كاظم الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 2625 - 2009 / 4 / 23 - 09:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حين كانت بوادر انهيار الاتحاد السوفيتي ومنظومة المعسكر الاشتراكي التي تسير في فلكه، تلوح في الافق، كان كثير من دول العالم، قد ادركت اللعبةلسياسية،وحاولت جني ثمار هذا التحول الكوني، او على الاقل تفادي تداعياته وانقاذ ما يمكن انقاذه. اما الدول التي تعيش اوهام القوة والنصر والبطولة الكاذبة، فلقد سرحت بعيدا في خيالها، الى الحد الذي تصورت فيه انها، سوف تخلف المكان الشاغر (للقطب العالمي الغائب)؟!
ومن سخرية القدر والتاريخ، ان الشريف حسين، في العشرينيات من القرن الماضي، وبعد (موت الرجل المريض) أي نهاية الخلافة العثمانية، حاول اعادة الحياة لها، واعادة عقارب الساعة الى الوراء، الا ان رياح التاريخ كان لها القول الفصل بعيدا عن الامنيات والرغبات، ولقد خسر الامارة على بعض المناطق فيما بات يعرف بالمملكة العربية السعودية، أي انه خسر الامال الكبيرة والصغيرة على حد سواء. ومن الغريب ان دولاً كبرى مثل الهند والصين واليابان، لم تفكر في مغامرة كهذه، فماذا جرى للدول العربية والاعلام العربي، لكي يجنح خيالها وتنازع القوى العظمى، فهذه الدول أي دول الخلافة لم تفلح في أي مضمار ولجت فيه، ولا نريد ان نكشف المستور، فقد اصبح مفضوحا، يتداوله العالم الا نحن فما زلنا نعيش الرطانة السياسية والفكرية والثقافية ونخشى مواجهة النفس ومراجعة الذات واكتشاف الاخطاء والفشل. فالبعض يعترض على محاكمة قانونية، باشراف دولي ويعتبرها اساءة لطائفة معينة او عرق معين، ولا يشغلون انفسهم باسئلة من نوع: هل ارتكب صدام جرائم حرب ابادة واغتيالات سياسية بحق الشعب العراقي، فان كان نعم، فما الذي يعصمه من العدالة والقانون! ومن يستطيع ان يفعل ذلك غير المحكمة والقانون ام انهم يظنون من كان (منهم وبينهم ومن عندهم) لا تطوله يد العدالة او يريدون ان يعامل بذات الطريقة التي كان يعامل بها معارضيه وخصومه. لنكن اكثر واقعية اذا اعترفنا بجرائم صدام، والاصح اذا اصدرت المحكمة احكامها بادانة المتهم، من خلال الشهود والادلة، من يمكن يعتقله ويودعه السجن وينهي نظامه الغاشم، بعدما جعل من العراق مختبراً مفتوحاً للحروب والمآسي والتهجير والتطهير العرقي، غير القوى الدولية ومنظمات القانون الدولي، وذات الامر للجرائم والاغتيالات التي روعت لبنان، على مدى ثلاثة عقود وتسجل ضد مجهول! او الجرائم في دارفور.
#كاظم_الحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟