|
سرّ الرائحة قصة أطفال تدعو للحفاظ على البيئة
جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 2625 - 2009 / 4 / 23 - 07:07
المحور:
الادب والفن
" سر الرائحة " قصة اطفال للكاتب هاني السالمي ، صدرت في العام 2008 عن منشورات مركز أوغاريت الثقافي في رام الله – فلسطين ، تقع القصة التي صمم غلافها ورسوماتها جاد سلمان في 43 صفحة من الحجم الكبير ، وجاءت تحت خمسة عناوين كل عنوان منها يكاد يشكل قصة منفصلة ، وهي " الربيع يهرب من الأشجار " و " صباح ساخن جدا " و " المسرح له حضور " و " تحت الشجرة القديمة " و " نهاية لا تتأخر " ومنذ البداية اعطاها الكاتب اسم " سر الرائحة " . مضمون القصة : تتحدث القصة عن قرية وادعة ، تنمو فيها الزهور والأشجار المثمرة ، وتتحلى بجمال طبيعي خلاب ، وذات ربيع بدأ سكانها يشمون رائحة كريهة ، وبعضهم فقد وعيه جراء ذلك ، واتسعت دائرة الضرر لتشمل غالبية سكان القرية ، كما بدأت الأزهار والأشجار تذبل ويميل لونها الى السواد ، الى أن جفت ، واستعانوا بدائرة البيئة التي اكتشف موظفوها أن صندوقا حديديا ، مدفونا تحت شجرة ، وبدأ الصدأ يدب في أطرافه ، وكانت المشكلة في هذا الصندوق الذي يحتوي على مواد سامّة دفنها غرباء . ومن خلال هذا الموضوع يتضح لنا أن الكاتب يرمي الى ضرورة الحفاظ على البيئة ، وعدم دفن المواد السامّة فيها ، ومن المعروف مثلا كما ذكرت وسائل الاعلام أكثر من مرة بأن المحتلين الاسرائيليين ، يقومون بدفن نفاياتهم الكيماوية في أراضي الضفة الغربية ، كما أن مجاري المستوطنات تلوث البيئة في الضفة الغربية أيضا ،كما أن بعض الدول الغربية تقوم بدفن نفاياتها الكيماوية والذرية في أراض بعضي الدول النامية أو على شواطئ هذه الدول ، أو في أعماق البحار ، حتى أن مصادر صومالية مقربة من قراصنة البحر الذين ظهروا في الأشهر القليلة الماضية ، عزو فعل القرصنة هذا لمنع السفن الأجنبية من الاقتراب من شواطئهم المائية، لأنها تلقي نفايات سامّة هددت الثروة السمكية ، ويبدو أن الكاتب متأثر بذلك وكتب قصته من هذه الخلفية . البناء القصصي : واضح أن الكاتب استعمل كثيرا الاسترجاع flash back " "وفي بعض الأحيان لم يوفق في تنمية وتسلسل الحدث، فمثلا عندما أصيب الطفل سامي بالإغماء قال بعد أن أفاق : " شعرب بأني أركب أرجوحة تدور برأسي في كل اتجاه ، وبأني أسقط من فوقها " ص 13 وفي تفسيره لذلك يقول " قبل أن يُغمى عليّ ، شممت رائحة كريهة ، وربما هي التي جعلتني أفقد الوعي ، بعض الأطفال أكد أنه شمّ الرائحة ، وبعضهم لم يفعل " ص 13 وفي سياق الحدث جاء في الصفحة ص 15 : عصافير الحديقة لم تعد تغرد ، وقلت حركتها فوق الأشجار ، والضفادع لم تعد تظهر ، ولا يعلو لها صوت ، والنحل غاب طنينه جول الزهور " وعلى نفس السياق جاء والحديث عن الرجل الطيب نظمي " سمع صوتا يناديه من الخارج فأسرع اليه ، بادره أحد جيرانه: هناك حالات إغماء كثيرة ، والرائحة تزداد انتشارا ، وتصل الى كل مكان ، الخوف ينتشر في القرية ، النساء يبكين ، والأطفال خائفون من الذهاب الى المدرسة " . وفي محاولة من الكاتب لإطالة القصة، فقد لجأ الى الخرافة ، مع أن أحداث قصته واقعية ، والتلوث واقعي أيضا ، وذلك من خلال الكابوس الذي رآه الطفل سامي ، في الحلم ، ورؤيته لوحش يبتلع كل ما هو أمامه ، وفي هذا الحلم " تذكر عجوز القرية الحكيمة وعكازيها البنيين ، كانت تقول أن شجرة التوت تخفي سرّا خطيرا ، وكانت تشير الى جذعها، ثم ترسم دائرة وتؤكد أن السرّ مدفون داخلها ، قالت العجوز قبل أن تموت : "حاولوا أن تقتلعوا شجرة التوت " ص 34 وفي تقديري أن لجوء الكاتب الى الحلم والى عجوز القرية الحكيمة لم يكن موفقا ، فالتلوث واقع ولا يحتاج الى أحلام أو الى حكماء أو عرافين لتفسيره وتحديد موقعه . اللغة : لغة الكاتب جميلة وسليمة مع أنه وقع في هفوة بسيطة مثل قوله عن الطفل سامي: " لاحظ الخلد الصغير يطل من أحد الثقوب " ص 33 والصحيح هو جحور وليس ثقوب ، فالثقب صغير جدا مثل ثقب الإبرة ، وكذلك الأمر : خرج سامي من الثقب " ص 34 الفوائد المستوحاة من القصة : لا أدري لماذا ألحّ على ذاكرتي بأن الكاتب ربما كتب قصته لتقديمها الى احدى المسابقات التي ترعاها بعض المؤسسات الاقليمية والعالمية للدعوة الى الحفاظ على البيئة ، وبغض النظر عن ذلك فإن القصة احتوت على عدة أمور تربوية وتعليمية منها : - الدعوة الى الحفاظ على النظافة ، وعلى البيئة بشكل عام. - تلوث البيئة يلحق الضرر بالأحياء عامة من انسان وحيوان ونبات . - التكامل الطبيعي في الحياة بين الأحياء من انسان ونبات وطيور ، وحتى الحشرات . - الذباب ينقل الامراض - النحل مفيد لانتاج العسل ، والعسل مفيد لعلاج بعض الامراض. - الضفادع تأكل الحشرات الضارة. - زقزقة العصافير تبعث الراحة والسعادة في النفوس . - علاج مخلفات المصانع ليس بدفنها في الارض. - للفنون وللمسرح تحديدا فوائد جمة. الرسومات : في تقديري أن الرسومات غير مناسبة ، ولا علاقة لها بمضمون القصة ، وغير مفهومة للاطفال أو الكبار. جيل القصة : اللغة المستعملة في القصة ، وطريقة سردها غير ملائمة للأطفال وهي تصلح للفتيان وللكبار.
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين التيه
-
القدس مدينة التعددية الثقافية
-
الثقافة المحلية ليست بالحسبان
-
-السنجاب الخائن- حكايات على شكل قصص
-
ثقافة - العصرنة -
-
القدس العاصمة الأبدية للثقافة العربية
-
السحر - حكاية شعبية
-
أخلاقيات الحروب وجرائمها
-
في انتظار فارس الأحلام
-
حكاية -أبناء السلطان- فيها حكمة كبيرة
-
القدس من قبل ومن بعد
-
رواية -التبر- لابراهيم الكوني والأصالة
-
ليس دفاعا عن البشير
-
الاستيطان حرب مفتوحة
-
الإشاعة - حكاية شعبية
-
ليبرمان يفهم العربية
-
الثرثرة - حكاية شعبية
-
الجحيم...
-
مدينة الصمت والتميز في الابداع
-
الأمنية - حكاية شعبية
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|