا الحبيب
- ايها الرفاق في كتلة تصحيح المسار احسموا امركم انتم على الطري ...
- في ذكرى ظهور شعاع التنوير الانساني في العراق
- الاولياء...يقتلون من جديد
- موعد لم يكن...


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رديف شاكر الداغستاني - الاحتلال( الأصل والملحق ) 1